الخرطوم تشهد حالة من الترقب والإنتظار لما لوّح به المشير البشير بالرغم من الشارع شهد تسريباً للوثيقة الإصلاحية الرئاسية، وما تمخض عنها من مشاركة بعض الأحزاب السياسية في الحكومة كحزب الأمة والإتحادي الأصل. إن الفترات الماضية شهدت إصلاحات لم تكن في الحسبان، وأذهلت المواطن كثيراً ، وإلى الآن لم يفق من هول الدهشة، فالأبواب الآن مفتوحة لتوقع أي حدث وفقاً للظروف التي نعيشها فالساحة السياسية الآن حبلى بالعديد من الأحداث. إن إكمال السلام عبر الحوار والممارسة السياسية الرائدة ووجود حكومة قوية تحترم المعارضة السياسية، أحسب أن ذلك يصب في الإطار الصحيح، وما أحوجنا الآن إلى ذلك، فالساحة السياسية الآن حبلى بالعديد من الأحداث السياسية والاقتصادية وتحديات جسام تشهدها البلاد مما يقتضي التعاون والمشاركة الحقيقية في السلطة. حزب المؤتمر الوطني والذي نريده أن يكون عملاقاً الآن بدت فيه بعض الإنشقاقات التي نأمل أن تكون خير وبرك هذه الإنشقاقات التي طالت العديد من الأحزاب الآن ويقيني أن المؤتمر الوطنى لم يخرج منها آمال وطموحات كثيرة تقتضيها المرحلة بعيداً عن الموازنات السياسية والقبلية واختيار القوى الأمين. إن التوافق السياسي بين الأحزاب والحكومة في مجمل القضايا مطلوب لإيجاد مخرج. نعلم أن المعارضة لا تمتلك نوايا حسنة تجاه قضايا السلام بل تنظر إليه بشئ من السخرية فهي دائماً ما تسعى للاندماج في مجموعات جديدة ونحن نضم صوتنا إلى صوت دكتور غندور نعم التوافق على مجمل الأمور ووضع خارطة سلام سودانية تؤمن إلى سلام سوداني. لقد ظلت القوى السياسية تعيش حالة من الخمول والجمود.. أن المرحلة القادمة تقتضي توسيع الأفق وايجاد الخطط الفلتة وبرنامج اقتصادي يلبي طموحات المواطن ورفع قدرات المؤسسات الانتاجية وتأسيس رؤية لمستقبل البلاد السياسي. الآن البلاد مقبلة على مرحلة دستورية جديدة تتطلب التعاون والتفاهم لإيجاد مخرجات للعدد من القضايا فلابد أن يكون هناك حراكاً يشارك فيه كل المجتمع. إن حتمية الصراع مع الحركات المسلحة جاء نتيجة للفراغ السياسي الناجم عن تعنت هذه الحركات مما أدى إلى فشل الحكومة في الاتفاق معها لذلك لابد من تضييق الحكومة في الوصول إلى حل مع المعارضة والحركات المسلحة. إن ما تقوم به المعارضة يعتبر استنزافاً للموارد، والمعارضة بتنسيقها مع الحركات المسلحة تكون بذلك قد كتبت شهادة وفاتها.. هناك الكثير الذي يحتاج إلى خطط محكمة بعيدة المدى لذا نرجو أن يتحقق السلام وأن تتوافق الحكومة والمعارضة وأن تسمو فوق المرارات لمصلحة الوطن.