منطقة "الهمك" بشمالي دنقلا حاضرة الولاية الشمالية إحدى المناطق الضاربة في تاريخ السودان القديم، إذ يعود تاريخها لأكثر من ألف عام، وترقد على كنوز وآثار، ويعود نسيجها الاجتماعي للجمع بين الحضارة النوبية والثقافة العربية. والهمك تمثل معلماً للإنسان والنيل والطبيعة، وترتبط مباشرة بالنيل والآثار الموجودة في هذه المنطقة، مما يؤكد على وجودها منذ آلاف السنين, ليتزاوج النوبة بالعرب ليكونوا العنصر الحالي، وتعد قبيلة (الجاجير) من أكبر القبائل المهاجرة في المنطقة. وفي إحدى بيوت المنطقة المتشابهة المصنوعة من الطوب (اللبن) تعيش السيدة آمنة والتي يقصدها الناس لعلاج آلام الروماتيزم بوسائل محلية وأيضاً العلاج من لدغات الثعابين التي تتنشر في المنطقة، وتقول إنها توارثت المهنة من أجدادها. ويقول فضل محمد فضل أحد أبناء المنطقة لبرنامج كاميرا الشروق إن آمنة تستخدم الأعشاب البلدية وتستطيع تمييز أنواع الثعابين عن طريق نوع اللدغات ومن ثم تقديم الأعشاب المناسبة للعلاج. وفي منزل آخر لا يبعد كثيراً عن منزل آمنة يعالج الحاج محي الدين مرضاه الذين يشكون آلاماً مزمنة عن طريق ربطهم بالحبال المصنوعة من مواد محلية, والعملية تمتد لنحو 7 جلسات تستوجب الصبر والجلد. والحفريات التي شهدتها المنطقة أثبتت أن المنطقة ضاربة في جذور الحضارة النوبية من خلال المقتنيات الأثرية التي وجدتها البعثات الأثرية.