- في كل عام نخطئ في تقديراتنا ونسير في الدرب الأعوج مع علمنا المسبق أننا على خطأ لكننا لانتعظ ولا نتعلم من أخطاء الماضي ونواصل ولا نلقي للأمر أي أهمية، فقط نتذمر ونصب جام غضبنا على سوء الأوضاع والأحوال وننسى متعمدين أنها من صنع أنفسنا. - يعلم القاصي والداني أن بنهاية آخر يوم في رمضان يعقبه مباشرة عيد الفطر ومن المفترض وهذا شئ طبيعي أن تبدأ الأسر تجهيزاتها مبكراً لاستقبال العيد لتتفادي جملة أشياء من بينها الزحام وضيق الوقت وغلا الأسعار خاصة مع اقتراب العيد بأيام قليلة ، لكن مايحدث في السودان هو العكس تماماً ولا أدري أين الحكمة في ذلك . - يدور الحديث كثيراً عن الغلاء الباهظ للأسعار في العيد ويرمون اللوم على التجار ويوصفون بالطمع والجشع وغيره إلا أن الحقيقة واضحة للجميع إلا من أراد خلاف ذلك فنحن ياسادتي بكل بساطة نهيئ ونجهز أنفسنا ونقدمها للتجار مائدة فاخرة جاهزة للأكل بشراهة وهذه إحدى سذاجاتنا وقمة غبائنا . - لماذا نرفض أن نشتري مستلزماتنا العيدية قبل وقت كافي بأثمان رخيصة جدًا ثم نأتي بعد ذلك ونشتريها قبل العيد بيوم أو يومين بأضعاف مضاعفة من الأسعار تقشعر لها الأبدان ومجبر أخاك لابطل على شرائها . - وليس زيد ببعيد عن عبيد فنفس الأمر ينطبق على كرة القدم عندنا في السودان ولا أعرف بالضبط أين مكمن السر في ذلك ومن الشاطر الذي أشار لتلك النوعية من المعاملات مع المناسبات الدينية والاجتماعية والرياضية؟ وهل يكمن السر في عقليتنا المحبة للضيق والزحام أم هي عامل وراثي من الآباء والأجداد القدماء وأن كان كذلك فبئس الورثة . - ففي كل موسم تعلم أنديتنا جيدًا أنها على مشارف دوريات ومسابقات، ومن الطبيعي الإعداد المبكر لها نفسياً وبدنياً وفنياً، لكن وعلى شاكلة أعيادنا تماماً لاتتحرك أنديتنا للمعسكرات والإعداد إلا قبل انطلاق الدوري بأسبوع أو اثنين، وأخص هنا الهلاريخ لأنهم دائمو المشاركة الأفريقية، وعندما تحين ساعة الجد تظهر فوارق الإعداد وتودع أنديتنا البطولات مبكرًا إلا نشاذ قليل، ونأتي بنهاية كل موسم نبكي على اللبن المسكوب دون أخذ عظة أو عبره مما سبق . فمن القاتل ومن المقتول ، من الظالم ومن المظلوم رؤية أخيرة : - ليس من حقنا أن نلقي اللوم على التجار بحجة غلاء الأسعار في أيام العيد، لأننا بكل بساطة ياسادة من يساعدهم على ذلك بعدم شراء مستلزمات العيد قبل وقت كافي بأسعار زهيدة والغريب أنها نفس الأشياء، فقط يرتفع سعرها كلما اقترب العيد ، واحسبوها صاح تلقونا غلطانين . - وإذا أردنا لرياضتنا السودانية عموماً وكرة القدم خصوصاً مزيدًا من التقدم وحصد الكؤوس الخارجية علينا أن نجلس مع أنفسنا ونعالج كثير من الإشكاليات والتي من ضمنها ضيق فترة الإعداد، وغالباً مايكون ضررها أكبر من نفعها . - في الختام خالص التحايا والأمنيات القلبية الصادقة للأمة الإسلامية والشعب السوداني بعيد فطر مبارك وأن يعود علينا بالخير واليمن والبركات، وأن يجدنا في قادم السنين قد استفدنا من أخطائنا المتمثلة في استعداداتنا العيدية والكروية . دمتم بخير ولو حيين بنتلاقى 0923755775