طالبت أحزاب سياسية مشاركة في مؤتمر القضايا المصيرية، الذي عقدته الحركة الشعبية في مدينة الكرمك بولاية النيل الأزرق، بتوحيد اتجاهاتها لجعل انتخابات أبريل القادم فرصة جيدة لأجل تحسين أوضاع المنطقة وترقية خدماتها بعيداً عن المشاحنات. وقال والي النيل الأزرق مالك عقار في افتتاحية المؤتمر اليوم إنه سانحة مهمة لمناقشة القضايا المصيرية في البلاد بالتركيز على الاستعدادات لانتخابات أبريل من العام القادم، بجانب المشورة الشعبية، واصفاً إياها بأنها أكبر إنجاز حققته اتفاقية السلام بالنسبة للمناطق الثلاث "جبال النوبة والنيل الأزرق وجنوب كردفان". وأشار عقار الى أنها منحت سكان تلك المناطق حق الفصل في شؤونهم بعد أربع سنوات من الاتفاقية بتحديد شكل الحكم وطريقة الإدارة التي تؤدي الى تحقيق رغباتهم. الحل السياسي أقصر طريق وقال عقار إن المؤتمر يقر مبدئياً تأئييده للحل السياسي للتعامل مع أزمة دارفور، مؤكداً أنه أقصر الطرق لتحقيق استقرار شامل بالإقليم المضطرب. وشدد على أنه يقف ضد الحل العسكري، معتبراً أنه حل عقيم لن يفضي لنتائج إيجابية. ومن جهته أكد القيادي بحزب المؤتمر الشعبي إدريس البلال أهمية تكاتف القوى السياسة في المرحلة القادمة مع الحركة الشعبية، مشيراً الى أنها تملك مفتاحاً لحل أزمات البلاد وستحقق العدالة والحرية والمساواة. وأمن البلال على أهمية تنفيذ استحقاقات اتفاقية السلام الشامل لعام 2005م، وأضاف: "يجب أن تركز مخرجات المؤتمر على التنمية المستدامة في منطقة النيل الأزرق واستقرار أهل المنطقة". ومن جانبه طالب القيادي بالحزب الاتحادي في ولاية النيل الأزرق إبراهيم الطريفي القوى السياسية في المنطقة لتوحيد اتجاهاته لخلق بيئة سياسية صالحة. الانتخابات جسر عبور للتنمية ودعا القيادي الاتحادي لأهمية جعل الانتخابات المقبلة جسراً لتنمية وترقية خدمات المنطقة. وشدد على أهمية أن تنأى الأحزاب بنفسها عن التناحر والتنافر. وقال إن المشاحنات أثبتت عدم جدواها وكانت سبباً رئيسياً لتردي الخدمات في معظم مناطق السودان. ودعا الأحزاب لإعداد برامج يركز في المقام الأول على الجانب الخدمي. وقال في لغة حاسمة إن أي حزب لا يملك خدمة لمواطن المنطقة عليه عدم الترشح. وينتظر أن يناقش المؤتمر قضية المشورة الشعبية والترتيبات الأمنية وإعادة انتشار القوات المسلحة في المنطقة. وحظي المؤتمر بمشاركة كبيرة من كل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الإدارة الأهلية بالنيل الأزرق وقيادات من جبال النوبة ووفد من ولاية جنوب كردفان وقيادات رفيعة المستوى من الحركة الشعبية، على رأسهم نائب رئيسها الفريق جيمس واني.