الحلقة التي قدمها الإتحاد الوطني للشباب السوداني عبر صالونه الفكري الإعلامي تناولت قضية الفن والدين تحت عنوان (بين الدين والفنون وجود غير موجود) تناول الصالون القضية عبر ماعون العقل الذي جمع بين قامات تمثلت في سعادة وزير الثقافة الاتحادي وشخص الأستاذ (السمؤال خلف الله) بالإضافة لى بحث وخبرة البروف مصطفى عبدو ولفيف من قادة العمل الإعلامي والفكري ليجئ الحديث مبتدراً وموثوقاً من خلال المقدمة التي رحبت بالضيوف. وأوضحت فكرة الصالون على لسان رئيس الاتحاد دكتور شوقار بشار، تزينت الحلقة بمجموعة من المطربين الشباب، حيث حمل الإستماع لهم دلالة أن الأمر في جملته مسموح ولفظ فن -على حد قول- وزير الثقافة الأستاذ الطيب حسن البدوي، يجب أن يشمل كل ضروب الفن مع ضرورة عدم حصره في مجالات معينة كالغناء والتشكيل. وعليه أن ينطلق نحو أبعاد تواجده عبر الحياة كوسيلة تساعد وتوجد الإبداع والفائدة التي تقود الكل نحو تأمل يدل على عظمة العقل البشري .. ليضيف الأستاذ السمؤال أبعاد الفعل الفني الذي إنتهجه وسيرته عبر عدة جمعيات ومنظمات كان لها الفضل في حمل التجربة والدخول بها على المجتمع كأداة فنية تساهم عبر فعل مقبول في جعل الفهم العام للفنون يذهب نحو رؤى يتجدد عبرها الحس الإيماني نحو إدراك حقيقة الأشياء والتعامل معها وفق الذي يصنع منها الفائدة ليكون الترويح الذي ليس به مكر على النفس الطاهرة ولا غبار.. ليجئ حديث بروف مصطفى عبدو تأكيد لحقيقة الفعل الفني داخل السلوك المؤمن مستشهداً بالعديد من الأحداث التي تناولت وجوده ولونية الجمال والفن داخل الحديث الإيماني ورؤيته منها وعليها، مجمل التداخلات التي سادت الجلسة الصالونية إتفقت على ضرورة النظرة للفن عموماً بإهتمام شديد، وذلك من باب أن لها الحق ولها وجود داخل النفس البشرية وعلينا إدراك الطريقة المثلي التي يجب أن نخرجها بها حتى يظل دورها الطبيعي بين المجتمع عبر دراية تأخذها نحو الإصلاح والتهذيب والتطوير الذي يجعل ويصنع منها حضارة ويوجدها على الشكل الذي يراد لها.. لتكون فكرة الصالون بإعتبارها نفرة فكرية ينتجها الاتحاد الوطني في معالجته للكثير من القضايا التي تهم الشباب ومحاولة لتقريب الشقة بين الفكر الشبابي والآراء حول النص الديني الذي دعى إلى أهمية إمعان العقل والوصول به إلى حقيقة الأشياء، فمجمل الرسالات التي سبقت الإسلام حملت الإقناع عبر الفعل المادي المباشر الذي يؤيد الدعوة كما جاء وكان عبر ناقة نبي الله صالح وعصا موسى وسلطان سليمان إلا أن محمد صلى الله عليه وسلم حمل دعوته على منطق العقل والفعل الإيماني الروحي الذي يدرك عبره العقل حقيقة الوجود الذي يجب أن يتوجه إليه بالعبادة تأكيداً لما يحسه ويوجده عبر تأمله وإمعان عقله في رحاب الكون الذي يشهد بعظمة خالقه وإبداعه ليظل صالون الشباب بمنهجه هذا عبارة عن قبلة لكل الباحثين والمهتمين بالشأن الفكري في إطار الشباب مساهمة منه في تداول الكثير والمفيد والذي لا ينفع الإنزواء وعدم الخوض فيه .. فسماحة الإسلام أوسع وأجمل وألطف وبها من الفسحة والترويح ما يوصل إلى الأهداف والحقيقة التي بهذا الدين لتكون الحياة إيماناً وفناً يتوجه في جملته إلى الله .. نستشعر بإيجابيات الحلقات والحلقة القادمة من صالون شباب والتي من المتوقع أن يكون المتحدث فيها سعادة الدكتور عصام أحمد البشير ليكون موضوعها حول الأسلوب الدعوي للإسلام الذي اضحى في حاجة ماسة للتوجيه بإعتباره هو الجهة التي يتلقى منها الشباب المعلومة التي ترسخ لتأكد حقيقة التوجه السليم ضرورة تناول هذا الموضوع تمليها و يمليها الصراع الحاصل بين جماعات الإسلام وإنشغالها (بكومة الجماعة) دون همها بالدعوة إلى الأصل الذي ليس به تفرقة ولا هم غير أن يعلم الناس أين الصواب وأين الخطأ ... عليه وعبر هذه الزاوية نرجو من القائمين على أمر الاتحاد تفعيل دور الصالون هذا من خلال الحلقة القادمة التي يجب أن تتناول الأسلوب الدعوي للإسلام في ظل الحاضر المعاصر وأن يكون المتحدث فيها عصام أحمد البشير) ليس تحيزاً ولكن إستشهاداً بالكثير من المواقف للدكتور عصام .