*بعثت لنا القارئة "س.ع" من عطبرة رسالة غاضبة تتهمنا فيها بأننا نعيش في عالم رومانسي لا يمت للواقع الذي تعيشه هي مع زوجها الذي يعمل حسب التساهيل- كما قالت في رسالتها- وعندما تضيق في وجهه سبل الحياة "يفش غبينتو" فيها *قالت "س.ع" أنها اضطرت للعمل بائعة شاي كي تساعد في تربية الأبناء وهي راضية بما قسمه الله لها، ولكن زوجها أصبح لا يطيق نفسه والضحية في كل الحالات هي. *تمضي "س" قائلة ليته يكتفي ب"الكوراك" معها بل أصبح يمد يده عليها ويضربها حيثما تقع يده عليها، حتى أمام الصغار الذين أصبحوا يعيشون في رعب وقلق وتوتر. *الذي يصبرها كما تقول ليس فقط الأولاد وإنما أم زوجها التي تعيش معها في بيتهم فهي امرأة صالحة وطيبة، وهي التي تحميها عندما يمد يده عليها وتصرفه عنها وتوبخه باستمرار. *قالت "س" إنها لا تحكي مأساتها هذه من أجل الشكوى لأنها راضية بقسمتها، بل أحياناً تجد العذر لزوجها لأن ظروف المعيشة أصبحت صعبة، ولكنها كرهت نفسها من هذه المعاملة القاسية. *هي لا تريد فضائح لها ولا لزوجها وأولادها ولكنها تكتب هذه الرسالة عسى أن يقرأها فهو من قراء "السوداني" ويجد فيها صورته البشعة التي عليه أن يسعى لكبح جماحها وأن يجتهد أكثر في البحث عن مصدر رزق آخر بدلاً عن تفريغ شحناته العدائية ضدها. *تمضي "س" قائلة: أعلم أن زوجي ليس وحده فهناك أزواج بل وأبناء يشبهونه في سلوكهم تجاه زوجاتهم وكبارهم. صحيح لم يصل أمر الأبناء إلى الضرب باليد ولكن بغليظ القول الذي أشد مرارة على النفس. *تختتم "س" رسالتها داعية أولى الأمر للاهتمام بحياة الناس وتيسير سبل العيش الكريم لهم خاصة مع ارتفاع تكلفة المعيشة وغلاء الأسعار بل وانفلاتها، وهي تحملنا مسؤولية أكبر وهي تقول: ليس بالحب وحده يحيا الإنسان وإنما لابد من توفير سبل الحياة الحرة الكريمة للمواطنين وهذه مسؤولية الدولة والمجتمع.