أدانت القوى المدنية المتحدة "قمم" بأشد العبارات الهجوم الذي شنّته ميليشيات جيش الحركة الإسلامية على اجتماعٍ للإدارة الأهلية في منطقة المزروب بولاية شمال كردفان، والذي استُخدمت فيه طائرة مسيّرة لاستهداف رموز المجتمع والإدارة الأهلية بشكل مباشر ومتعمّد. وأسفر الهجوم عن مقتل عددٍ من القيادات البارزة، من بينهم الناظر سليمان جابر جمعة سهل، "ناظر قبيلة المجانين"، في واحدة من أكثر الحوادث دموية منذ اندلاع الصراع في الإقليم. وأوضح الناطق الرسمي باسم القوى المدنية المتحدة "قمم" عثمان عبد الرحمن سليمان، في بيان، أن هذا الاعتداء يُعدّ "جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، وتصعيداً خطيراً في نهج تمارسه ميليشيات الحركة الإسلامية بعد فشلها في تحقيق أي مكاسب ميدانية أو سياسية"، محمّلاً المجتمع الدولي المسؤولية لصمته تجاه هذه الجرائم، ومطالباً بفتح تحقيقٍ عاجل لمحاسبة مرتكبيها. وأشار إلى أن ما يسمى ب"جيش الحركة الإسلامية" قد تحوّل إلى قوةٍ خارجة عن إطار القانون، تضرب عرض الحائط بكل الأعراف والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تنظّم عمل الجيوش وتحمي المدنيين. وحمّل عثمان المسؤولية الكاملة للمجتمع الدولي عن صمته المريب إزاء الجرائم المتواصلة التي ترتكبها ميليشيا الحركة الإسلامية ضد المدنيين العُزّل في السودان، مطالباً بفتح تحقيقٍ دولي عاجل ومحاسبة المسؤولين عنها. واختتم عثمان حديثه بتقديم العزاء لأسر وذوي ضحايا مجزرة المزروب، سائلاً الله أن يتغمّد الشهداء بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان. يُذكر أن مصادر محلية أفادت بأن الطائرة المسيّرة التي استهدفت المنطقة تتبع للجيش السوداني، معتبرةً أن الهجوم جاء بشكلٍ ممنهج يهدف إلى إحداث شروخٍ اجتماعية بين المكوّنات المحلية في كردفان، وقد أسفرت العملية عن مقتل 17 شخصاً على الأقل. وتقع منطقة المزروب على بُعد نحو 40 كيلومتراً غرب منطقة بارا، و50 كيلومتراً شمال مدينة الخوي، و70 كيلومتراً من جبل أبو سنون، أي أنها تقع في مثلثٍ يتبع إدارياً لمحلية غرب بارا، وعاصمتها أم كريدوم.