في سابقة تاريخية تصبح الأمين العام ل(الأمة)... سارة نقد الله.. المرأة التي كسرت الحاجز بروفايل: خالد أحمد لم يكن هذا الحلم يراودها، وهي التي تربت في بيئة يأكل فيها الرجال اولا وما تبقى تأخذه النساء، وعندما يدرع الفرسان سيفوهم تكتفي النسوة بالزغاريد والدعوات، لكنها كانت ذات عزيمة تجازوت حواجز عالية الارتفاع، كيف وهي "سارة" ابنة الامير عبد الله عبد الرحمن نقد الله احد مؤسسي حزب الأمة القومي والانصاري "الكارب"، لتخرج سارة للحياة بعد أن تعرفت على الدنيا في ود مدني في العام 1954م لتأتي لأم درمان وتدرس فيها الابتدائية والثانوي حتى دخولها جامعة القاهرة فرع الخرطوم -بكالريوس علوم رياضيات 1978م- وقد كانت الأولى على الدفعة ومنحت شهادة تقديرية من الجامعة ثم عملت ماجستير بجامعة الخرطوم ثم الدكتوراة. خطوة كبيرة انتقل بها حزب الأمة باختياره سارة نقد الله امينا عاما للحزب وهي سابقة تاريخية قد تفتح المجال لاخريات ليتولين مناصب رفيعة في هذا الحزب الذي تحكم فيه الرجال لفترات طويلة. الانتقال الأكبر بعد احتدام الخلافات بين الامانة العامة لحزب الأمة بقيادة د. إبراهيم الأمين وتيار الإمام الصادق كان من الواضح أن انعقاد الهيئة المركزية فقط لإزاحة الرجل من مكانه وكانت الاسماء التي تأتي في المقدمة لتولي الامانة العام اسم د. سارة نقد الله التي تتولى رئاسة المكتب السياسي وتوصف بأنها في معسكر الإمام الصادق ولكنها ايضا لديها مواقف تشابه د. ابراهيم الأمين في موقفها من الحوار وقضايا اخرى. وعندما رشحها المهدي ضمن اثنين لخلافة الأمين عرف الجميع أن سارة ستكون الأمين العام الجديد لحزب الأمة وهي خطوة كبيرة بأن تتولى امرأة لاول مرة هذا المنصب في هذا الحزب الطائفي، وكانت سارة قد فعلتها سابقا بتولي رئاسة المكتب السياسي للحزب. سارة المرأة الستينية تكسوا ملامحها الجدية وهي التي ترتدي ثوبها الابيض في كل الاوقات والمناسبات تعتبر إحدى قيادات حزب الأمة الاساسيين فهي من بيت نقد الله ذي التاريخ الضارب في القدم بجانب انها سياسية من الطراز الاول ومفاوضة وتدرجت في العمل الحزبي منذ فترة ليست بالقصيرة حيث كانت امينة المرأة بالحزب في الاعوام 1986- 1989م. بجانب انها كانت ممثلة الحزب في التجمع النسائي الوطني الديمقراطي، وكانت عضو أمانة التنظيم 1986م- 1989. وكذلك عضو لجنة الانتخابات للحزب وعضو لجنة الدراسات والبحوث كما كانت عضو الهيئة العليا للقيادة التي قادت العمل السري للحزب بالداخل في فترة العمل الاستثنائي (يونيو 1989- أغسطس 2000م). وتولت رئيسة لجنة السكرتارية للإعداد للمؤتمر العام السادس 2002- 2003م ثم الناطقة الرسمية للحزب (أكتوبر 2000 حتى أبريل 2004م)، ومقررة المكتب السياسي الانتقالي (أغسطس 2000- أبريل 2004م)، ثم صعدت للأمام حيث اصبحت مساعدة لرئيس الحزب 2004م لتصبح بعدها رئيسة المكتب السياسي للحزب من العام 2009 وحتى اختيارها بالامس امينا عاما للحزب. انتخاب الأميرة بالامس انتخبت الهيئة المركزية لحزب الأمة القومي سارة نقد الله أمينا عاما للحزب بالتوافق عقب انسحاب (3) مرشحين آخرين لذات المنصب. وفيما كشف رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي عن أنهم سيقومون بعمل نداء لمسجل التنظيمات السياسية بأن اسم حزب الأمة ماركة مسجلة باسم الحزب ولا يجوز لآخرين التعامل به باعتبار أن الأمر يمثل مخالفة، وأضاف "الدايرين يكونوا جزء من الحزب يجو ينضموا ليهو"، وأكد المهدي أنهم سيقومون بعمل قائمة سوداء بأسماء من أرادوا أن يعوسوا داخل الحزب، ورحب المهدي بكل من يأتي من خارج الحزب ويلتزم بدستوره، وسخر المهدي خلال حديثه في الجلسة الختامية لاجتماعات الهيئة المركزية بدار حزب الأمة أمس من توصيف البعض له بأنه ديكتاتور، وقال "أنا قوتي بقوة تعبيري عن الجماعة وهي ليست قوة كسروية أو قيصرية". وطالب المهدي أعضاء حزبه بأن لا يأسوا على تجربة الأمين العام السابق ويجب أن تكون قد أكسبتهم مدرسة وطريقة جديدة لتجنب الفشل، ودعا الى عدم إطلاق لقب الإمامة عليه وهو رئيس لحزب الأمة القومي، مشيرا الى أن لديه عمتين الأولى رئيس للحزب والأخرى إمام للأنصار. وأغلق المهدي الباب أمام دخولهم للانتخابات قبل أن يتم التوافق على نظام جديد من خلال مبادرة الحوار، مشددا على أنهم أيقظوا ضمير بعض قادة النظام من خلال إقرار عدد منهم بالفساد، وأضاف "نحن الآن نستمطر غيثا"، وطالب المهدي بإعطاء الفرصة الكاملة لحماسة الشباب داخل حزبه لتعبر عن رأيها بنظام لقفل أي تفلتات يمكن أن تحدث. تيار الإمام اول امس عندما قال رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي انه يرشح ثلاثة لمنصب الامانة العامة للتوافق حولهما كانت سارة التي قال عنها المهدي انها مناضلة وخرجت من بيت ديمقراطي وانجح من تولى رئاسة المكتب السياسي، وهذه يبدو كانت اشارات واضحة بأن الإمام يفضل سارة امينا عاما للحزب، هي تعد من تياره المساند داخل الحزب خاصة وان المهدي يريد انهاء حالة الاستقطاب التي كان يقودها ابراهيم الأمين بواسطة اختيار سارة لهذا المنصب، ويكون قد ضمن المهدي أن كافة مؤسسات حزبه ستكون متوافقة مع موقفه، فالامين كان يعارض المهدي صراحةً في قضية الحوار مع النظام بجانب انتقادات اخرى، ومن المتوقع أن تسير سارة في موقعها الجديد وفق رؤية الإمام وخطه السياسي فهي ليس معروفا في تاريخها السياسي خروجها عن خط الحزب او مخالفة المهدي في شيء وانها كانت خلال كل الانقسامات التي حدثت في الحزب تختار أن تكون مع الإمام. ويقول الكاتب الصحفي محمد لطيف إن جلوس سارة في مقعد الأمين العام يأتي من خلفيات اولها موقفها المبدئي في التعامل مع النظام إلا بما يحقق مطلوبات الحقوق العامة لا الخاصة، ثم ارتكازها على اسم تاريخى ذي كسب في الحزب بجانب تجسير علاقاتها والتقدير الذي تجده في أوساط القوى السياسية الأخرى ثم حضورها الطاغي في جل إن لم يكن كافة أنشطة المجتمع المدني. واضاف لطيف انه اذا كان حزب الأمة مشغولا دائما بتمثيل الهامش الجغرافي والتعبير عنه فسارة تمثل وتعبر عن الهامش "الإثني" أي المرأة.. حيث يراهن كثيرون على أنها باتت قوة إنتخابية ضاربة. صعوبات وتحديات تواجه سارة العديد من الصعوبات في منصبها الجديد اولها حالة عدم الرضا من عزل ابراهيم الأمين من تيارات قوية في الحزب وهي الشباب والطلاب بجانب عضوية حزب الأمة في الولايات التي كانت تساند ابراهيم الأمين في موقفه وأن اي محاولات من د. سارة لاتخاذ موقف قريب من موقف ابراهيم الأمين قد يسبب لها اشكالات لذلك ستجد مقاومة كبيرة من هذه التيارات. ملاحظة ايضا تقال بأن د. سارة نقد الله تفتقد للديناميكية التي يجب أن يتحلى بها شخص في منصب الأمين العام الذي قد يتواصل مع الجماهير والاعلام بجانب ذلك كله ما تزال هناك تيارات تقاوم وجود امرأة في هذا المنصب القيادي بحزب الأمة وقد يحد هذا الامر من تحركات د. سارة مستقبلا.