كشفت تقارير غربية مسرّبة عن خطة فعلية لإبعاد عناصر جماعة الإخوان المسلمين من الجيش السوداني، في إطار تنسيق مباشر بين القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان والقيادة المصرية. ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن القرارات الأخيرة التي شملت تشكيل رئاسة جديدة لهيئة الأركان، وترقيات وإحالات للتقاعد لعدد من كبار الضباط، جاءت بضغط وإملاءات مباشرة من القاهرة، التي شددت على ضرورة إخضاع جميع التشكيلات المساندة في القتال لقانون القوات المسلحة السودانية. التحرك المصري وضغوط واشنطن وأوضحت المصادر أن التحرك المصري جاء عقب تدخل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على خط الأزمة السودانية، ودعوتها الأطراف المعنية إلى خطوات "جدية" لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. وأضافت أن فشل اجتماع "الرباعية" دفع واشنطن إلى طرح خارطة جديدة تهدف لتفكيك التعقيدات الخارجية المؤثرة في الملف السوداني. البرهان على المحك: أشارت ذات المصادر إلى أن دعم القاهرة للجنرال البرهان، الذي عُدّ لسنوات الحليف الأقوى للإسلاميين، يواجه اليوم تحديات جدية. وفي ظل الضغوط، حثّت القاهرة البرهان على تبني خطة سياسية وعسكرية متكاملة للتخلص من حلفائه الإسلاميين، وسط تنسيق وثيق بين المخابرات المصرية وأجهزة الأمن السودانية لتنفيذ هذه الخطوات. مراكز دراسات: مصر لاعب أساسي في السودان في السياق، لفت المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية إلى أن مصر، رغم أزماتها الاقتصادية، ما زالت تمتلك نفوذاً واسعاً في السودان. كما أشار "معهد واشنطن" إلى "معضلة القاهرة" في التعامل مع الحرب السودانية، معتبراً أن استقرار السودان يظل حيوياً لمصالحها الاستراتيجية، لكنه مشروط بالتخلص من "الحمولات الأيديولوجية" داخل الجيش. جدل حول القرارات من جانبها، رأت الباحثة في مركز الأهرام للدراسات، أماني الطويل، أن القاهرة تتعامل مع "معطيات الواقع" وتنفي دعمها لإسلاميي السودان، معتبرة ما يُتداول في هذا الشأن "مجرد دعاية سياسية". قرارات البرهان الأخيرة تعكس ضغوط القاهرة أما في الداخل السوداني، فبينما تظهر قرارات البرهان الأخيرة كجزء من الإجراءات الروتينية المتبعة في المؤسسة العسكرية، فإن توقيتها وحجمها والثقل القتالي للضباط الذين أُحيلوا للتقاعد، تثير تساؤلات حول ما إذا كانت مجرد تغييرات إدارية، أم خطوة محسوبة لإعادة ترتيب موازين القوة داخل الجيش وإبعاد شخصيات قد تُثير خلافات أو مواقف سياسية تهدد وحدة المؤسسة العسكرية.