تتعد الأحزان... والفقد واحد الخرطوم: الهضيبي يس تصوير: أحمد طلب حالة من الحزن العميق، كانت تخيم على سراديق العزاء، وبين كل فينة وأخرى تأتي أصوات تنادي بالرحمة والمغفرة للفقيد، وعند مجيء لحظة التأبين ذكر العديدين مواقف أو أحداث جمعتهم مع الراحل فتحي شيلا، معددين مآثره وذكراه العطرة. والي ولاية البحر الأحمر د. محمد طاهر ايلا، والذي استهل الحديث بعدما تم تقديمه أمام الجمع الغفير من الحضور أنه جاء ليعزي في فقيد جمعته به مواقف كثيرة ، بسعيه إلى تقديم المساعدة ومد يده للآخرين على صعيد مواطني ولاية البحر الأحمر وشرق السودان، وذلك لتحقيق الأمن والاستقرار وحل قضايا المواطن، متى ما توفرت في يده الفرصة لذلك، وقال "لهذا لا ينتابكم الاستغراب إن قلت لكم أنني فور سماعي لخبر رحيل فتحي شيلا، سارعت للحاق بمراسم التشييع والدفن حتى وإن تطلب ذلك (الهرولة).. عندما بدأ يتحدث أجهش بالبكاء ومن ثم صمت قليلاً، إنه عضو جماعة الإصلاح بالحزب الاتحادي الديمقراطي د. الباقر محمد عبدالله الذي قال إن شيلا لم يكن يحارب أو يعارض من أجل الانتماء الحزبي بل من أجل السودان، وفي يتجسد في مواقف عديدة كان آخرها موقف فتحي شيلا في مفاوضات إرتريا حينما وضع المصالح القومية والوطنية في أولويات عمله، ومضى على ذات النهج والمسلك حتى بعد انضمامه إلى المؤتمر الوطني، مؤكداً أن شيلا لطالما كان ينظر لآخرته من خلال التصدق للفقراء وإعانة الأيتام بالإضافة إلى ما قام به مؤخراً بتشييد مسجد في مسقط رأسه بالولاية الشمالية. في وقت أشار فيه رئيس المجلس الوطني مولانا أحمد إبراهيم الطاهر إلى أن الفقيد كان من أميز الذين تقلدوا رئاسة اللجان الداخلية بالنسبة للمجلس، وقال الطاهر إن المؤتمر الوطني في الآونة الأخيرة بانضمام فتحي شيلا إليه قد كسب سهماً جديداً، كان يعتمد عليه في قضايا الحوار والتشاور مع القوى والأحزاب السياسية، لافتاً إلى أن معرفته الشخصية بالفقيد بأنها لم تكن على صعيد العمل فقط وإنما امتدت إلى ماقبل ذلك بحوالي 20 عاماً، وأكد أن المجتمع السوداني بمختلف مكوناته السياسية والاجتماعية ومهما انتشرت في أوساطه الخلافات فإن سمة التواصل والتسامح تظل هي الأسمى في إطار العلاقات مابين أفراد ومكونات الشعب السوداني، وهذا ماحدث أثناء موكب تشييع الراحل فتحي شيلا. مشاهدات من المشاهدات التي التقطتها عدسة الزميل أحمد طلب توسط وزير النفط د. عوض الجاز في صيوان العزاء وهو يرفع أكفه بالدعاء تضرعاً لأن يتقبل الله الفقيد برحمته، ذات المشهد تكرر مع القطب الاتحاد حاتم السر وهو يجلس في زاوية قصية حيث بدت على السر ملامح استحضار ذاكرته لمواقف وأحداث مرت معه بالراحل شيلا، إضافه إلى تلك الأعداد الكبيرة من قيادات المؤتمر الوطني ممثلين في أمين الإعلام د. بدرالدين أحمد إبراهيم وأعضاء المكتب القيادي للحزب الاتحادي الديمقراطي وممثلين للأحزاب والقوى السياسية الأخرى من أحزاب الوحدة الوطنية وحزبي الأمة القومي والمؤتمر الشعبي.