(سبيستون) أحالتهن إلى المعاش الإجباري.. . الحبوبات.. .إستبدال (المحفضة) ب(الموبايلات).! الخرطوم: شيراز سيف الدين كانت من أساسيات المنزل.. واهم شخص بداخله.. .لديها حنان كانت تستطيع من خلاله ضمّ جميع احفادها.. . يحتاجها الكبير قبل الصغير، تتمتع بأسلوب يميزها عن الكل..كما أن لها قدرة غير عادية على نسج الحكايات بحيث تجعلك تتخيل كل شيء امامك وكأنك داخل مسرح عريض، نعم.. هي (الحبوبة) والتي بخلاف نهجها المحبب في التسلية والحكي، كانت تتمتع بأدوار أخرى توعوية كبيرة.. . فهي التى تربي، وتمنح النصائح المتعددة الى جانب الكثير من المشاهد القديمة التى كانت تمثل إطاراً أنيقاً لصورة الحبوبة في تلك الأزمنة. اختلاف حال: اليوم أختلف الحال، وغابت الحبوبة عن المشهد، بحيث صار من النادر أن تشاهد مثل تلك (اللمة) القديمة اليوم، أسباب عديدة علقها البعض على غياب الحبوبة، بعضهم يشير بأصابع الاتهام للتكنلوجيا ويبدي سخطه الواضح من هيمنة القنوات الفضائية وخاصة المتخصصة للأطفال، بينما يذهب آخرون الى أن كل شيء يتطور، حتى الحبوبة، لابد من أن تتطور.. وبين هذا وذاك كانت لنا هذه الوقفة في عالم قديم، لا ندرى هل يمكن أن يتجدد أم يصبح مجرد ملامح من الماضي. مشاهد متغيرة: عن الموضوع يقول الموظف أحمد فيصل ل(السودانى): (إنعدم زمن السحارة والمشلعيب وزمن الحكاوى.. .حتى الشكل الحالي الحبوبة يختلف عن شكلها قديماً، فهي بالامس كانت ترتدى الثياب البيضاء المصحوبة ببعض الاكسسوارات البلدية مثل (المحفظة) التى تتدلى من عنقها بطريقة مميزة، الى جانب (العكاز) الذى لا يفارق المكان التى تجلس به، اما اليوم فلا اظن انني شاهدت قريباً حبوبة تحمل عكازها وتتجول في الحي، ولا اظن أن بعض حبوبات هذا الزمان يعرفن (المحفضة).. .ويضيف: (حبوبات هذا الزمان يمتلكن بطاقات الصراف الآلي.. .ويمتلكن ارصدة وحسابات في الفيس بوك وهذا هو الوضع الحالي لتلك الشخصية السودانية القديمة).! اهتمامات اخرى: على ذات السياق تقول الطالبة الجامعية هنادي محمد ل(السودانى) إن الزمن تغير والحبوبات في هذا الزمن صرنّ متعلمات وموظفات ليس لديهن وقت للجلوس وقص الحكايات على الاحفاد، وتواصل: (حبوبات هذا الزمان باتت لديهن اهتمامات أخرى في مقدمتها دخول النت ومتابعة المسلسلات التركية). الأطفال ايضاً: الخريجة الجامعية نسيبة يحيى كان لها رأي مشابه للآراء السابقة، فهي تعتقد أن هنالك جفاء ما بين الاجيال وتواصل: (حتى مفهوم الاطفال ايضا تغير فهم تحديداً لم يعد لديهم الوقت للجلوس والاستماع للحكايات من الحبوبة او خلافها، وباتوا يعوضون ذلك النقض بمشاهدة القنوات المتخصصة بالاطفال، او بالانترنت)، وتضيف: (الحبوبة ليست وحدها التى تغيرت... الاطفال ايضاً لم يعودوا كالسابق). بداية انقراض: عن الموضوع تحكي سناء الجنيد ل(السودانى) وتقول: (حبوبات زمان طبعهن غير.. وحتى فهمن مختلف.. هن فاهمات بدون قراية.. ودكاترة بدون تخصص.. .وبالن رايق)، وتواصل: (اما حبوبات هذا الزمن فصرن مدمنات على التكنلوجيا.. وبصراحة نفتقد اليوم لشكل الحبوبة القديم ولطلتها القديمة واقول وبكل ثقة بأنهن بدأن فعلياً في الانقراض).