في يوم الجمعة 03 أغسطس قدمت قناة أم درمان الفضائية هذا البرنامج الرائع لأهميته البالغة وخطورته فلمقدمته التجلة ولضيوفها التقدير التام.. ولأم الطفلتين المغتصبتين أشد ألمي وعزائي على ضياع الفضيلة التي أزهقها مدرس وجار لهما مريضاً نفسياً وفاسداً في المجتمع لا محالة وآمل أن يجد طريقه إلى حبل المشنقة إن شاء الله فإنه لا حفظ أمانة طفولتيهما ولا رعى حقوق الجوار ولا إحترم قدسية مهنته العظيمة.. ولم يعد التحرش بالأطفال حالات فردية وإنما سلوك منحرف ومنتشر ورصدته الأجهزة العدلية والتعليمية والصحفية وقد وصلت نسبته الى 04% من جملة جرائم الأطفال والواقع بهم شر مستطير.. وما يحزن ويُرعب في ذلك الشق المتعلق بالمدرسين فإنه لا يستصاغ ولا يقبله العقل لأنه مجافٍ لاخلاقيات المهنة التربوية، وأجمع المتحدثون في البرنامج والممثلون لجهات عديدة منها (القانونيين والصحفيين والمدرسين والإعلاميين) بأن الأمر أصبح ظاهرة أي أصبح سلوكاً ظاهراً في المجتمع السوداني ومن الأسباب التي أدت لذلك وأبرزها تراخي الرعاية الأسرية وضعفها لانشغال الابوين، وقديماً قالوا فيها ويح الطفولة من أُم لاهية وأب مشغولاً؟ ولكن الأنكى والأمر أن تدخل الظاهرة في صفوف المدرسين وإن كنا نرفض تعميمها ولكنها حدثت بأسف كبير ويعود هنا لسبب ولوجها لهذا القطاع والذي ضم أعداداً كبيرة من أفراد غير مؤهلين بالإعداد اللازم للمهنة من تدريب وتشرب المباديء النفسية والسلوكية التربوية وهذا الى جانب عدم إستقرار المدرس والتزامه بمدرسة واحدة، تناغمت فيها الإدارة بالأداء التعليمي بالرعاية اللصيقة بالتلاميذ ذلك العقد الذي يجعلها أُسرة واحدة يعرف الفرد الجميع كما يراقب الجميع الفرد وهذا يمنع السلوك غير السوي بأن ينمو بينها وإنقلب الأمر الى المتنقل بين المدارس سعياً وراء ما يزيد دخله المتدني للغاية، وتلك ظاهرة تفشت في المدارس الخاصة والى جانب هذا التدني المهني يجيء المنهج المدرسي للمقررات الحشوية التي تنقل مخيلة التلميذ الذي فقد التطبيق التربوي الإرشادي والذي كان يحظى به من خلال ما يدرسه وخاصة تلاميذ المرحلة الإبتدائية «الأساس الحالي»، فأين هذا الذي يقوم به حالياً مدرس متعجل الى جانب ما كان يصنعه زميله خريج بخت الرضا أو معاهد الأقاليم وهي روافد رضا العريقة او ما كانت تتعلمه وتتدرب عليه خريجات كليات المعلمات. والمأساة الكبرى والتي تحدثنا عنها كثيراً جداً الا وهي خلط مرحلتي الطفولة بالمراهقة في السلم الثماني اللا تربوي وما الذي يمنع ظهور التحرش الجنسي بالأطفال وقد أبقينا في المدرسة الواحدة بين اطفال في السادسة ومراهقين في الرابعة عشر، وأرى لا محالة من وجود مئات الأحداث التي لا يعلمها أحد والتي من نتائجها عند علماء النفس أن طول الممارسة ستجعل الفرد مدمناً لهذا السلوك وخاصة بين الأولاد والذين يصير جلياً بينهم الشذوذ الجنسي والذي يجد اليوم في المجتمع بروز جماعات المثليين والداعمة لهذا السلوك المنحرف تحت سمع وبصر الدولة. سادتي قضية التربية أمر جلل وكبير المخاطر التي يجب دراستها حتى لا تنهار قيمها وتضيع الأجيال القادمة.. وهذا يدعو لأن تعيد وزارة التربية والتعليم النظر في أمور كثيرة لأنها الجهة المنوط بها التخطيط التربوي للأمة السودانية، وأؤكد ما تسطره اليوم وأتى على ثقة من قدوم الأيام المؤكدة بالنتائج الدامغة لما قلناه وسطرناه مراراً وتكراراً ونلخصه في الآتي، ومهما كلف من الأموال ورصد الخبرات التربوية مع الإنفاق السخي على المعلمين الأكفاء والذين هجروا المهنة لضعف مرتباتها: 1 فصل مرحلتي النمو المبكر .. الطفولة عن المراهقة ويكون فيها ست سنوات للأساس. 2 إرجاع المرحلة الوسطى أربع سنوات. 3 العودة للمنهج التفصيلي للمواد الدراسية وتدعيمه بالمؤلفات الرصينة. 4 قيام مركز بخت الرضا ثانية للعلوم التربوية ويضم المركز القومي للبحوث التربوية وإصدار كتب المقررات الدراسية وله مطابعه الحديثة. 5 لا تقوم المدرسة الخاصة إلا على قرار المدارس الحكومية القديمة وتسهل الدولة لها إستلام الأراضي لتشييدها كاملة وذلك مع إلغاء المدارس الخاصة الفندقية والتي في البيوت الضيقة والأفضلية في تصديقها لاتحادات المعلمين ومعهم المغتربين والقادرين منهم ولأن التعليم أساساً مهمة الدولة لا الأفراد ولا يخصص كغيره لأنه ليس سلعة إستثمارية للكسب المادي. وختاماً لمقدمة هذا البرنامج «أشياء صغيرة» التحية والمزيد من لمس مواجع المجتمع السوداني. ودمتم