[email protected] إستراتيجية أن تكون لديك إستراتيجية للتعامل مع الدول والقضايا الوطنية والأزمات أمر محمود ويقود إلى تحقيق الأهداف، وهذا ما نحتاجه للتعامل مع دولة الجنوب على المدى الطويل،لأن احتلال «هجليج» يكشف عن نزعة عدوانية وعدم رغبة في جوار حسن وعلاقات طيبة وسلسة،ورد العدوان حق مكفول في الذود عن تراب الوطن، ولا يوجد من يقبل أن يحتل شبراً من أرضه،وهذا ما أجمع عليه السودانيون، وقد يختلفون لكن الوطن يجمعهم ويوحد كلمتهم ،الموقف لا يحتمل المزايدات السياسية،فالموقف الواعي والتصرف بحكمة هو المطلوب من الجميع. كانت المعارضة واعية بإدانتها للعدوان،فالتعبئة في مثل هذه الحالات مطلوبة، وفي ذروة الحماس قد تخرج كلمات غير محسوبة،فما يتعلق بأمر الوطن يوزن بميزان من ذهب، فالتشكيك غير مرغوب، والوطنية ليست حكراً على فئة دون الأخرى،مطلوب من الجميع -حكومة ومعارضة- الارتقاء إلى مستوى المسئولية،لأن ما يجمعنا الوطن وقضاياه المصيرية، المواطن يتقدم على السياسي،وهو أساس الجبهة الداخلية ومصدر قوتها،وتحمل الكثير،علينا أن نتوجه إليه بالحقائق، والتوعية بتداعيات المرحلة،ومنها نقص الوقود .وكما هو معلوم فأن قضية هجليج» محسومة لصالح السودان ،قانونياً وسياسياً، وعسكرياً،المجتمع الدولي أدان الاحتلال وطالب جنوب السودان بالانسحاب فوراً،وما لا يختلف حوله اثنان أن «هجليج» سودانية واحتلت من دولة أجنبية ،ولم تكن محل نزاع قانوني ولم ترد في أي مرحلة من المراحل ضمن المناطق الخمس(حفرة النحاس-كاكا التجارية- المقينص - جودة- أبيي التي يحكمها بروتوكولها). الحرب ليست نزهة،وهذا ما سيدركه الجنوبيون،والزعم بأن المنطقة متنازع عليها، مردود عليه،فمرجعية حدود 1/1/1956م معترف به بالوثائق واتفاقية السلام. يبدو أن قادة الدولة الناشئة،لا يفكرون في مصالح ورعاية شعبهم،بقدر ما ينفذون ما هو مرسوم لهم، كقول احدهم بأنهم يسعون أن تكون عائدات نفط المنطقة لدى الأممالمتحدة لحين الفصل في النزاع لترد لأصحابها،أو أن هجليج -«بانطو» كما يسمونها - لم تكن جزءاً من السودان ، وهذا تجاهل للحقائق والوقائع وستظل هجليج سودانية . خسائر الجنوب من هذه الحرب فادحة،ودمرت الحرب أي أمل في علاقات جوار حسن، يستفيد منها الشعبان،والنتائج الآنية،باتت الحدود مغلقة ومتوترة،ولا انسياب في السلع التي كانت تتدفق من الشمال إلى الجنوب، لا حريات في التملك والتنقل والإقامة والعمل.ما الذي يدفع الجنوب لإشعال «حرب حدود»؟ خاصة انه تم الاتفاق على 80% من ترسيم الحدود،وكان على الجنوب- وهو الدولة الناشئة- أن يدرك أنه يحتاج للأمن للاستقرار لا إشعال النار ويحتاج للدولة الأم بحكم الجوار الذي لا فكاك منه.