حَمّلَ خُبراء اقتصاديون ومُصرفيون، سياسة تحجيم السيولة الذي يُعانيه المُواطنون حالياً من أزمات خَاصّةً في الوقود والحصول على الخُبز، مُشيرين إلى عدم نجاحها في مُعالجة خفض أسعار الدولار، مُؤكِّدين أهمية إعادة الثقة بين العُمَلاء والمَصَارف. وقال عثمان التوم ل(السوداني)، إنّ السيولة ليست مُشكلة بالحجم الذي يستغرق فترة ليتم حله جزئياً في يناير المُقبل ونهائياً في أبريل، وتابع: المشكلة حالياً في ثقة بين العملاء ويمكن علاجها عبر التحاور مع الأطراف المعنية كافة، العملاء والبنوك ورجال الأعمال، بجانب بنك السودان المركزي، مُتوقِّعاً أنّ يكون البرنامج لإنهاء مُشكلة السُّيولة مفتوحاً على عدة افتراضات تشمل تحفيز المواطن والتاجر ووجود ضمانات محددة بذلك من قِبل البنك المركزي، إضافةً إلى تغيير العُملة ووضع ضوابط محددة لسحبها، وأضاف أن تغييرها ليست حلاً مرغوباً. وقال د. هيثم فتحي ل (السوداني) إنّ الغرض من امتصاص السُّيولة تحجيم الكتلة النقدية خارج النظام المصرفي لتوظيفها في المشروعات الإنتاجية وخفض قيمة العُملات الأجنبية مُقابل الجنية، وَتَوقّع المزيد من الإجراءات الحكومية لإزالة التشوهات، لافتاً الى أن امتصاص السُّيولة ينعكس في تصحيح الأسعار المتضخمة والتّوقُّعات بخروج أحجامٍ كبيرةٍ من السُّيولة المضاربية في السوق نتيجة لذلك. وقال عز الدين إبراهيم، إنّ الإجراءات الحالية لامتصاص السُّيولة لم تفلح في انخفاض أسعار الدولار خَاصّةً أنه زاد بمُجرّد حُدُوث استرخاء في السُّيولة، وحَذّرَ من مَغبّة الاستدانة، لافتاً لاتجاه الكثير من المواطنين لإيداع أموالهم بالمنازل، وتابع: من الخطأ قانوناً منع الاشخاص من سحب أموالهم، ودعا للتشديد على الاستدانة وليس السحب، وأضاف أن الحكومة لديها مصادر داخلية وخارجية للتحكم في السيولة تتمثل في البنك المركزي والمصارف وتجارة الذهب. وقال المصرفي محمد عبد العزيز، إنّ العُملاء حالياً فقدوا الثقة في البنوك ولا بُدّ من برنامج حقيقي لإعادتها، مُشيراً إلى أنّ مُعالجة ذلك بالدفع الإلكتروني لن تجدي كثيراً باعتبار عدم جذبها لمبالغ كبيرة للمصارف، مُشيراً الى أنّ سياسة تحجيم السُّيولة لم تكن صحيحة منذ البداية، كما أنها جاءت بنتائج عكسية وأدت الى توقف الكثير من الأعمال بوجود آثار سلبية لم يتم التّحسُّب لها جيداً. وكان رئيس جهاز الأمن والمخابرات صلاح قوش وعد بأن مشكلة السُّيولة ستشهد انفراجاً في منتصف يناير من العام المقبل بفضل برنامج يسيرون عليه سينهي المشكلة في أبريل المُقبل دُون أن يُوضِّح أي تفاصيل للبرنامج.