*بدأت تجربة الاحتراف في السودان عام 1984 عندما استقدم الهلال بازي التنزاني وتتالت بعد ذلك عملية استجلاب المحترفين للهلال والمريخ وكانت الأعداد مهولة فهل تصدق عزيزي القارئ أن الهلال والمريخ استجلبا حوالي 80 محترفاً حتى عام 2012 وغادر معظمهم وهل تصدق أن بعض المحترفين كانوا مصابين لحظة تسجيلهم وبعض اللاعبين اكتفوا بفترة الثلاثة أشهر ولم تستفد منهم القمة أي فائدة حتى أن بعض المحترفين لم يغادروا دكة البدلاء منذ تسجيلهم فدلوني على محترف واحد في العالمين العربي والافريقي يجلس على دكة البدلاء فهذا ليس بمحترف على الإطلاق فالمحترف لايرضى على الإطلاق بالجلوس في دكة البدلاء وإنما يسعى ليفرض نفسه ضمن التشكيلة الأساسية لأنه إذا كانت لديه ثقة في نفسه فإنه سوف يصنع الفارق. *مرت السنوات ومرت تجربة الاحتراف بالعديد من المطبات والنتائج التي تحققت صفر كبير على الشمال والغريب في الأمر أن سيناريو المحترفين ظل مكررًا كل عام فنشاهد العجب العجاب الاستقبالات الحاشدة بالمطار حتى يضطرب المحترف ويفتح فمه مندهشاً من هذا الذي حدث له؟ وهذا أيضاً يخلق عامل نفسي خطير في نفسية اللاعب الذي يحس بينه وبين نفسه بأنه مطالب برد الدين لهذه الجماهير الوفية التي حرصت على استقباله بالمطار وبصورة مدهشة فانتقل صاحبنا إلى عالم الشهرة بين ليلة وضحاها نأتي لمسألة أخرى وهي الاختبارات التي تجريها الأندية للمحترفين فهي مسألة مضحكة تجري بالاستادات ولاتتخطى استلام الكرة وتمريرها وإظهار المهارات في المراوغة والتهديف والتسديدات القوية.. وبعد انتهاء الاختبارات يقوم النادي بإجراء الكشف الطبي على المحترف بأحد المستشفيات الكبيرة وتتحدث الصحف عن الصفقة الكبرى واللاعب المحترف الفلتة والصورة مع المشجعين والإداريين وينخرط المحترف في تمارين فريقه ويقدم تابلوهات رائعة في المران جعلته محل إشادة الصحف التي تتحدث عن المحترف الفلتة وتمنى جماهير الفريق نفسها بمشاهدة المحترف في أي مباراة قادمة لتتفاجأ الجماهير بأن مستوى المحترف عادي، بل أفضل منه اللاعب الوطني بكثير وتتحسر الجماهير على الكذبة الكبرى التي ألمت بها وتصاب بخيبة أمل كبيرة وللأسف الشديد تتكرر الماسأة في العام الذي يليه والغريب أن الإدارات والجماهير تشرب المقلب ولكنها تعود لعاداتها القديمة وتستقبل المحترفين بالمطار مرة أخرى ولكن في النهاية يتضح أن الجمهور يشرب المقلب مئات المرات ولايتعظ من التجارب.. والغريب أن الجماهير أيضاً تعود مرة أخرى للمطار وتستقبل المحترفين. عرف المحترفين من أين تؤكل الكتف فاستفادوا من تطبيق قانون الفيفا ولجأوا إليها وكسبوا آلاف الدولارات وخسرت الأندية ولم تصل لأي طموحات ولم تنل بطاقات التتويج.. والغريب في الأمر أن الاحتراف امتد لجميع الأندية صغيرها وكبيرها حتى نجد أندية درجة ثانية في منطقة نائية لديها محترفين يمارسون نشاطهم مع هذه الأندية . ولا أدري ماسر الهجمة الاحترافية على بلادنا والغريب أن وكلاء اللاعبين يرشحون اللاعبين كبار في السن وبعضهم مصاب والآخر استغنى فريقه عن خدماته بعد أن قضى فترة طويلة مع ناديه ولكن يود أن يدخل في تجربة احترافية جديدة تدر له عائدًا مالياً كبيراً والذين يتحدثون عن أن المحترفين قد غيروا خارطة الكرة السودانية فهذا حديث مردود ولا أساس له من الصحة فالمحترفين خلقوا مشاكل مع اللاعبين الوطنيين الذين أحسوا بالغبن تجاه مايصرفه المحترفين من مبالغ طائلة بالعملة الحرة وهم يصرفون بالعملة المحلية ومرتباتهم ضئيلة ولايمكن مقارنتها بما يتغاضاه المحترف، كما أن الهلال قد وصل لنهائي البطولة الافريقية للأندية مرتين عامي 87 و 1992 الأولى أمام الأهلي القاهري والثانية أمام الوداد المغربي بلا محترفين والمريخ حقق كأس مانديلا عام 1989 بلا محترفين أيضًا فماذا فعل المحترفين بالهلال والمريخ، لاشئ يذكر، فيا أهل القمة اديروا ملفات الاحتراف بكفاءة احترافية واستجلبوا الخبراء من الخارج عسى أن يفيدوكم في هذه التجربة ولكن يبدو أنه لاحياة لمن تنادي. *آخر الاشتات تعجبني رائعة الفنان السفير عبدالكريم الكابلي التي تقول: أغلى من لؤلؤة بضه صيدت من شط البحرين لحن يروي مصرع فضه ذات العينين الطيبتين كتراب الحقل كحفنة ماء كعناق صديقين عزيزين