* ركب نفر من قيادات المجلس التشريعي بولاية الخرطوم موجة الهجوم التي تقودها نوافذ ووسائط الإعلام الجديد والقديم على الدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم.. رؤساء لجان ونافذون بالمجلس النيابي رموا والينا بالحجارة؛ وألهبوا ظهره بسياط نقدهم.. جاء ذلك منتصف الأسبوع الماضي في جلسة علنية نال فيها الوزراء والمعتمدون الموقرون حصتهم من جلد الذات ورجم حكومة الولاية وحزبها بحجار من داخل السور.. * أبرز الذين حملوا (عصاة وسوط) النقد رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس والذي قال صراحة وبلا تردد إن وزارة التخطيط العمراني فشلت فشلا ذريعا خلال المرحلة السابقة وإنها لم تتراجع عن تعيين مهندسين غير أكفاء وتقوم بتنفيذ مشاريع وطرق تفتقر للمواصفات والضوابط الفنية المعمول بها في كل العالم! * طريقة تعميم النقد التي تحدث بها نواب المجلس المحترمون أثارت حفيظة غير واحد من وزراء حكومة الخضر مما دفع أحدهم لطلب المنازلة والمحاسبة العلمية والمنطقية سطرا سطرا وورقة ورقة معلنا جاهزيتهم لتحمل المساءلة والمحاسبة في أي مكان وزمان.. * قبل أيام من عاصفة تشريعي الخرطوم جاء من دار حزب المؤتمر الوطني بالصحافات خبر وتسريب حمله من مصادره ومحدثيه الخاصين الشاب الصحفي المجتهد الشاذلي بصحيفة "الأهرام اليوم".. وشاذلي صحفي خلوق وهادئ الطباع ومحب لمهنته.. لاحظت من خلال عملي بالأهرام الغراء قبل عامين حرصه الشديد على التميز.. خبر الشاذلي تم نفيه قبل أن يجف مداد طباعته.. الخبر يقول إن حزب المؤتمر الوطني بالولاية قد أعد قائمة من رجاله ليتم اختيار خليفة من بينهم لأخينا الوالي الحالي عبد الرحمن الخضر.. * تم نفي الخبر نعم.. لكن الذي يعرف طبيعة وطريقة اتخاذ القرارات وتسويق المقترحات على طريقة قنابل الاختبار الدخانية لا يستبعد بعضا من متون خبر الشاذلي وتفاصيل ما سكت عنه من حديث المصادر. * لا ينكر أحد الجهود الضخمة التي بذلها الدكتور عبد الرحمن الخضر بولاية الخرطوم.. ولا يبخس ما قدمه الرجل إلا مكابر.. لم ألتق الوالي منذ عام ونصف تقريبا.. وكنا قبل جلوسه على كرسي الوالي نزوره في منزله ومكتبه.. وهاتفه مبذول لنا ومبسوط.. نجد العذر للخضر.. ونجد العذر لأمثاله من الولاة والمسؤولين في الدولة الذين لا يجدون وقتا للراحة ولا الأنس مع إخوانهم ومعارفهم.. فإن غشيته في المنزل وجدت صفوفا من أصحاب الحاجة والقرار بانتظاره.. ولا يمكنك الحضور لمقر عمله بلا سابق موعد وترتيب.. ظل الخضر مهموما ومشغولا بأمر الخرطوم.. وواجه صنوفا من الانتقاد وعايش آلاما مبرحة طالت أسرته الصغيرة والكبيرة.. واجه الوالي كل هذا بصبر عجيب وثقة في النفس يلحظها كل من يعرف عبد الرحمن الخضر.. * ليس غريبا ولا عجيبا القول إن ما قدمه الخضر من أعمال ومشاريع وأفكار لولاية الخرطوم لم ينل حظه من التقدير.. لأنه جاء في ظل عواصف وتقلبات كثيرة.. كما أن تقدير الخضر لبعض الأمور لم يكن دقيقا وهذا شأن كل مشتغل بالعمل العام.. * وجهود الخضر لم تنل حظها من الترتيب والعرض والتسويق كغيرها من مشاريع وجهود الإنقاذ الضخمة التي لا يكاد يذكرها الناس اليوم وهم ينعمون بخيراتها وثمارها الدانية!! * لم يترك الهجوم الإعلامي الكاسح الذي يثيره المعارضون للحكومة عامة والخرطوم خاصة ويسوقه مؤيدوها على وجه الخصوص إذ يتبادلون قفشات وصور ونكات السخرية من (النظام القائم).. والخضر ناله من ذلك الكثير.. وما أبسطه هنا كلمات في مقام الشكر للرجل قبل رحيله.. فيوم شكره قد دنا إن لم يكن بزهده المعلوم فبتقدير أهل الحزب المسكوت عنه.. وهي كلمات لوالينا ليحزم أمره ويعد كتابه.. فالله أعلم بما قدم وإن طمست ذلك أخطاء المقربين منه و(المطرة) وسيول الخريف!!