كنت أتصور أن الأستاذ مهدي الطيب الخليفة الذي لم اجد وهناً في منطقه ولا خللاً في سكبه ولا سقطا في ألفاظه ولا شططاً في معانيه . لا يرمي بنفسه في غمرات الرأي إلا على هدى بصيرة . وإن عقله المتقد , يستقصي ألفاظه ويتحرى أعطاف كلامه حتي لا يتفوه لسانه بكلمة تمجها النفس أو عبارة ينفر منها الذوق السليم لطالما أطنبت المديح في السيد مهدي الطيب الخليفة رئيس المجلس التشريعي بولاية النيل الأبيض والذي لا يجود بمثله الزمان وخلعت عليه الألقاب ما أن مفاتحه لتنوء بأولي العصبة من الرجال وختمت على مسامع أهلي وخلاني بالسودان الذي تزعزعت دعائمه وتضعضعت نعائمه لا ينهض من كبوته ويجتاز محنته الا علي كاهل من هم على شاكلة الاستاذ مهدي الطيب الخليفة الرئيس الهمام ، فنحن يعوزنا الكثير منهم ولا يتسنى لنا أن نرتقي إلا بهم ولا نسلك وسط هذا الرهج والعجاج الطريق الصحيح إلا يهديهم وندا عن ذهني إن فخامة السيد الرئيس بشر والبشر النقص ممتزج في جبلتهم مؤثل من تركيب فطرتهم وإن الكمال صفة تلازم الخالق عز وجل ولا تتعداه الي غيره ، لا ايها السادة ليست القطرمة والاستعلاء من شيم الأستاذ مهدي الطيب الخليفة ، وكان فخرا لثورة الانقاذ الوطني أن تضمه الي صفوفها فهو ابن الشيخ الخليفة راجل العليقة حيث تقابة القرآن وجموع طلاب القرآن والاذكار ، لا ازعم واعتقد إنني قادر علي اثبات ما أزعم كما قال الكاتب المصري طه حسين إن الرئيس النابه ليس ممن يتكالب على السلطة ويفني فيها ذاته بل هي من قصدته في خفر وحياء وجمعت ثوبها الموشح وجثت تحت قدميه ترمقه في غنج ودلال ولكن الاستاذ مهدي الطيب الخليفة لا يماري فيها أحدا ، إن ذكاء الأستاذ مهدي الطيب الذي يشع من عينيه وحكمته التي نطقت بها (فكيه) هي التي أهلته لنيل تلك المناصب ذات الزرء الوطني القادح التي نهضت باعبائها علي أكمل وجه وهو ابن شيخ جليل بقرية العليقة حيث توقد نار القرآن . وفي هذا المجال الذي تطرقت فيه لذلك الرجل لابد لي من ذكر الأستاذ الصادق يوسف النصيبة ابن المرحوم يوسف النصيبة المعروف بانتمائه لحزب الامة وكيان الانصار ولكن ابنه الصادق سلك طريق الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني واجتاز عقبة الانتخابات وفاز فوزا كاسحا في الدائرة الثامنة ربك الغربية بدون منافس وشقيقه مكي النصيبة المعروف بمعاداته لنظام المؤتمر الوطني ولكن الصادق يوسف كسب ود قادة الانقاذ الوطني واصبحت داره مفتوحة لكل قيادات المؤتمر الوطني على مستوى الوزراء والدستوريين .