مرافقو المرضى.. معاناة بطعم آخر المواطنون يجمعون على انتقاد ظاهرة ( المقيل) داخل المستشفيات مرافق: أحرص على خدمة المريض ومقابلة الزوار.. وأحيانا أشعر بالتعب مواطنة: عادة ( متعبة).. وفيها تحميل لأهل المريض ما لا يطيقون تحقيق: ياسر محمد للسودانيين عادات وتقاليد تميزهم عن بقية شعوب العالم، وقد اشتهروا بعدد منها في بعض الدول العربية. ولأن ارتباط السودانيين ببعضهم عادة ما يكون مصحوباً ب ( الحنية)، فإن العلاقات فيما بينهم دائماً ما تكون مميزة و ( قوية) داخل الحوش الواحد وخارجه. على أن لبعض العادات جملة من السلبيات؛ منها على سبيل المثال مرافقة المريض. أمام المستشفيات؛ وداخلها اعتدنا مشاهدة أعداد كبيرة للمواطنين، قد تطول فترة انتظارهم لتمتد لأيام. ( الوطن) وقفت على هذه المشاهد بنفسها، وسجلت زيارة لعدد من المستشفيات والمستوصفات، والتقت بعدد من مرافقي المرضى، وخرجت منهم بإفادات مهمة. مدخل أول على امتداد شارع الدكاترة بالخرطوم، احتل المواطنين ومرافقي المرضى جنبات الشارع، المشهد يحكي عن نفسه؛ فرشات و ( سباته)، وأواني لا حصر لهما تحمل بداخلها الأطعمة وأخرى مملؤة بالشاي والقهوة، الجرائد وبعض الأقمشة تناثرت ( بعشوائية) على مقربة من الجالسين. السؤال عن أحوال المريض وصحته، وإمكانية الدخول إليه في ظل تعنت أصحاب البوابات، لا تشكل إلا جزء يسير من القصة، فلحظات.. وتأخذ الونسة أبعاداً أخرى، لشمل الخاص والعام.. والسياسة والرياضة. نفس ما لاحظناه في شارع الدكاترة الخرطوم، التقطته أعيننا في شارع الدكاترة بأم درمان، مع اختلاف جغرافية المكان فقط. زيارة يومية العم محمد؛ القادم من الجزيرة قبل يومين؛ قال إن إبن أخيه ( راقد) في عنبر الباطنية منذ ثلاثة أيام، وإنه حضر خصيصاً للإطمئنان عليه بصحبة أخيه وزوجته، وإنهم يواظبون يومياً على الحضور للمستشفى للوقوف بجانب أسرة المريض. وعن إمكانية عودته لمنزله قبل خروج المريض؛ سارع العم محمد برفض الفكرة، لجهة أن ذلك يعد عيباً عندهم ( الزول عيان.. نفوتوا كيفين قبال يشفى). العم محمد أشار إلى أنه وأخيه – والد المريض – يتحملان كل نفقات ضيافة الأهل من طعام وشراب، بالإضافة إلى توفيرهما المسكن لكل من حضر لمعاودة ابنهم المريض، وأختتم حديثه مؤكداً أن اللوم يصوبونه على كل من تغيب عن الحضور للوقوف بجانبهم. مجرد مجاملة طه؛ خريج جامعي كان يجلس في الأرض بجوار إحدى الفرشات، انتقد ما يحدث، وقال إن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد مجاملة، وأنها تأتي على حساب جملة أشياء، وأن ما يحدث فيه تعطيل متعمد لمصالح الناس. طه قال: ( الناس تجي تتكسر هنا من الصباح لحدي المساء.. الموضوع بالصورة دي ما مقبول، البحصل ده فيه ارهاق لأهل المريض). على أن طه رغم انتقاده لهذا السلوك إلا أنه أشار إلى أنه ما من حل أمامه سوى انتظار شفاء المريض، وتابع: ( كويس انو ما عندي حاجة أعملها في الوقت الراهن، لكن شايل هم الناس الشغالين)، وأشار بيده نحو شابين يجلسان على بعد أمتار معدودة. أطعمة ومشروبات قبل أهم بالذهاب بعيداً عن طه، استوقفتني عربة وقفت بالقرب من أهله، بعد ( السلام)، أفرغ بعض الشباب عدد من الأواني والأكياس من العربة، المشهد بكل ما فيه من ايجابيات إلا أنه ينبغي أن يكرس لعادة ( مقيل) الناس في المستشفيات لساعات طوال. عن ما شاهدته؛ سألت شابة صادفتها بالقرب من بقالة موجودة بالشارع، حيث امتدحت مساعدة الناس لبعضهم البعض، وأكدت أن المقيمين في الخرطوم من أهلهم يحرصون على اعداد الأطعمة لأسرة المريض ولكل الأهل والأصدقاء، وأن ذلك يتم بشكل عفوي، بعيداً عن أي تخطيط، وبينت أن الخير عادة ما يكون ( كتير)، وأن الأكل ( بفضل). راحة المريض قلت لخالد إن الزيارة للمريض أو لأفراد أسرته خارج المستشفى يجب أن لا تتعدى الدقائق، فضحك قبل أن يعقب على حديثي قائلاً:( الكلام ده قولوا لزول عايش بره السودان.. نحن هنا عندنا عادات ماشين بيها.. تجي وتقعد على الأقل ساعة أو نص ساعة.. بخلاف كده بتجيب لنفسك اللوم ساي). وفيما يتعلق براحة المريض، وأن ما يحدث يأتي على حساب راحته وعلاجه، قال إنهم يتعاملون مع الأمر بكل سلبياته، وأنهم رغم اقرارهم بأن أسرة المريض نفسها تحظى بقدر وافر من التعب إلا أنه ما من حل أمامهم ( أسرة المريض ما بتقبل منك أي عذر لو قصرت معاهم). خدمة الزوار أحد المرافقين ويدعى جمال طرحت عليه مجموعة من الأسئلة، بعد لحظات باغتني بسؤال: ( عاوزني أقول للناس شنو ..؟، أمشوا نحن تعبانين..؟)، قبل أن أجيب عليه تابع حديثه: ( بصادف انك تكون تعبان وعاوز ترتاح.. لكن حتعمل شنو، الناس جايه تجاملك). جمال أكد أنه ورغم احساسه بالتعب في بعض الأحيان إلا أنه يحرص على خدمة الزوار، وخدمة المريض في نفس الوقت. -- رسالة مفتوحة لسعادة اللواء / عمر نمر معتمد محلية الخرطوم المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: لابد لنا من الإشادة والثناء بتلك الإنجازات والبصمات المضيئة التي اكتست وجه الخرطوم في إطار ترقية وتطوير مركز الخرطوم بإعتباره واجهة الأمة. الأخ المعتمد.. لقد تشرفنا نحن في شعبة أصحاب الأكشاك والمكتبات بلقاءكم في أكثر من لقاء في إطار السعي الجاد لتفعيل الجهد الشعبي والرسمي لانفاذ برامجكم وخططكم الرامية لإعادة تطوير وترقية وجه الخرطوم والتخلص من الشوائب والتشوهات ، وأكدنا لسيادتكم الوقوف خلفكم والدفع بمجهوداتكم في التعمير والتطوير إنحيازاً للصالح العام. الأخ المعتمد .. من خلال مقررات اجتماعاتنا معكم قمنا من خلال عمل مشترك بين الشعبة والجهاز التنفيذي بمسح ميداني لكل الأكشاك على مستوى المحلية انفاذاً لتوجيهاتكم بحصرها والتأكد من مستنداتها، حيث تأكدنا من وجود ما لا يقل عن 400 كشك عشوائي في مختلف مناطق المحلية، وطالبنا بإزالتها ورغم توجيهكم بإزالتها إلا أن الجهاز التنفيذي لم ينفذ الإزالة وفشل في ذلك. الأخ المعتمد.. تعلم يقيناً أن هذه الأكشاك ذات جذور ضاربة في التاريخ على مستوى المحلية جيل بعد جيل حيث كانت ولا زالت المصدر الوحيد للرزق والإعاشة لآلاف الأسر الذين دفعت بهم ظروف الحياة لامتهان هذه المهنة الشريفة في مواجهة نوائب الزمن وظروف الدهر، وهم فيهم من ذوي الإحتياجات الخاصة والمعاشيين والأرامل وغيرهم من الشرائح المستضعفة. السيد المعتمد .. سعت لجنة الأكشاك وحسب توجيهاتكم واتفاقنا معكم لتطوير مظهر الأكشاك وترقية بمظهرها العام وخطت خطوات كبيرة في تحديد مواقع للمعالجة بمشاركة مهندسين من التخطيط العمراني والمساحة، وقامت اللجنة بعمل تصميم لأكشاك حديثة ومتطورة كما قامت بالاتصال بجهات للتنفيذ ورفعت توصياتها منذ 10/9/2013م إلا انه لم يتم النظر فيها حتى الآن. السيد المعتمد .. بالرغم من كل مجهوداتنا وتنسيقنا معكم في كل ما جاء أعلاه إلا أننا فوجئنا بإنذرات بالإزالة لكافة الأكشاك بالمحلية من جهاز حماية الأراضي الحكومية حسب توجيهاتكم وذلك بالرغم من اتفاقنا معكم وطلباتنا المتكررة بإزالة الأكشاك العشوائية فقط لأنها تسبب تشوهات ومخالفة للقانون مع الإبقاء على الأكشاك التي تحمل عقودات من التخطيط العمراني وبطاقات اقتراع مع ترقيتها وتطويرها بما يواكب طموحاتكم نحو غدِ مشرق. ولا يخفى على سيادتكم الدور الذي تلعبه هذه الأكشاك في كونها النافذة التي تطل من خلالها رسالة الصحف في إطار تنوير الرأي العام وايصال الخطاب الإعلامي ورفع الحس الوطني لقيم وموروثات الأمة وتوسيع المشاركة بالرأي والرأي الآخر لرفعة الأمة وبعث قيمها وموروثاتها. ختاماً نناشد سيادتكم بإعادة النظر في قراركم وتوجيهاتكم لتكون الإزالة وفقاً على الأكشاك العشوائية فقط. وجزاكم الله خيراً وسدد خطاكم. شعبة أصحاب الأكشاك والمكتبات ولاية الخرطوم