أعادت صحيفة «اليوم التالي» الحوار الذى أجرته مجلة (الرأى الدولية) مع الأُستاذ العبيد أحمد مروح الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات والذى كان مثيراً وممتعاً، بحيث أنه فتح علينا بعض المنافذ للتعرف على شخصية الرجل الغامضة، وفي اعتقادي هي كذلك للجميع وليست لديّ وحدي. كثيرون يقولون إنه شخصية مثيرة للجدل ويتمتع ببرود إنجليزى فاق الإنجليز أنفسهم فى برودهم، وأنه لا يميل عادة للحديث الكثير فى كافة القضايا التي قد تحتاج لتوضيح ولا يمكن أن (يرويك) من الحديث فى قضايا بعينها إذا شبهناه (بالكوز) الذى يحمل ماء ليروي الظمآن؛ والظمأ هنا المقصود به حاجة السائل من الصحفيين لمعرفة ما يجول بدواخله من قضايا تهم الأوساط الصحفية والناشرين عموماً. يمكن للعبيد أن يدافع عن رأيه ووجهة نظره بصورة مطلقة فى بعض الأشياء الخلافية التي تحدث بينه وبين الصحفيين وعنده يُترجم قمة الغضب والإستياء إلى إبتسامة عريضة تُحير الذي يناقشه بحيث يخرج منه (دايش) ولا يستطيع فهم أنه تغلب عليه أم أن هذه الإبتسامة (الترابية) تحمل فى طياتها أن النقاش إنتهى ولم تقنعني. شخصياً جلست معه مرة واحدة فى شأن يخص الصحيفة الرياضية التي تقدمت بها (سيد البلد) وكان قد سبق حضوري إلى مكتبه سلسلة مقالات هجومية وإنتقادية، عبرت فيها عن إستيائي من رفض الاسم لشخصي لأسباب مضمونها التعصب الرياضي وإثارة النعرات، ولكن فى نفس الوقت «صدَّقوا» للدكتور تيتاوي صحيفة باسم (الأسياد) والتي تحمل كل معاني التعصب الرياضي والنعرات، بل وقد ذهبت بهذا الاسم لبند العنصريات. وحينها لامني على طريقته المتفردة وقال لي كان يجب عليّ أن أحضر للمجلس وأقدم لطلب اسم (سيد البلد) مرة ثانية لأن الرفض فى المرة الأولى لم يكن فى دورته، وأنه وجد القرار جاهزاً ووقِّع عليه. تفائلت خيراً ووصفت نفسي بالمخطئ والمتعجل وذهبت في صبيحة اليوم التالي للمسجل التجاري للشركات لاستخراج كافة أوراق الشركة واسم العمل ودفع المتأخرات منذ العام 2009 و حتى 2013، وطبعت الخطاب الذي طلبه مني هو شخصياً وصفاً وشكلاً وسلمته للأستاذ عمر طيفور لأنتظر بعدها اجتماعهم الدوري عبر لجنة منتقاه من الوسط الصحفي بإنتماءاتهم ومزاجياتهم المختلفة ليصدروا قراراً رفض الاسم لنفس الأسباب التي رُفض بها في المرة الأولى.. ومع العلم أن هذه اللجنة الظالمة أهلها هي نفسها من صدقت للدكتور تيتاوى اسم (الأسياد) بلا خجل أوحياء وتأنيب ضمير. دوائر كروية:- -مع كل هذا وذاك سوف يظل أُستاذ العبيد أحمد مروح مكان إعجاب الكثيرين فى الوسط الصحفي، وأنا منهم. - فى سؤال للعبيد عن رأيه فى صحافة العائلة حيث أجاب أنها ظاهرة غير صحية، وبما أن الأمر يخصنا فليسمح لي أن أقول له أن لا ضرر في الأمر؛ لأن معظم البشرية على دين أبائها ومهن أبائها، ولطالما توجد الإمكانيات والمؤهلات التي تجعلهم يمارسون المهنة ويقدمون فيها نجاحات ملحوظة، فلا ضرر في ذلك لأن كثيرون من هم مزارعون ومهندسون وضباط قوات نظامية خلفاً لأبائهم. - فجعنا مساء أول أمس بوفاة الحاجة» صفية محمد عبد الله الوالي» الشقيقة الأكبر للسيد جمال الوالي، ووالدة الصادق وطارق ومعتز وعبدالله، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، ويسكنها مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. - لم ينمْ شارع مدني مساء أول أمس لكثرة السيارات التى هرولت لفداسي لمشاركة الأسرة الكريمة الأحزان والوقوف مع أسرة الفقيدة، تمام كما يفعل جمال الوالي فى الأتراح وبرغم تعب ذاك اليوم والمرض ولكن لم يبارح خيالي حضورالسيد جمال من المطار مباشرة لتعزيتنا فى والدنا - عليه رحمة الله- وقد كان حينها خارج البلاد، وحضوره المطار عند الرابعة صباحاً فى وفاة الوالد- عليهم جميعاً الرحمة والمغفرة والقبول الحسن. دائرة عاطفية:- لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ *إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتِهِ * على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ لاتنهرن غريبا حال غربته * الدهر ينهره بالذل والمحن سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني * وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والموتُ يَطلُبُني وَلي بَقايا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها * الله يَعْلَمُها في السِّرِ والعَلَنِ مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني * وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي قصيدة الإمام : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم .