الأخ الكريم يوسف سيد أحمد خليفة لعناية باب «ضلّ النيمة» السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته جاء في محكم التنزيل «وكل شيء خلقه فقدره تقديرا» وقال تعالى «وأنبتنا فيها من كل شيء موزون».. «صدق الله العظيم» إهداء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «العلماء ورثة الأنبياء» إلى المسكين بجمر القضية من العلماء دراسةً وبحثاً وحواراً جماعياً؛ وصولاً لما يرضي الله ورسوله، وتمكيناً لدين الله تعالى؛ حمايةً للبلاد والعباد من الأمراض بضياع الوقت والمال، أهديكم جهد غيري، وأسأل الله تعالى أن يجعله عوناً لما كلفتم به، وفي ميزان حسنات من سبقونا بكتابته ونشره، وعلى الأمة، إنه سميع مجيب. أشار العالم السوداني أبّشر مصطفى فقير؛ الخبير الاقتصادي والزراعي في مجال الزراعة بالولايات المتحدةالأمريكية في مقالاته بصحيفة المجهر الغراء، عن أضرار البذور المحورة وراثياً، وتعارضها مع المنهج الرباني، مستنداً لآراء العالميْن «سيد قطب «ومصطفى محمود» وجاء مقاله تسليطاً للضوء، كما ذكر على التوجه الذي أعلنته وزارة الزراعة والري الاتحادية، نحو إنتاج القطن المحور وراثياً للموسم الزراعي 2012 - 2013م، وقد جاء رده بأن هذا التوجيه يتعارض مع التوجه العالمي نحو الزراعة العضوية، ويتعارض مع منهج ديننا الشريف الذي يفصل منهج العقيدة ومنهج العبادة ومنهج الأحوال الشخصية ومناهج أخرى تتعلق بمنتوجاتنا الاقتصادية والاجتماعية والدولية، وغيرها التي تحفظ الحياة على الأرض لكل المخلوقات، ولا تُعرِّضها للفناء والتدمير، بادعاء التطوير والتحوير الوراثي، وهذا المنهج المتكامل في كل شيء سيبقى ويستمر حتى تقوم الساعة؛ لقوله تعالى «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا» صدق الله العظيم. في اعتقادي أن قمة التوازن البيئي والمنهج القويم الذي أمرنا به الله تعالى بدلاً عن إجراء التجارب في بذور قطن محورة وراثياً، وملوثة، تقود زراعتنا بشقيها النباتي والزراعي لمخاطرة مدمرة، وتعرض حياتنا للهلاك والدمار. إن الاستغلال الصحي والأمثل لمواردنا الزراعية والصناعية والخدمية ينبغي أن يرتكز على منهج ديننا الحنيف الذي حذرنا من السياسات المدمرة في المجالات كافة بقوله تعالى «وخلق كل شيء فقدره تقديرا» وقوله تعالى «وأنبتنا فيها كل شيء موزون» وهذا التوجيه الذي جاء به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً أصبح التوجيه السائد في العالم، والمعروف بالزراعة العضوية التي أشار إليها الخبير النيوزيلندي الدكتور رياض العبيدي. المنهج الإسلامي لا يعارض تجارب ومخترعات الأمم المتقدمة والاستفادة منها وفق تعاليم وفهم ديننا الحنيف، وقد أمرنا الرسول «صلى الله عليه وسلم» «اطلبوا العلم ولو في الصين» ولقد أشار سيد قطب في كتابه (في ظلال القرآن) صفحة «562» المجلد الأول باتباع منهج في حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلاقتنا الدولية بقوله «ولا يعود الإسلام مجرد كلمات وشعارات، ولا مجرد شعائر تعبدية وصلوات، إنما هو إلى جانب هذا وذاك نظام حكم ومنهج يتحكم، وقيادة تطاع، ووضع يستند إلى نظام معين، ومنهج معين وقيادة معينة، وبغير هذا كله لا يكون إيماناً، ولا يكون إسلاماً، ولا يكون مجتمعاً ينسب نفسه إلى الإسلام» وفي إشارته تغمده الله برحمته إلى السياسات لمنهج الله، سياسات القطن المحور وراثياً، حذر سيد قطب في كتابه «في ظلال القرآن» صفحة «667» المجلد الثاني بقوله «من يدرك هذه الحقيقة البسيطة؟، من يحاولون أن يضعوا لحياة الناس مناهج غير منهج العليم الخبير، وأن يشرّعوا للناس قواعد غير التي شرّعها الحكيم البصير، وأن يقيموا للناس معالم لم يقمها الخلاق القدير، متى ينتهون عن هذا الغرور؟». وفي تركيزها في تطبيق سياسة القطن المحور وراثياً أشارت وزارة الزراعة إلى مقدرة هذه البذور على الصمود أمام بعض الآفات التي تصيب القطن من عالم الحشرات، وتدخّل الإنسان باستخدام المبيدات الحشرية والكيماوية التي أخلّت بهذا التوازن، حيث أورد الدكتور مصطفى محمود في كتابه «أسرار من القرآن»، «وحينما تدخل الإنسان بالمبيدات فإنه أخل بهذا التوازن الدقيق وأدى بتدخله إلى كارثة تلوث البيئة، وذلك لأن المبيدات قتلت الحشرات، وقتلت الطيور التي تأكل الحشرات، ولوثت الحشائش والمزورعات، وأمرضت البهائم التي ترعى في هذه الحشائش، ثم أمرضت الإنسان الذي يأكل لحوم تلك البهائم، كما لوثت مجاري المياه، وقتلت الأسماك، فأفسدت البيئة كلها، وأتلفت علاقتها بضربة واحدة، ثم إنها قتلت الحشرة الضارة والمفيدة، وهذا هو الفرق بين الحكمة الإلهية والحماقة البشرية، وبين علم الله الشامل، وعلم الإنسان المحدود»، ويقول الدكتور مصطفى محمود «الإنسان ينشر الاضطرابات والفوضى والتلوث بعقله وعمله، والله ينشر النظام بقوانينه وسننه» وقد حذرنا الله من إفساد الإنسان لمخلوقاته في قوله تعالى في سورة الروم الآية «40» «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لنذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون». يرى فريق من جماعة الخُضر وجماعة المحافظة على البيئة الذين أطلقوا على بذور النباتات المحورة جينياً «بذور الشيطان» وجماعة من إدارة المستهلكين الأمريكيين ووكالة «ENGLISH NANUR» البريطانية الحكومية التي حذرت من مخاطر هذا التحوير على الإنسان و البيئة، وقد كتبت تقريراً ضمنته هذه التحذيرات وقدمته للوزراء، وجاء في تقريرها أن زراعة الأغذية المعدلة وراثياً تؤدي إلى نمو جيل جديد من المحاصيل المقاومة لمبيدات الأعشاب الضارة، التي من شأنها تدمير الريف والمشاريع الزراعية. وتظهر الحاجة إلى مبيدات أعشاب أقوى لتدمير النباتات التي تنمو وتنتج أعشاباً فائقة الضرر. وورد في تقرير أعدته صحيفة «الأبزرفر» عن هذه المزروعات المحورة جينياً أن الأطباء الغربيين يرون احتمال إصابة الإنسان بالخلل الجيني؛ نتيجة تنازله عن هذه الأغذية، وحذر تقرير صادر عن الجمعية الملكية البريطانية من هذه الأغذية أن هذه الأغذية قد تسمح بتسرب مواد كيماوية من شأنها التسب في الخلل والتسمم. ويقول المناهضون البريطانيون للمحاصيل المحورة وراثياً ومن بينهم وزير البيئة السابق مالكل ماين إن تلك المحاصيل والأغذية لم تخضع لاختبارات كافية، وبذلك لا يمكن القول بأنها آمنة تماماً. أما منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة فقد توجست خيفةً من هذه المزروعات، ورأت أنه يجب الحذر من استخدام التقنية الحيوية لإنتاج الغذاءات السامة من كائن إلى آخر، أو إيجاد مواد سامة جديدة، أو نقل مركبات تسبب الحساسية من كائن إلى آخر، بالإضافة إلى المخاطر البيئية التي يمكن أن تحدث بسببها، مثل هذا التهجين الذاتي الذي يتم بين هذه النباتات المحورة وبين غيرها، وإنتاج أعشاب ضارة ذات مقاومة عالية للأمراض، وغير ذلك من الصعوبات البيئية الأخرى، مما يوثر على الإتزان البيئي بين الكائنات، كما أن استبعاد سلالات النباتات المزروعة بالطرق التقليدية لإفساح المجال لزراعة النباتات المحورة من شأنه التقليل من فرص التنوع البيئي للمزروعات. «ألا هل بلغت اللهم فأشهد» عبد الله حسين سيد أحمد العراقي نائب الأمين العام لاتحاد مزارعي كسلا