لم أكن ضمن المؤانسة التي جمعت أمين الشباب بالمؤتمر الوطني ورؤساء تحرير الصحف .. غير أن رياح المؤانسة أصابنا منها ما أطل علينا عبر الصحف اليومية كخبر .. وفي كل الأحوال الأمر جيد وممتاز بقامة (ممتاز) الذي أسس عبر بعد شخصي ولقاء مباشر أسس لروح النوايا التي تحملها قيادة الشباب بصورة عامة نحو شباب السودان.. وأراح الكثيرين من (الفتل) في الهواء الطلق دون إدراك للعمق الفكري لدى استراتيجية الفهم الشبابي داخل المؤتمر الوطني.. أياً كان شكل الحوار أو (الونسة) فهي تمثل سعة الصدر وترجو المدارسة والإستفادة بغية الوصول للفعل الأمثل في علاقة الإعلام بالقيادات والمؤسسات التي تتبع لها.. والمؤتمر الوطني وفي معناه الذي نبع منه يدرك ويقبل الآراء وفق الأجواء ... ومنهجية الإصلاح والتغيير سنة لها بعدها ما أن وجدت المصلحة العامة إلا ومالت نحوها .. فالبعد الفكري المقاوم لأمراض السلطة داخل الذهنية التي تقود المؤسسات (انكسر عودو) بشكل عملي من خلال الترجمة الحقيقية التي أفرزها التغيير الوزاري الأخير.. ومن ثم صنع التأسيس لشكل القيادة التي تجىء وهمها دورها ولا يضيرها إن ظلت أو رحلت غير فعلها وفق التكليف.. فالجلوس مع من يمثلون الرأي العام ويتابعون بيقظة دولاب العمل السياسي داخل القطر هذا الجلوس فيه ما فيه من الدلالات التي تبرهن وتدعو إلى حرية الرأي والصحافة كسلطة وفق أخذها لمجمل الأمور بواقعية وحسن نية لا تستهدف إلا الصواب والمصلحة العامة.. لذلك جاء اللقاء مترجماً لحقيقة السلطة التي تمثلها وتملكها الصحافة تقديراً لدورها وإطلاعها على المستوى الشخصي لذهنية القيادة ومعاونيها عبر رسالة ترجمتها تلك المؤانسة التي دعت الكل ببعدها نحو إجاد الروح التي تضع المصالح العليا كهم تنزوي دونه أي من المصالح الشخصية التي تتسلق الحيل لتوجد العلل.. ومن ثم ينقلب الدور وينزوي العقل نحو بعد يضيق ولا يدرك كيف يدار الشأن .. فكل ما أورده رؤساء التحرير الذين جمعتهم تلك المؤانسة يقيناً كان بمثابة حديث العالم الباحث الخبير الذي وجهه للذي يريد أن يسمعه ويتوجه به نحو غاية تقول له جلست معك لأعلم وتعلم ونتعلم أن الذي يجمعنا هدف أنبل بغية تقديم عصارة جهدنا نحو ما يرتقي بنا جميعاً كشباب وقيادات تحمل هم الشباب في هذا البلد.. وندرك ما يتعرض له الشباب من محاولات تريد أن تقعد به وتشغله عن صناعة وجوده الملموس وهي تدبر وتدار عبر مؤسسات تملك الآلة والإغراء وتوجد الأجواء عبر وسائطها التي يقل عندها الصبر وينشرح لها الصدر بشيطانها الذي يستهدف سن الشباب لتتصارع ما بين أصلها الطاهر وواقع الحال الماكر.. فالدرس البليغ والأكبر أن العالم يتمدد ويكبر مادياً ليضيق روحياً وما ذلك إلا الأمر لا يعلمه إلا الله .. أو حتى يعلموا أن بنهجنا الخلاص.. فأبعاد اللقاء أراها في مضمونها عين الصواب الذي يجعل بين القيادات ومن يهمهم التوضيح والتصحيح من أهل الصحافة يجعل بينهم سنة التواصل والمؤانسة والمدارسة حتى تكون الأمور حجة في باطنها وظاهرها دون مغالة أو إلتواء .. وإن كان سمة أمر نورده عبر هذه الزاوية فهو أن أمانة الفكر والثقافة يجب أن يكون لها دورها الذي يخرجها من الفعل التقليدي إلى البصيرة التي تراى ما لا يراه الآخرون، فدائرة الفكر وسط شباب الأمة تتسع ويؤيدها الكثير من التنازلات على مستوى الفهم التقليدي العام من خلال كم المعلومات الذي يتساقط على ذهن الشباب لتخرج برؤى ومفاهيم لا ينفع معها غير الحجة والمنطق والصواب.. لذلك علينا إدارة العقل نحو الكثر من الإٍستيعاب لأفكار وبرامج ونوجدها ففيها حل لكثر من القضايا الشبابية ونحسب أن أولى القضايا هي الخروج بنا عن هذا السمن السياسي الذي جعلنا لا نعرف غير السياسة ثقافة والشاهد مجالسنا التي ينتظم فيها الحوار السياسي وتنعدم بها الأفكار والحديث حول الكثير من الأشياء من حولنا وهي في مجملها التي تصنع حضارة وتوجد حياة .. وإن الهمسة التي وددت أن أقولها لرؤساء تحرير الصحف اريحون قليلاً من صفحات الصحف التي تلونها السياسة واتحفونا بحوارت وصفحات حول ما يضيف إلى الذهن بعداً فكرياً يقوده إلى الحياة وفي كل الظروف.