يتبادر سؤالٌ إلى ذهن المتابع للشأن السوداني، فيما يخصّ طبيعة الانقسام الحالي: هل هو بين مبدئيين وانتهازيين، كما يودّ لنا بعضهم أن نعتقد، أم أنه صراع بين قوى حديثة وأخرى تقليدية، أم أنه صراع بين ثوريين واقعيين وثوريين حالمين؟ تحتمل الإجابة هذا كله، (...)
هالني منظر الجموع الأفغانية وهي تتشبث بأهداب الطائرة الأمريكية ساعية للهروب من مُسآلة تستحقها، أو من جحيم ينتظرها في ظل حكم طالبان. لم تكتف النخب الأفغانية في التواطؤ مع المستعمر، لكنها أيضاً أخلصت في تطبيق موجهاته النيوليبرالية التي لم تسع للبحث (...)
خبير الحِكمانية ومستشار التنمية العالمية
أود أن أعلق في هذا المقال على مسألة جوهرية، ذات صلة أساسية بالخلفية الاجتماعية والاقتصادية للأقلية المتنفذة في حكومة حمدوك. هؤلاء من أبناء الهامش - بل هم من فقراء الهامش- فلماذا يسعون لتطبيق سياسات اقتصادية (...)
خبير الحِكمانية ومستشار التنمية العالمية
الرئيس المؤسس لمنصة السياسات التنموية
لقد مررنا بتجربة كانت فيها الدولة الإنقاذية إحدى أدوات الفتك والتمكين الرئيسة التي تسببت في إهانة السودانيين، تشريدهم، قطع أرزاقهم، مطاردتهم، سحلهم، حتى وسمت الدولة (...)
يجب أن يتوقف السودانيون عن محاولتهم التمييز بين العسكريين والمدنيين في حكومة قوى الحرية والتعبير، فالتمييز يجب أن يكون بين الثوريين من السودانيين والمتواطئين الذين أوكلت لهم مهام معينةٌ من جهات مختلفة ومتعدّدة، لن يألوا جهداً في أدائها، حتى لو اقتضى (...)
إنّ إحتفائية 17 أغسطس تعبر عن إنتصار زائف سعت من خلاله فئة متواطئة تقنين صورة السودان القديم وإن بدت رموزه مُجهدة ومُحرجة إلاَّ أنها لن ترعوي عن محاولتها لإعادة تسويق نفسها بالتواري خلف يافطات حداثوية. كل شئ يحيل إلي وراثة المؤتمر الوطني. بدءاً (...)
"لا قيمة لإرادة السيطرة مع دون وجود وسائل لتحقيقها مادياً"
(برهان غليون)
التقيت كهلاً يعمل حمّالاً في مطار الخرطوم فاستعنت به لحمل أغراضي وأنا في طريقي لمغادر البلاد بعد زيارتي للخرطوم فور انتصار الثورة المجيدة. لم نكد نشرع في التوجه نحو المدخل حتى (...)
لا اعلم عن عبارة فَتَّحَت مغاليق الفكر عندي بشأن الاتفاقية التي أبرمتها جماعة (قحت) مع المجلس العسكري كالتي استخدمها الدكتور (صيدلاني)/ أبوالحسن مصطفى في حديثه التلفزيوني مع قناة الجزيرة مباشر(المسائية بتاريخ 6 يوليو 2109)، والتي وصفت تلكم اللحظة (...)
يجري البحث هذه الأيام في السودان عن شخصية "مستقلة" تملأ الفراغ الذي ظل شاغراً لمنصب رئيس الوزراء، والصعوبة التي تواجهها المجموعة المنوط بها تحديد هذا الشخص مرجعها، أولاً، أن هذا طبيعي، يحدث حال الانتقال من الشرعية الثورية إلي الشرعية الديمقراطية، (...)
قضية الموت لم تكن يوماً قضية الميت، وإنما قضية الباقين.. غسان كنفاني.
بدت لي البلاد كساحة عزاء كبرى، ساعة وصولي إلى الخرطوم في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي. لكنني سرعان ما أدركت أن هذه اللحظات تختلف عن المأساة، التي انتهت إليها هبّة سبتمبر 2013. (...)
قضية الموت لم تكن يوماً قضية الميت، وإنما قضية الباقين.. غسان كنفاني.
بدت لي البلاد كساحة عزاء كبرى، ساعة وصولي إلى الخرطوم في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي. لكنني سرعان ما أدركت أن هذه اللحظات تختلف عن المأساة، التي انتهت إليها هبّة سبتمبر 2013. (...)
حرصت ثورة الإنقاذ في بيانها الأول، وما تلته من بيانات علي تربيع اسم الرئيس، للتأكيد علي جهته وقبيلته وسلامة عرقه من الشوائب. وكلما أمعنوا في تلكم العصبية والعنجهية كلما انكشفت سوءتهم لأن المرء كلما بالغ في المحاولة لإثبات هويته كلما كان ذلك مدعاة (...)
جل ما يريده الإسلامييون هو التخلص من البشير وجل ما تريده المعارضة الناعمة "إسقاط النظام"، وبقية الجموع الثائرة تريد "دحر المنظومة". وقد تصطدم هاتان الغايتان، لكن الغاية الأخيرة ستحقق بالمثابرة وإدراك الكل إن الاتفاق علي الغاية أجَّل من التوافق علي (...)
انطلاقاً من واجب التقصي لأنجع السبل في إيصال الحق وانحيازا لقيم الخير والبر التي تستوجب مراجعة النفس وإلزامها ساحة الفضيلة، فإنني أكتب هذه المقالة اعتذرا مني لإخوتي في الحركات الذين ربما أصابهم "رايش الكلمات"، وأرجو أن يتقبلوا اعتذاري فهم أخوة كبار (...)
من الإشكالات التي عانت منها الدول النامية، ومن بينها السودان، الانشغال بالسياسة، بوصفها مجرد لعبة لإحراز السلطة واستدامتها. وقاد هذا التوجه إلى الانصراف عن رسم السياسات وعن الفعل الجدي في الواقع العملي لحياة الناس. ومن ينظر إلى مجمل حقبة ما بعد (...)
لا يصبح هذا الشعب المنكوب إلا على مشهد لقتلى أو تسريح الأسرى، وكلهم من جهة جغرافية محددة كادت العصابة الحاكمة أن تتهم إله الكون "بالانحياز الغبي" إذا استخدمنا عبارة Dick Cheney الذي قال بكل صفاقة هو ينوي غزو العراق إثر حوادث سبتمبر 2001، أن الإله قد (...)
توطئة للدكتور الوليد آدم مادبو
كتب الصديق والأخ الشفيق أمير صديق مقدمة فلسفية وافية عبّرت عن مكنون التسمية (نفحات الدرت) التي دارت في خلدي من حيز اللاوعي؛ أمّا الأمين كاكوم صاحب العلوم ووعاء الفهوم فقد نفذ إلي المضمون الذي تختزنه ساحة الوعي مستعيناً (...)
الطاعون ليس فقط رواية كالتي كتبها البير كامو ليستعرض فيها تاريخ مدينة (وهران) التي ضربها الطاعون، والتي نال عليها جائزة نوبل للآداب، إنما محاولة لإحداث هزة أرضية تقلب أساس البناء الفكري الذي تأسس عليه مجتمعنا المتراخي والمحتضر في آن واحد. كاد الجسد (...)
ان المثقف السوداني جبل على ثقافة المغنم (رعويا كان أم مدنيا) التي تتنافى مع مفهوم الاكتساب، فالأخيرة ترتبط ارتباطا عضويا بالأهلية والشفافية والمحاسبية وكافة طرق التصعيد المؤسسي. ميزة التدرج أنه يهيئ للشخص الاكتساب لقيم أخلاقية وفكرية ومهنية تتراكم (...)
إن الشخصية السودانية تمثل اشكالا للنهضة القومية هو اشبه بالأحلام المزعجة التي تؤرق الشخص في منامه، فلا هو قادر على طردها كي يهنأ بمنامه ولا هو مالك للجرأة اللازمة للإقرار بها حال اليقظة — ريثما يتخذ من التدابير ما يعينه على التخلص منها في المستقبل. (...)
الصمدية
(قصيدة نثرية بمناسبة السنة الهجرية)
دكتور الوليد آدم مادبو
الفنانة التشكيلية السعودية
أمينة الناصر
........
المح شيخا يتقدم الصفوف متأنيا
وجلا يصطف لصلاة الفجر بالحرم
لا يفرغ الأمام حتى يكون
قد نشر سجادته منتظرا الشروق
يشهد المسلمين في (...)
(3/3)
يعتبر جاك ديريدا أن من العسير الفصل بين الكتابة والاستمناء، فهذان حسب ما يورد فرح جبر في صفحته الاسفيرية "يخترقان المحظور وتتم معايشتهما في إطار الشعور بالذنب." بيد أنه نوع من الذنب ليس منشأه الفطرة، إنما العبرة بمن تسول له نفسه الخروج على (...)
استهلال المقال السابق بأكثر أجزائه صدمة كان مغامرة جريئة اردت ان اجري من خلالها مساومة بارعة مع القارئ "المتحفظ"، الذي لربما أشعرته في نهايتها (هذا إذا كان قد أكمل المقال، ولم يكتف بتمريره كإحدى الشمارات التي اعتاد السودانيون تناولها في ساحة التواصل (...)
لم يتعرف السودانيون على الجنس يوم أن تعرفوا عليه إلا كمشروع "للنياكة." هذا اللفظ لفظ شرعي اكتسى بدلالة معنوية شائهه ادرجته تحت طائلة البذاءة اللغوية التي تصف فعلا يتخطي بشرية الانسان وادميته الي البُضع ويستخدم غالباً في حالات التحلل الظرفي (...)