عادل سيدأحمد بمنطق الدين، فإن الإسلام ضرب المثل الحي والواقعي في التعامل والتعايش مع المِلَلِ الأخرى، وفق الآية الكريمة:(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). إذن العلاقة - مبدئياً - ممكنة، شريطة عدم الاعتداء والعدوان. وبمنطق الدنيا فإن عالم اليوم يحرص على وقف الحروبات، ونزع فتيل بؤر التوتر .. وأن الأصل في العلاقات هو المصالح. ٭٭٭ ثم إن الدنيا التي نعيش حاضرها، انقسمت إلى مجموعات، وجماعات، وطوائف.. فالبعثيون -مثلاً - في سوريا، هم جماعة سياسية، ومنظمة فكرية. فما الذي يمنع أن تنطبق على حكومة دمشق التي تقتل وتبيد أرواحاً «مسلمة وغيرها»؟. لماذا لا نقاطع البعثيين، وفق الآية الكريمة (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ)؟. وماذا يكون القتل إن لم يكن المجازر والمذابح التي يرتكبها سفاحو السلطة الغاشمة في الشام..؟!. والدين قد حرّم قتل النفس، واعتبره كبيرة ليس أكبر منها (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما). ٭٭٭ إذن.. لماذا لم تقاطع حكومتنا نظام القمع في سوريا..؟!. ٭٭٭ ثم بمنطق القياس.. فإن أهل القضية الفلسطينية - بشقيها فتح وحماس - لا يرفضون الحوار من حيث المبدأ. بل إن «فتح» عقدت إتفاقية سلام مع الإسرائليين، تسعى إلى تطويرها إلى تطبيع كامل. ٭٭٭ إذن، ما جريرة ، والي القضارف لو أنه قال:(إن هناك تياراً داخل المؤتمر الوطني لا يرفض العلاقة مع إسرائيل). ما الذي يمنع من التطبيع، لو ارتبطت العلاقة بالمنهج القرآني .. في التعامل مع الغير مسلم...!؟. اليهود كانوا يعيشون مع الرسول «ص» في المدينة .. وقد قيل أن النبي «عليه السلام» - بعد أن مات - كان درعه «مرهوناً» ليهودي. ٭٭٭ ملمحان مهامان أود الإشارة إليهما: - اليهود في أوربا وأمريكا وأستراليا، متدينون جداً.. بناتهم يلبسن «الحجاب»، لا يأكلون «الخنزير»، يؤدون صلواتهم بانتظام، وفي مواعيدها. - السودان ضم جاليات يهودية، آثارها موجودة .. لهم أحياء اشتهرت بتواجدهم المكثف داخلها .. انصهروا في بوتقة المجتمع السوداني .. منهم من أسلم .. وآخرون أصبحوا مسيحيين .. ولكن احتفظ فريق ثالث «بيهوديته». ٭٭٭ سؤال بريء جداً: بالله عليكم، «ال بِتَعْمَلْ فيه الحركة الشعبية دا.. ما أشد مرارة مما يفعله الصهاينة..؟!». أليس الصهاينة بأقل مضاضة من البعثيين في سوريا..!؟. ذلك لأن ظلم ذوي القربى أشد ..!.