هيثم مصطفى حبيب وزعيم أمة الهلال، نحروه أم انتحر؟! * رضيت إدارة الهلال - مع احترامنا الشديد لها - أم لم ترضَ، فإن زعيم الكرة السودانية هيثم مصطفى سيظل ولوقت طويل قادم، القائد الذي لا ينازعه منازع للكرة السودانية. فهو وحده الذي أعاد مؤخراً لكرة القدم وفريق الهلال على وجه الخصوص تلك الأيام الذهبية التي عشناها مع صديق منزول والسد العالي، ثم الكابتن نصر الدين جكسا. * لهذا فإن جماهير أمة الهلال ستظل تبادلهم ذات المحبة والتقدير؛ لأن هؤلاء القادة الكبار للكرة السودانية بذلوا كل جهد لإسعاد شعب الهلال العزيز، وهو ما انعكس بصورة واضحة على تلك الجماهير الوفية التي خرجت تحاصر مقر الاتحاد العام لكرة القدم السودانية؛ معبرة عن وفاء حقيقي لفتية الهلال، الذين لا ندري هل نحروهم، أم أمة الهلال؟ * كان الكابتن هيثم مصطفى هو آخر جيل العمالقة الذين شهدتهم الملاعب السودانية، ظل يقود فريقه ولأكثر من سبعة عشر عاماً، ليكتسب من خلال أدائه وحضوره الرائع في الميادين الخضراء احترام الخصوم أو الفرق المناوئة له، لأن الكابتن هيثم لا توجد لديه خصومة، حتى ضد أولئك الذين دأبوا على الإساءة إليه والتقليل من قيمة عطائه الواضح. * ظل هيثم مصطفى مثل أستاذه السابق صديق منزول مكتسباً قيمة مضافةً؛ نتيجة للكارزما التي يتحلى بها، يُقدّر الفريق الذي أحبه بثقة وكرامة وكبرياء لا تخطئها العين المجردة، حتى تكاد أن تسقط معه كل محاولات التماسك والوقار، ليصبح الشخص مهما بلغ من المكانة الاجتماعية والسياسية مجرد معجب يتابع بعفوية شديدة هذا الرائع الذي أضفى على كرة القدم السودانية مسوح خاص ألبسها كل معاني المحبة والارتباط مع قواعدها العريضة على مختلف قطاعاتهم الرسمية والشعبية. * أثناء صدور صحيفة (الخرطوم) في المهجر، جاءني صديق في مكاتبنا بشارع عائشة التيمورية بالقاهرة بقاردن سيتي في تسعينيات القرن الماضي ليؤكد لنا رغبة الأمير صديق منزول في زيارتنا بمكاتب الصحيفة. وأكد لذلك الصديق المشترك سعادتنا بذلك، وكان أن حضر الأمير صديق منزول في الموعد المحدد، لأجد نفسي كرئيس لمجلس إدارة الصحيفة ومديرها العام، انتفض مسرعاً لأكون في باب العمارة لاستقباله وأنا أقف في فرح متناهٍ بعيداً عن كل متطلبات المنصب؛ لاستقبل زعيم الهلال!، وتزداد خفقات قلبي كلما قربت ساعة وصول أمير الكرة السودانية. * والتفت حولي لأجد أن بعض زملائي في أسرة الصحيفة يتابعون ذلك المشهد، ونظراتهم تقول الكثير عن رئيسهم الذي انقلب إلى مشجع في المدرجات الشعبية حين سقطت كل أقنعة المدير العام، أو مهنة الناشر من بروتوكول بعينه وسلوكيات مفتعلة، ظللت دوماً أمقتها، لأنطلق بروح فيها كل أحاسيس الطفل أنتظر معشوق أمة الهلال، التي أجد نفسي أتنفس وأعيش معها وبها ولها، بعيداً عن معاناة الساسة والسياسة والاستنساخ القبيح الذي يشكِّل هاجساً وعبئاً ثقيلاً على نفسي. * ونعود لوريث صديق منزول ونصر الدين جكسا الأمير هيثم مصطفى لنقول لإدارة الهلال - مع تقديرنا لهم -: ما هكذا يا إخوة يعامل أمثال الكابتن هيثم مصطفى مهما أوردتم من تبريرات غير مقنعة، ودونكم تصريحات عضو نادي الهلال الذي رفض الكشف عن اسمه، حيث أوضح في لامبالاة بمشاعر جماهير الهلال قائلاً : (إن ما حدث هو تنفيذ فقط لقرار سابق صادر عن المجلس، له مسبباته، علاوة على التقرير الفني من المدرب « ديجو غارز ينو « ..الخ). ويمضي المصدر الهلالي الذي وصف بأنه عضو بنادي الهلال ليقرر وببساطة شديدة تبلغ حد التهريج الفاضح والاستخفاف بمشاعر أمة الهلال: (إن الموضوع لا يستحق كل هذه الضجة في بعض وسائل الإعلام، وفي صفوف بعض الجماهير التي لا تعرف الحقيقة كاملة - الخ.. كذا !؟). * ونسي عضو الهلال أنه إذا كانت جماهير الهلال لا تعرف الحقيقة كاملة، فمن الذي يستحق أن يعرفها؟! ثم أي حقيقة هذه التي تقود إلى أن يُنحر إمبراطور الكرة السودانية غير المتوج هيثم مصطفى وصحبه..؟ ومن الذي أعطاكم الحق أن تقوموا وحدكم بتملك الحقائق لتخفونها عن شعب الهلال الوفي؟!. * إن السيد رئيس نادي الهلال الأخ الأمين البرير يعلم ما يربطنا به من علاقة احترام وتقدير ظلت قائمة في كل الظروف، ولكن تبقى مصالح أمة الهلال ورموزها الأوفياء من أمثال زعيمها هيثم مصطفى فوق كل اعتبار. لهذا كله فإننا نأمل أن يتم تصحيح الأمر ليعود ابن النادي المجيد كابتن هيثم ليؤدي دوره في رجولة وعزة وكرامة شهدتها الميادين الخضراء ليتدخل هيثم مصطفى في آخر اللحظات فينتزع لنا نصراً يُلهب حماسة جماهير الهلال العريقة!..