إذا ما أردنا أن نقدم نبذة تعريفية عن ولاية كسلا- وتكون ولاية كسلا مع ولايتي البحر الأحمر والقضارف ما يعرف بشرق السودان- وتبلغ مساحة الولاية 282.24 كلم مربع بين خطي عرض 43-23 شمالاً 36-57 شرقاً وخطي طول 21-41و 21-71 شمالاً بينما يبلغ عدد السكان- آخر إحصائية- 608،987،1 نسمة. وولاية كسلا تعتمد في اقتصادها على النشاط الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ويمثل 08% من النشاط الاقتصادي. ففي بداية عهد الإنقاذ دعت إلى الاهتمام بهذا القطاع وعقدت له عدداً من المؤتمرات واللقاءات.. التي شارك فيها عدد من قيادة الثورة يومها وعلى رأسهم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية والذي شارك في مؤتمر تطوير القاش بأروما.. وكانت نتائج هذه المؤتمرات قيام عدد من المشاريع الزراعية المهمة بالولاية، منها الثروة الخضراء، هيئة تعمير القاش، مشروع تحدد سبل المعيشة المستدامة بمنطقة القاش، تأهيل مشروع حلفا الجديدة والفاو غيرها. كان كل ذلك برنامج قصد منه تحريك إمكانيات الولاية وتحقيق شعار الثورة نأكل مما نزرع .. وكل تلكم الشعارات من دون اللسان..!! مدخل أخير: قامت الهيئة تنفيذاً لتوصيات مؤتمر تطوير القاش والذي انعقد بأروما وذلك لإعادة تأهيل مشروع القاش الزراعي والذي تدهورت بنياته التحتية وانخفضت إنتاجيته إلى أقل من 04% وخروج المحصول النقدي من الدورة الزراعية مما دفع معظم سكان المنطقة إلى الرحيل إلى كسلا وغيرها.. فتدهورت الخدمات الأساسية بالمنطقة وأصبح القاش منطقة طاردة لسكانه.. فكان التفكير في بديل مناسب يقوم بهذا العمل وبالفعل تم الاتفاق مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد IFAD) على قرض مبلغ وقدره (40) مليون دولار وذلك لإعادة تأهيل مشروع القاش الزراعي وشمل البرنامج: - تأهيل المساقي والترع بالمشروع. - إعادة هيكلة تنظيمات المزارعين. إلى جانب إعادة تأهيل البنيات التحتية للحيوان بتوفير مصادر المياه وتأهيلها وتنمية الموارد الطبيعية في المنطقة وتحقيق صحة الحيوان. - تقديم دعم مؤسسي للوحدات الحكومية التي تقوم بتقديم خدمات لمزارعي المنطقة وبالفعل تم قيام هذا المشروع..!. تبنت الحكومة برنامجاً وخطة لإزالة المسكيت من المشاريع الرئيسة بالولاية وهما مشروع حلفا الجديدة ومشروع القاش الزراعي.. بلغت جملة الأموال المصروفة على عمليات إزالة المسكيت مليار جنيه.. وكان الدافع لذلك تحسين بيئة المشاريع الزراعية.. تقليل تكلفة الإنتاج خاصة لصغار المزارعين .. تحفيز روابط مستخدمي المياه بالقاش على الاستفادة من برنامج تأهيل القاش.. وتثبيت الحيازات.. إيقاف هجرة أهالي حلفا الجديدة من المنطقة بعد أصبح المسكيت مهدداً رئيساً لاستمرار الإنتاج بالمشروع. في أبريل 2102 دون بلاغ لدى شرطة كسلا وعن الأموال الطائلة التي صرفت لذات الغرض- إزالة المسكيت- بمشروع الفاو.. بلا جدوى...!! وقد كانت القضية التي شغلت الشارع العام منذ تلك الفترة وما زال يتجدد طرح «طُرف» فيها.. يوماً بعد يوم.. بدراما جديدة وأرقام جديدة.. يرويها البعض باللهجات المحلية.. وعبارة (المسكيت) شجرة أضرت بالأراضي الصالحة للزراعة .. وحرمت الإنسان المسكين والحيوان من نتاج ذلك.. وحصاد تلك الشجرة التي غطت كل المساحات وحوت الهوام والحشرات والبعوض والذباب والممارسات الخاطئة..! بالرغم من كل هذه المحن المجتمعة في شجرة أصبحت على كل لسان يبقى المبلغ الخيالي...؟ ومن حق الرأي العام أن يتحدث خاصة إذا كان هذا المبلغ بحجم هذه الضخامة.. وظروف الناس وحياة الناس المعيشية الصعبة وغلاء الأسعار والرسوم المتجددة والمفرضة فرضًا على كاهل آيل إلى السقوط منذ فجر الإنقاذ يقول البعض 41 مليار جنيه ويقول آخرون أكثر من ثلث مليار دولار والبعض يجمع الرقمين معاً.. وتجد الرواية والحكاية والأسطورة حول هذه الشجرة التي شغلت الناس، وأصبحت حديثهم الرئيسي في كل المناسبات الاجتماعية وفي الشارع والنادي والبيت والمواصلات والمدارس ومع كل فنجان جبنة!!. فالأشجار تموت واقفة يقولون إن القضية قد تدخل في ذمة النسيان الأبدي ويراهنون على ذلك. عموماً أيها القاريء الكريم.. تابعونا ولن نخفي في هذه القضية شيئاً ونسلط مزيداً من الأضواء عنها رغم التوقعات والآراء ويهتف الشعب الكسلاوي من أعماقه.. المسكيت طلع كيت؟؟؟.