هل يقبل الرجل (القسمة) على (زوجتين)؟ فلاشات: السوداني (قلت لي دايرة تكتفيهو عشان يقعد ليك في البيت؟).. ابتلعت ريقها بصعوبة، قبل أن تومئ برأسها علامة الإيجاب، وهي تجلس أمام ذلك الساحر الدجال الذي وضع أمامه طبقاً مليئاً بالمياه وبعض النماذج الخشبية وقوارير الزيت نصف الفارغة. دقائق مرت قبل أن يخرج ذلك الدجال، ورقة صغيرة قام بغمسها في كوب إلى جانبه ثم راح ينظر إليها لثوانٍ، قبل أن يرفع رأسه للأعلى ثم للأسفل في حركة دراماتيكية أفقدتها ما تبقى من رباطة جأشها قبل أن يزيد: (مرتو الجديدة.. دايراني (أكسرا) ليك؟).. أشاحت بيدها في سرعة وهي تجيبه: (بَرِيِ.. يا شيخنا بس خلي ليا راجلي دا يقعد معاي في البيت واصلو ما يمشي ليها). وربما كان إجابتها تلك نابعة من خوفها وتجربتها الأولى في هذا العالم بحيث خشيت أن ينقلب (السحر) على (الساحر)، خصوصاً أنها لم تلجأ إليه إلا بغية عودة زوجها إلى البيت مرَّة أخرى بعد أن قام بالزواج من أخرى وصارت طلته على البيت نادرة إن لم تكن معدومة! صراع أزلي: ولعل قضية (الصراع) ما بين الزوجتين للظفر بمساحات إضافية من اهتمام الزوج، هو صراع أزلي، وربما يحتمل استخدام كافة الأسلحة وإن كانت عبر (عمل) أو (بخرة شيخ)، وذلك في ممارسات بعيدة تماماً عن الدين والشريعة وحقوق المرأة على زوجها، بينما تبقى جزئية الرجل والزوجتين حافلة بالحكاوي والقصص المثيرة، وكل زوجة تحاول أن تسحب البساط من الأخرى بمختلف الطرق. قصة مختلفة: (أ.أ) كانت قصتها تختلف.. وزوجها تزوّج من أخرى في ظروف صعبة كانت تمر بها مما أفقدها الثقة في (صنف الرجال) -كما تقول دائماً- وتحكي (أ) عن استقبالها للنبأ من إحدى قريبات زوجها والصدمة التي ما زالت بقايا شظاياها تؤلمها: (كان خبراً صادماً لي جعلني أفقد توازني تماماً). سألناها عن الأساليب التي كانت تقوم بها في سبيل أن تعيد زوجها إلى العشة الأولى، فردت بسرعة وكأنها اعتبرت السؤال إهانة لها: (شنو؟.. والله ما أحاول بالغلط أرجّعو ما دام اختار هو البعاد)، تلك الإجابة التي أكدت أن (الكراهية) قد تسللت إلى قلبها وجعلتها زوجة أولى لا تتحرك مشاعرها من أثر الصدمة. سلاح (المسايسة): فايزة محمد موظفة بإحدى المصالح الحكومية اتخذت سلاح (المسايسة) -كما قالت - لتجذب زوجها بعد أن يئست تماماً من إبداء العناد الذي -وكما قالت - قطع شعرة معاوية بينها وبينه، وتضيف فايزة: (عرفت قوة الرأس ما بتجيب معاهو نتيجة فقلت (أسايسو) لحدي ما شوية شوية بقى يصرف على البيت زي زمان.. ويقعد مرات بالأيام)، لكنَّ أسلوب (فايزة) لم ينجح مع (م. ن) التي أحبت أن نكتب على لسانها ما قالت باسم مستعار، ف(م) لجأت إلى وسيلة أخرى وهي (التهديد) بالأبناء حيث قامت بجمع أبنائها الأربعة وقادتهم بعربة أمجاد في شهر العسل لشقة زوجها الذي ما إن رآهم حتى كال لها السباب والشتائم ووصفها بالمرأة (الشُّوم) مما أدخلها في حالة نفسية صعبة وجعلها تكره ذلك اليوم الذي تعرفت فيه عليه. جرعة زيادة: بالمقابل يعتقد أسامة الريح العامل بإحدى المنظمات الطوعية والمتزوج من امرأتين، أنه أحس بأن كل زوجة تود أن تكسبه لصالحها رغم محاولاته الشديدة للعدل بينهما وعدم إشعار إحداهما بأي ظلم، لكنه يستدرك أن زوجته الأولى كانت أكثر حساسية لذلك كان يزود لها جرعة الحنان (حبتين) مما جعل سفينة الأسرة تبحر لبرِّ الأمان وتتعارف الزوجتان وتصبح بينهما مودة وألفة. معادلة اجتماعية: الباحث الاجتماعي محمد الخليل يرى أن مسألة (الرجل والزوجتين) حسابياً هي غير قابلة للقسمة، لكن اجتماعياً ربما يمكن أن تقبل القسمة إذا سارت خطوات المعادلة بالطريقة الصحيحة، وأضاف أن الزوجة الأولى تكون دائماً هي الأكثر غبناً من الزوج باعتبار أن هنالك أخرى زاحمتها في ما تملك وأخذته منها، وربما يقودها هذا التفكير لافتعال المشكلات مع الزوجة الثانية أو التأثير على الزوج بكافة الطرق والوسائل لتضمن عودته إلى العش الأول مرة أخرى. وعموماً تبقى قسمة العدد واحد على اثنين ضرباً من ضروب المستحيل، لكن يبقى الأمل في أن تقبل تلك المعادلة خصوصاً إن كان طرفاها (رجلاً وزوجتين)!! فهل تُقبل؟