كان معنا في وداع البروف علي عبدالله النعيم مدير جامعة وادي النيل وتلا آية الذكر الحكيم في البداية تلاها بخشوع وهو يبكي كعادته كان ذاكراً وتالياً في السحر بل قران يمشي على الارض اسمه د. عبدالرحمن بابكر من أبناء قرية العبكة بنهر عطبرة وهو ابن نهرنا الاتبراوي باراً باهله وبالناس جميعاً يتحدث في المساجد وكأنه لا يعرف شيئاً ولكنه ينطق درراً يصغي الناس لحديثه وكلامه ، محبوب بين الناس وبين الطلبة وهو عميدهم وأستاذهم، أخبرني عمر قرين عن طريق زميله في الجامعة البروف علي عبدالله النعيم إن عبدالرحمن عميد كلية بالدامر رحل إلى تلك الدار وأنا بالخرطوم أصابني ذهول وصمت طويل سألني ابني عبدالواحد وابني محمد حسن دباب ماذا دهاك ولماذا لا تفطر ولماذا أتت واجم قلت لهم خبر ساقه عمر قرين بان عبدالرحمن بابكر مات ولم اتكلم بعدها حتى ذهبت للبروف علي عبدالله النعيم وعمر قرين لنسافر لنعزي وقلت ألا ليت المغيرة كان حياً ويغني بعده الناس الغناء نمور لدى معاركها اللقاء الموت هازم اللذات ومفرق الجماعات ألا ليت عبدالرحمن كان حياً ويغني بعده الناس الغناء .. هكذا عبدالرحمن كان نوارة فريق ونوارة مساجد يتحدث في المساجد وكأنه لا يعلم وهو يتحدث حديث العلماء كان زاهداً في هذه الحياة .. حتى في لباسه كان زاهداً لا يهتم بأي شيء إلا بالمساجد وبالقران وبطلبته في الكلية كأنه فرد منهم يعيش بينهم أباً وأخاً .. انك يا ابني عبدالرحمن لم تكن فقيد العبكة ولم تكن فقيد الاتبراوي ولم تكن فقيد الدامر ولم تكن فقيد الكلية كلا ليس وحدها فقد فقدتك المساجد التي كنت تتجول في ساحاتها ذاكراً ومذكراً .. ألا ليت المغيرة كان حياً ويغني بعده الناس الغناء استغفر الله استغفر الله الموت حق وسفر طويل يريد منا أن تتزود خير الزاد التقوى ولكن ابني عبدالرحمن لبس التقوى عمة وشال بل وحملها سيفاً قاطعاً يقول الحق ولو على نفسه يقابلك في بساطة، وليس هود او عميد ذهب عبدالرحمن بابكر يحمل زاده وذهب لتلك الدار التي لا ترقى إليها الأباطيل ذهب عبدالرحمن وهو باسم لان الدنيا لم تبتسم له بالمادة وإنما ابتسمت له بالعلم .. فهو عالم جليل ولكنك لا يشعرك بانه عالم .. رحل وهو شهيد حادث حركة أليم أقل لكم انه كان شهيداً يمني سنينا .. نعم كأن كان أمامه، بخت اليد هذا الشهيد ماشياً وداعاً وداعاً أحسب أن مثواك جنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين عزائي لعبكة وللدامر وللجامعة ولاخوانه وبشر الصابرين ..