المعارضة حاولت أن تستغل ارتفاع الأسعار ورفع الدعم عن المحروقات لتحريك الشارع –بغية اسقاط الحكومة – ولكن محدودية المظاهرات التي شهدتها الخرطوم – كشفت عن ضعف المعارضة - كشفت ان الحكومة أكثر قوة من المعارضة – لا لشيء غير أن المعارضة ضعيفة ومترددة – وغير واقعية – فالمعارضة لا تستندعلى منهجية وبلا استراتيجية – فنظرتها لا تتعدى رجليها – لا ترى إلا اسقاط النظام ولا يهمها ماذا يحدث بعد إسقاط الحكومة – فالمعارضة لم تقدم بدائل للخروج من الأزمة الاقتصادية – كل ما تراه أن تسقط الحكومة- والحكومة المخنوقة بحبال مشكلات أُخر – الحروب في دار فور وجنوب كردفان والنيل الأزرق – والمفاوضات مع الجنوب والتهديدات الخارجية وأشياء وأشياء – ليست أحسن حالاً من المعارضة لأنها تعتقد أن المعارضة يمكن ببوعي وطني أن تقدم حلولاً للخروج من الأزمة – فالمعارضة المترددة لا تنظر إلا إلى سقوط النظام – والحكومة التي في انتظار زيادة انتاج البترول المقرر – وتدير ظهرها عن موارد أهم من البترول – كالثروة الحيوانية والزراعة –ولا اعتقد أن السياسات التي أعلنتها كافية للخروج من الأزمة فالموسم الزراعي لو وجد التمويل الكافي يُغني الحكومة من البترول – فلا تحتاج لتنتظر البترول – فالحكومة أمامها الزراعة والثروة الحيوانية فإذا استطاعت أن تدعم هذه الموارد – تكون قد أوصدت الباب في وجه المعارضة – وليتها وجهت مواردها الماليةإلى الزراعة والثروة الحيوانية – ولا اعتقد أن المعارضة التي تقودها أحزاب الأمة – الحزب الذي له (رَّجل) في (المركب) ورَّجل في (الطوف) والشيوعي الأقل تأثيراً في الشارع العام – والشعبي بقيادة الترابي – هل هذه المعارضة القادرة في هذا الوقت بالذات - اسقاط النظام – فالذي يجمع بينهما اسقاط النظام – وبرغم أن الشعب السوداني يعاني أشد المعاناة - من أرتفاع الأسعار – ويعاني من أوضاع اقتصادية سيئة – ويعاني من تدهور في الخدمات الصحية والتعليمية – لكنه يخشى ما يخشى من الانفلات الأمني يخشى من ذهاب الأمن و(الصوملة) – فصبره على كل هذه المعاناة – من أجل الاستقرار الأ مني – وهنا تبقى على الحكومة أن لا تستغل ذلك – وتجعله حيطة قصيرة و( ظهر) تردم عليه كل الأزمات . فإن ارتضى ارتفاع الأسعار فلا يعنى أن تتركه لغول السوق – لاتدعه يعاني وحده الفقر وهناك حفنة تزداد ثراءً - وقالوا ( أخوك لو بقى عسل ما تكملوا ) فالحكومة التي أقدمت على تقليص الهياكل الحكومية لإصلاح نظام الحكم – ولا إصلاح الاقتصاد – ولم تمتد يدها لإزالة بعض التشوهات في الهيكل التنظيمي للدولة- وعلى سبيل المثال لا أفهم وجود أجسام موازية – تقابلها مؤسسات حكومية – كالنهضة الزراعية وماذا تعني النهضة الزراعية بينما هنالك وزارة للزراعة – ومفوضيات أخرى 0 أعتقد أنه ما زالت هناك هياكل حكومية بحاجة إلى التقليص . وبعودة للمعارضة – فأرى أن تكون المعارضة – أكثر مسئولية - بأن تميز بما هو وطني – وما هو حزبي – وأن تضع في اعتبارها – أن أوضاع البلاد – لاتحتمل أي إنفلات أمني – فالأخطار تهدد البلاد من كل جانب – فبلادنا لا تحتمل أي جراحات – وعلى الحكومة أن تتعامل مع الأوضاع بعقلانية وتنأى عن العنف والشدة – لمصلحتها ومصلحة الشعب – أن لا تسمح بالتخريب – وأن (لا) تمنع حرية التعبير – وأن لا تقفل الباب أمام الحوار مع المعارضة وفي ذات الوقت – أن تزن المعارضة الأمور بميزان العقل – تدع التردد – والمكايدة والنظرة الحزبية الضيقة – أن تساعد (الحكومة ) في حل الأزمات وليس هذا عيباً ولن يقلل من مكانتها – بل بالعكس يقوي من موقفها - ولتتذكر المعارضة أن سفينة الوطن – إذا غرقت سيغرق جميع من فيها – ولنا في الصومال أنموذجاً . لوطن خربه أبناؤه بأنفسهم – وقديماً قالوا : على نفسها جنت براقش .