لقد ظلت ولعدة سنوات مضت، أكتب عن الحكم الإتحادي، والولائي والمحلي، بصفة عامة عن ولاية الخرطوم، بخصوصية عن محلية الخرطوم، ونبهت للتدهور المتسارع، وبالرغم من أنني كنت كالذي يؤذن في مالطة، والخرطوم تتدحرج بسرعة شديدة.. والخرطوم كل يوم تنتشر وتتمدد في أحيائها، وتحولت أغلب أراضيها الزراعية إلى سكنية منذ سواقي أبو آدم، وهكذا إكتظت بالسكان، فظللنا نقنن العشوائيات، حتى بلغ السكان ما يقارب من العشرة ملايين، تصوروا أن هذا العدد كل صباح يحتاج إلى خمسين مليون رغيفة.. هذا إذا كان الفرد تكفيه خمسة أرغفة في اليوم، وقس على ذلك مليارات اللترات من الماء الزلال، وغيرها من الإحتياجات اليومية. وأسهبت في عدة مقالات عن الخرطوم العاصمة القومية الولاية التي ترضي المركز قبل سكانها، وكيف لا ؟ وأن الخرطوم كما قال الصديق الخبير في الحكم المحلي، محل الرئيس بنوم والطيارة بتقوم!! هكذا كل يوم يتضاعف جهدها في الأمن والمواصلات والمياه والكهرباء والصرف الصحي والداخلي وفي الصحة والتعليم في الفيضان والسيول وحتى الأمطار تقول لي شنو.. وتقول لي منو.. وسبحان من يحيي العظام وهي رميم إذا هب من الأحداث اخوتنا في الكتلة النيابية للمؤتمر الوطني في المجلس التشريعي ولاية الخرطوم.. وبدأوا يحسون دورهم في قيادة المبادرات من أجل تطوير وتحديث حكم وادارة ولاية الخرطوم.. والشكر لله سبحانه وتعالى أن جاءت المبادرة من الأخوة في الحزب الحاكم الذي من المفروض أن يقدم الدراسات للإصلاح في شؤون الحكم .. هكذا بدأت تدب الحياة في أوصال المجلس ويظهر المجلس كقائد ورائد لكل المجالس التشريعية في السودان. فقد قرأت مقترحاً صرح به الصديق عمر الشيخ بدر رئيس كتلة نواب المؤتمر الوطني بمجلس تشريعي ولاية الخرطوم، والذي أفاد فيه تقسيم الخرطوم إلى عاصمة قومية وأُخرى ولاية الخرطوم، وكما فهمت أن يلعب المركز دوراً مهماً في المجالس البلدية القديمة «مجلس بلدي الخرطومأم درمان بحري» العاصمة المثلثة بمركزها، على أن تصبح كل أحياء وبإمتدادها تمثل ولاية الخرطوم وهذا ممكن يحدد جغرافياً. لأن الحقيقة الماثلة للأعيان تخدم وتنمي المركز أكثر من الإمتدادات المكتظة بالسكان.. أن هذا المقترح يحتاج إلى دراسات يجفو لها خبراء الإدارة والحكم واستطيع أن أقول هي بداية تطوير واصلاح جادة يواكب التفكير في إعادة هيكلة الولايات والمحليات لمواكبة الإصلاح الإقتصادي السوداني. والخرطوم يا سادة في مواردها الإقتصادية والبشرية تساوي حجم أربع ولايات بل أن محلية الخرطوم موازنتها توازي ميزانية أكثر من ولايتين كل هذا يجب عليها العدالة والموازنة. والمقترح نفسه يحتاج إلى تطوير، يجعل تنمية ولاية الخرطوم ممكنة وظاهرة وتقديم الخدمات واضحاً خاصة أن علماء الحكم والإدارة يقولون إن التخطيط التنموي لا يمكن قيامه ورؤيته وتقديمه إلا من أسفل Bottomup من خلال فاعلة للسكان المستهدفين بالتنمية.. ولعلكم يا أهلنا في الخرطوم أدركتم الشيلة كبيرة والتحمل أعظم وحجم الولاية التي يديرها أخانا د. عبد الرحمن أحمد الخضر توازي أربع ولايات لقد قادها بكل إقتدار وإذا شاركه أعوانه في فرقة بنفس الهمة والذمة لقدموا لحناً موثقاً وأرقى من هذا بكثير، وقدموا لوحة زاهية وواحد من عجائب الدنيا في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين ولكن ما قدر الله شاء.. وأنا شخصياً لا أمل الحديث أن جل معاونيه خاصة في المحليات إهتموا بالسطحيات والهوامش والهلامية وحب الظهور لزوم القنطرة. وأختم وأقول لكل حادب على الخرطوم إن الخرطوم ما عندها أزمة والي فهو موجود قدمه الحزب على رأس قائمة المرشحين ولا يفرق أن تنى صراع الرجال منتخباً بتفويض من جماهير الولاية أو معيناً بتفويض من رئيس الجمهورية الذي فوضه كل شعب السودان لإدارة البلاد بما فيها ولاية الخرطوم. فالخرطوم لا تحتاج إلى والي جديد يبدأ من الأول والحق والصحيح أن يترك الدكتور الخضر مواصلة اكمال النهضة التي بدأها في الخرطوم.. فقط الخرطوم تحتاج إلى وضعها الصحيح وإلى مجلس وزراء لا يقل كفاءة عن وزراء المركز ومعتمدين من الخبرات والكفاءات الإدارية.. الإستراتيجية، وإلى مجالس تشريعية قوية وإلى قوة بوليسية وإلى كوادر حزبية فاعلة وخدمة مدنية ملتزمة بقانون العمل فوق هذا وذاك الخرطوم محتاجة إلى تجديد مشروعها الحضاري الذي يعتمد على الفكر وتزكية المجتمع من خلال وضع قوانين صارمة تردع التمدد الجهوي والعصبية القبلية وأخذ القانون باليد وأن تجفف منابع دعواتها وأن تستبدلها بأسماء تمجد السودان وتدعوا لأبناء أُمة السودان الفتية وأقول لأخوتي في الكتلة النيابية بمجلس ولاية الخرطوم يادوب وضعت أنفسكم في الطريق الإصلاحي الصحيح سيروا على هذا النهج صدقوني تكونوا عوناً للوالي وجهازه التنفيذي.. وأدعو الأخ الوالي إلى اكمال هياكل الولاية والمحليات وصدقني سيكون عينك التي ترى بها.. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ورحم الله سيدي الإمام الشافعي رضي الله عنه قال: وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا وقال: زن من وزنك بما وزنك وما وزنك به فزنه