اكثر التفسيرات للواقع حول صفوف العربات أمام محطات البنزين اليوم التالي من الاعتداء على هجليج أن الناس اصابها الهلع والخوف من حدوث ازمة في الوقود خاصة مع انطلاقة شائعة. اغلاق دولة الجنوب لحقول نفط هجليج التابعة للسودان كانت الفضائيات العربية تغذى هذه الشائعة شائعة أن السودان سيعيش ازمة منتجات بترولية بعد خروج حقول هجليج التي تشكل اكثر من 90% من النفط المنتج.. لذلك اختفى البنزين من المحطات جراء الضغط الكبير في الشراء للكميات الموجودة وبنفس الطريقة اختفى السكر من الاسواق المحلية وارتفعت أسعاره أما الدولار فقفز متجاوزا حاجز ال6 جنيهات في السوق الاسود. كل ذلك كان نتيجة للهلع الذي اربك حسابات السوق المحلي.. وبالتالي فان المعارضة وحتى لو حاولت أن تستفيد من هذا الوضع فلن تستطيع استثماره لان الوقت كان العامل المهم الذي يرجع الامور الى نصابها. فسرعان مع عرف السوق أن كل ماحدث لايعدو أن يكون مجرد شائعة كما أن الحكومة سارعت بالاعلان عن استيراد أى كميات من البنزين إذا كانت هنالك حاجة كما أن المخزونات الموجودة تكفى لاكثر من شهرين وعليه وحتى أن اغلقت آبار بترول هجليج فلن يستمر الاغلاق للشهرين طالما قواتنا المسلحة لن تجعل الأمر يستغرق الاسبوعين ناهيك عن الشهرين في مثل هذه الاوضاع يجب على الحكومة أن تبعث برسائل تطمينية للمواطنين عبر الصحف واجهزة الاعلام.. رسائل من شأنها تبديد المخاوف حتى لا يتجه المواطن نحو شراء السلع الاستهلاكية باكثر من الحاجة تحسبا لاندلاع الحرب التي اصبحت الفضائيات تشتغل عليها بشكل مكثف.. ارتفاع سعر الدولار في السوق انطلاقا من شائعة اندلاع الحرب سيؤدى الى مشكلات كبيرة خاصة في زيادة أسعار السلع والخدمات وعلى قطاعات الانتاج والنقل وإذا لم تتخذ الحكومة اجراءات سريعة لوقف زحف الدولار وهو زحف غير مبرر فستتفاقم المشكلات الاقتصادية بما يؤدى الى انفلات تصعب معالجته عبر السياسات. اغبياء هم الذين يحاولون استثمار قضية هجليج لخلق الصفوف والندرة. فالظرف غير عادي وغير مناسب لاحتفال أزمة اقتصادية للاطاحة بالحكومة.. لكن الشائعات هى الاخطر لافتعال الازمات الاقتصادية وحدوث الندرة في السلع... على الادارة الاقتصادية بالبلاد محاصرة الشائعات التي تبث وذلك عبر توفير السلع الاستهلاكية بحيث لاتدع مجالا لخلق الندرة.