المتابع للضربات الاسرائيلية التي تمت بالسودان يلحظ من الوهلة الاولى بأنها تمت بمساعدة داخلية وهذا مصدر الخطورة التي لم ينتبه لها النظام الحاكم، أو لم يعطها الاهتمام اللازم والمركز، لأن التقنية العالية التي تملكها اسرائيل، لا يملكها السودان في الوقت الحاضر، ولكن هذه التقنية التي تصل وتدمر مواقع حساسة في بلادنا يمكن الحد من خطورتها، والتي تتمثل من المصدر الذي يتحرك منه الاسرائيليون وهذا ما فشلنا فيه من اكتشاف العناصر المحلية التي تزود اسرائيل بالمعلومات. فحادثة سيارة «السوناتا» فإنه ما يشاع أنه تم زرع «شريحة» داخل السيارة ساعدت على ضرب السوناتا، كما ان سيارة «البرادو» يقال أيضاً، انها كانت مرصودة اذا استعملت فيها تقنية عالية من صواريخ تم ارسالها فدمرت البرادو، في حين يرى آخرون بأن سيارة البرادو قد تم زرع شريحة بداخلها وتم عن طريق محترفين فجروها من بعد ودليل من يقول ذلك أن جثة «ناصر» كانت خارج السيارة ولو كان صاروخاً لدمرها ومسحها من الوجود ونأتى لتدمير مصنع اليرموك فالمؤشرات تقول بأن هناك عملاء محليين ساعدوا في تدمير المصنع، لأن كثيرين من المواطنين لا يعرفون أن الذي تم تدميرها هي المخازن بالمصنع، وليس خطوط الانتاج، وهو الذي دحض الفرية والشايعة التي انتشرت تلك الايام، بأن اهمال عامل اللحام الذي تسربت منه بعض الشرارات من ماكينة أدت الى هذا الحريق الهائل، كما أن تصريحات والي الخرطوم والتي كانت في لحظات الحدث قائلاً إن الحريق ليس له علاقة بتدخل خارجي كما انه لا توجد أي خسائر في الارواح!! نخلص ونقول بأن الحكومة لم تستفد من ضربات بورتسودان «سوناتا - برادو» بل شكلت لجان ولم يعرض حتى اللحظة التحوطات اللازمة التي قامت بها الحكومة لدرء مثل هذه الضربات التي تفاجأ بها دوماً، ولعل ضربة مصنع اليرموك تكون درساً مفيداً للحكومة لوضع التدابير الاولية اللازمة لحماية هذه المنشاءات واولها تنقل هذه المنشاءات خارج المناطق السكنية وأرجو أن تراقب معي عزيزي القارئ كم من الوقت يأخذ نقل هذه المنشاءات إن تم ذلك رغم صدورها من السيد رئيس الجمهورية!! إضافة أن تعمل الاجهزة الامنية والاستخباراتية لكشف العملاء بالداخل، فهم كما هو معروف الذين يعطون مفاتيح الضربة للعدو.. لأن المسألة وكما يرى كثيرون تتعلق بوطن وليس بمؤتمر وطني أو حكومة.. فالسيادة هي السيادة وهي حق يدافع عنه الجميع معارضة.. او حكومة.. فالوطن فوق الجميع.