في المرة الفائتة لقد ذكرت في هذه الاستراحة أن السيد رضوان محمد احمد وزير الزراعة بولاية سنار أصبح طبيباً ماهراً لأنه عالج المرض الوبيل الذي كسح هذه الوزارة ، التي أصبحت وزارة عقيمة أصيبت بداء مرض العقم الذي أصابها في السنوات الماضية التي جعلها كسيحة وجعلها عقيمة، ولكن السيد الوزير قد عالجها من العقم وعالجها من مرض الكساحة وأصبحت تمشي وتجري وعالجها ايضاً من مرض العقم وأصبحت تنجب، واما اليوم فصارت كما كانت في الماضي قبل مرض الكسحة ومرض العقم، فهذا الطبيب البارع دعا بالأمس عدد كبير من المواطنين لحضور الاحتفال بعيد الاستقلال الذي توارت أعوامه، ولكن معالمه واضحة وظاهرة المعالم للأجيال القادمة 1957م، والدعوة كانت بدهليز الوزارة الساعة السابعة والنصف صباحاً وأن ذلك الدهليز اكتظ بالمدعوين في ذلك الصباح الذي كانت نسماته تعانق سنجة ذلك الصباح الذي احتوى المدعوين بالفرحة والبهجة لأن تلك النسمات الصباحية اعتبرها هؤلاء نسمات بها حفيف حنان من فرحة الاستقلال، وقدمت الحلوى لذلك لعدد كبير من المدعوين ومن الموظفين والموظفات والعاملين والعاملات من الوزارات الأخرى لان بهجة عيد الاستقلال كانت بسمتها مرتسمة على الشفاء كأنها فرحة عروس في يوم ليلة دخلتها وحتى الوقت كان يمضي سريعاً ويحمل معه الأمل والآمال الذي يصور فرحة شعب رقيق يتذوق المر، فيقول إنه مر ويتذوق الحلو فيقول حلو، ومن خلال ذلك الإحساس ترتفع نغمات الموسيقى التي تتخلل الكلمات الوطنية التي تقع في آذان المستمع يردد «سوداني الجوه وجداني بريدو» حتى صارت اللحظة ترتفع فيها أحاسيس المدعوين بالإنفغالات طرباً يدفع الوجدانيات داخل الأعماق بالأثر الإنفعالي الذي يغوص بالوطنية في الأعماق حتى كل مدعو أحس بالوطنية تجوب نفسه من خلال ذلك الإنفعال الجياش الذي امتزج بالوطنية والبهجة التي غاصت في أعماق المدعوين، وفجأة افتتح الإحتفال بآيات الذكر الحكيم وقد تلى على المدعوين الشيخ عبدالباقي عيسى الذي كان صوته في التلاوة جميلاً وحلواً مثل طبعه الرقيق الذي أشبه بطبع الملائكة، وقد تركت التلاوة الرهبة الإلاهية التي صارت تتحكم في أحوال المدعوين لأن صوت الشيخ عبدالباقي عيسى جميلاً ترك الإطمئنان في نفوس المدعوين لأن خيم عليهم الأدب والإحترام لكلام الله لأن صوت الشيخ عبدالباقي فيه رحمة الرحمن لعباده المؤمنين، وبعد ذلك وقف السيد المدير العام لوزارة الزراعة بولاية سنار، ذلك الشاب ابن سنجه وابن الولاية الشاب الوطني الأمين في عمله والصادق في معاملته السيد بابكر عثمان محمد علي الذي يعمل في صمت ولا يتسامح في غلطة صغيرة أو كبيرة في العمل مهما كانت الأحوال المحيطة بذلك الشخص صاحب الغلطة والدليل على ذلك لقد شاهدته يجوب دائماً الوزارة يتفقد أعمالها في حدود الولاية وعندما وقف خرجت الكلمات من بين شفتيه قبل أن يتكلم وعندما تكلم خرجت الكلمات من فمه كانت أشبه بالقانون ليكون أخلاق وسلوك في الإنتاج، وقد طلب من كل الموظفين والموظفات أن يكونوا جادين في العمل حتى نفرح، كما فرحنا بعيد الاستقلال ولابد أن يكون التفاني والإخلاص في العمل كفرض حتى نصل إلى المستوى الرفيع الذي يدفع الوطن أن يتقدم إلى الأمام حتى نكون من الذين أتوا بالإستقلال، وبعد ذلك أعقبه السيد رضوان محمد أحمد وزير الزراعة الذي استقبله الحضور بالتصفيق الحاد ممزوجاً لفرحة فاقت حدود الوصف، وبعد ذلك شكر الحضور على تلبيتهم لدعوته وحضورهم من ذلك الوقت المبكر ، وهنئهم بعيد الإستقلال الذي جعل المواطن السوداني سيد نفسه وحر وسعيد في وطنه وصاحب حق كبير في وطنه وإحقاقاً للحق، أن السيد الوزير الطبيب البارع المبدع في علاج وزارة الزراعة ركز كل كلمته على الإخلاص في العمل لأن العمل الجيد كالحب الصادق، وحقيقة وبدون شك أن الحب من أكبر النعم على الانسان والحيوان، وقال إن الإخلاص في العمل هو النعمة الكبيرة التي يسعى إليها الانسان في حياته والحق يقال إن السيد وزير الزراعة كان كل همه العمل الجيد والإخلاص فيه الذي يكون ممزوجاً بالإخلاص لكي تعود الفائدة وتعم كل الوطن الكبير. وقال إن الانسان إذا أخلص في عمله وتفانى فيه يصبح ملكاً من الملوك الذين يرضى عليهم المجتمع ويحترمهم الجميع، وحقيقة لا شك فيها أن كلمة السيد وزير الزراعة كانت كلها توصية أمينة وصادقة فيها الحزم وفيها الوفاء وفيها الأمانة وإحقاقاً للحق لقد سررت لهذا التوجيه الوطني من السيد المدير العام ومن السيد الوزير وانني وطيد الأمل أن كل مسؤول يهتم بتوجيه العاملين معه توجيها سليماً وصادقاً حتى تعم الفائدة للوطن الكبير المحسود من الدول الحاسدة لهذا الوطن العزيز وشعبه الكريم الأمين الصادق الوفي. وغداً سأواصل بإذن الله.