ها انذا اعود والعود أحمد بدعوة من أستاذي الأمير جمال عنقرة بعد غياب امتد لثﻻث أشهر ترجل القلم عن الكتابة بعد أن يد اﻻقدار تردده على السطور،،كانت تلك الأيام من اقسى أيام عمري فقد غاب الوالد الحبيب عن دنيانا تاركاً وراءه ناراً في قرارة انفسنا لن ينطفئ لهيبيها وجمراً لم يخمد اواره...تركنا نكابد الأحزان والهموم وظللت مثل هاجر تهرول بين الصفا والمروة وﻻ ثمة سحابة تمطر وﻻ ماء يروي عطش السنين...رحل الوالد عبد الله حميدة الرجل العصامي الكادح الذي ربى ابناءه بعرق جبينه عيشاً حلالاً طيباً وقد كان هذا الدعاء من اﻻدعية المحببة والقريبة الى نفسه،،اللهم انا نعوذ بك من الهم والبخل والحزن وغلبة الدين وقهر الرجال. وكانت من وصاياه لنا رحمة اللة عليه أن ﻻنرجاها من غيرنا مادام الضراع أخضر..عاش حياته بين أهل الشرق الذين بادلوه حباً بحب، تعرفه اصقاع همشكوريب وخلاوي بيتاي وتفاتيش القاش الستة جميعاً،،،عرف لغاتهم وتقاليدهم فكان غرسه الطيب حبنا للشرق وانسانه،،،كان أبي صوفياً متبتلاً محباً لأهل بيت الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته فاستجاب الله لدعواه فرزقه بمحمد تيمناً بالنبي الكريم وصحابته الأربعة ثم عمر وعثمان وحمزة وعباس وكان يخصنا نحن بناته اﻻربع،عائشة وفاطمة ونجاة وحياة بوافر العطف .. امتد ذلك الحب فشمل الصغار..لازالوا ينتظرون قدومه كلما حانت ساعة الغداء وصلاة المغرب ..والدي صاحب القلب الدار المفتوح رباي اليتامى ومرتع الضيفان ودخري الحوبة وضوء القبايل .. ولكن عزاؤنا أنه مضى في درب الشهداء نسأل الله أن يتقبله شهيداً وأن يسكنه أرفع الجنان مع رفيقة دربه أمنا أمنة لهما الرحمة ولنا الصبر والسلوان. «إنا لله وإنا إليه راجعون»