هناك أندية عالمية قوامها الأساسي من الأجانب ومع ذلك لم تتضرر منتخباتها
* كتب :عبدالرحمن أبوريدة * ارتفع طموح أندية الدوري الممتاز بعد أن أتيحت لها فرصة المشاركة في بطولة الاتحاد الأفريقي (الكونفيدرالية ) لاسيما صاحبا المركزين الثالث والرابع، ولذلك تغيَّرت نظرة قادة هذه الأندية، فالتطلعات باتت أكبر من تفادي شبح الهبوط أو الثبات,فهذه الأندية لاتقل عن الهلال والمريخ في شئ فتملك المال وتملك الفكر وتستعين بإدارات مؤهلة جداً ،وإذا نظرنا إلى الأندية التي تشارك معها في الكونفيدرالية هي أيضاً متمكنة، وتملك القوة البشرية والمادية ، فكان لابد أن يرتفع سقف الطموحات طالما أنها تشارك باسم السودان وتسعى لرفعة اسمه في المحافل الدولية بما أنها منحت فرصة المشاركة في البطولة الثانية للاتحاد الأفريقي . * الاحتراف يضيف أكثر مما يخصم أضحى وجود محترفين من العيار الثقيل في الأندية ضرورة من الضروريات، وبما أن هذه الفرق تسعى للحصول على البطولات الخارجية ، فلذلك لابد من الإستعانة بهم لتحقيق الأهداف المرجوة، فحتى الأندية الكبرى على مستوى العالم يغلب على تشكيلها الأساسي المحترفين الأجانب، فمثلآ ريال مدريد يضم بين صفوفه الهداف الأول للفرقة هو البرتغالي كريستيانو رونالدو، والويلزي غاريث بيل , والفرنسي كريم بنزيمه والكرواتي مودريتش، وكذلك برشلونة الأسباني واحد من ألمع نجومه هو الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار ،أضف إلى ذلك شلسي وارسنال معظم الذين تضمهم صفوف الفريق ليس من إنجلترا * ولكن الإحتراف في السودان يحتاج إلى بعض التقنين ، ويجب أن تبحث الأندية عن المحترفين الصغار في السن الذين يملكون الموهبة التي تشكل إضافة للكرة السودانية، ويمكن أن يستفيد منهم أيضاً المنتخب الوطني في حال منحهم الجنسية السودانية . * محترفون كانت لهم بصمة في الدوري السوداني * معظم الذين ينتقدون الاحتراف في السودان يتحدثون فقط عن المحترفين الذين لم يوفقوا في تجاربهم مع الأندية، في حين أن هناك أجانب مميزون استطاعوا أن يشكِّلوا علامة بارزة في مسيرة العملاقين، ففي العام 2007 الذي يعتبر من أنضر مواسم الهلال وأجملها، حيث تمكن من مقارعة أندية عريقة وحقق انتصارات عريضة على فرق لها وزنها مثل: الأهلي القاهري والنجم الساحلي التونسي وعملاق باب سويقة الترجي التونسي، وكل ذلك كان بفضل المحترفين الذين تواجدوا في الفرقة الزرقاء مثل النيجيريان كلتشي ، قودين، يوسف محمد ،إضافة إلى الموزمبيقي داريوكان قلب الدفاع ، فمن يمكنه أن ينسى ذلك الموسم أو ينكر الدور الكبير الذي لعبه هؤلاء في تطور شكل الهلال حينها، وبفضلهم أصبح الهلال واحداً من الأندية المهابة في أفريقيا ، وكذلك الزيمبابوي إدواردو ساومبا الذي كان هدافاً للهلال في بطولتي الأبطال والكونفيدرالية وهو الوحيد الذي استطاع أن يهزم مازيمبي في عقر داره ووسط جمهوره وكسر الرقم القياسي الذي تجاوز قرابة العشرين عاماً لم يهزم مازيمبي في أرضه، وهذه الهزيمة بدون شك سجلت باسم الهلال وبمساهمة سادومبا ، فكيف يقال: إن المحترفين أضروا بالكرة السودانية ؟وأيضاً في المريخ كان الراحل إيداهور واحد من أميز المهاجمين الذين مروا على القلعة الحمراء إلى يومنا هذا ، وفي ظل وجود هؤلاء اللاعبين الأجانب برز هيثم طمبل، مدثر كاريكا وبكري المدينة، فالمشكلة ليست في المحترفين الذين من دون شك استفادت منهم الأندية ولاعبينا، ورفعوا من مستوى المنافسة، وأي تجربة معرضة للفشل أو النجاح ،ولا ننكر فشل بعضهم، ولكن هناك من فرض نفسه وساهم ولو بالقدر اليسير مع تلك الأندية التي عملت على استجلابهم . * مشكلة الكرة السودانية في الإدارة العشوائية وعدم التخطيط * التخطيط السليم دائماً يقود للنجاح ومايعاب على إدارتنا في الأندية السودانية أنها لا تولي مسألة التخطيط أي اهتمام ،فهناك خطة طويلة المدى وقصيرة المدى ومتوسطة المدى، فمن كل واحدة منهما تستطيع أن تحقق نجاحاً تلو الأخر، فمثلاً إدارة الترجي التونسي وبعد الهزايم المرة التي تعرض لها الفريق في موسم 2007 في الأبطال وفي الدوري كان من ضمن خطتهم الطويلة المدى الفوز بكأس الأبطال في العام 2013م، وساروا على ذلك النهج ، فقبل حلول 2013 استطاع الترجي أن يحقق كأس بطال في العام 2011 م، ففي الأندية والمنتخب ليس هناك تخطيطاً، فكل حاجة متروكة للظروف والصدفة وإلا لما خرج المنتخب من تصفيات الكان بتلك الهزائم المريرة، فالعشوائية تبدأ من اختيار المنتخب وإعداده والطريقة التي يسافر بها لأداء مبارياته، فكأن هذه الأشياء تأتي فجأة بدون سابق انذار، فالاتحاد يعلم أن المنتخب مشارك في التصفيات ولكن هل جهزوا كل المعينات التي تساعد المنتخب لبلوغ تلك النهائيات. * مدرسة الهلال السنية خطوة في الطريق الصحيح * خطوة جميلة من مجلس الهلال وهو يخطط للمستقبل بإنشاء المدرسة السنية لنادي الهلال ، فكل الأندية إذا كانت تفكر بهذا المستوى لما احتاجت لأي محترف من الخارج ، فالمليارات التي تصرف على المحترفين وبقليل من الصبر على هؤلاء الصغار يمكن أن تصبح كل الطموحات والأماني واقعاً معاشاً , الجيل الحالي من اللاعبين لايمكنه تحقيق أي شئ للكرة السودانية وقد أثبتت التجارب ذلك والتفكير في بناء جيل متسلح بالعلم ومشبع بحب كرة القدم منذ نعومة الأظافر وتعلمها على أيدي خبراء في هذه اللعبة فالمستقبل أكيد زاهر للكرة السودانية، والمنتخب القطري خير دليل على مهارة اللاعب السوداني، فقط يحتاج للرعاية والاهتمام وتوفير معينات النجاح . * خلاصة القول: إن الاحتراف عمره لم يكون عائقاً على المنتخبات الوطنية ،فكثير من الدول لها عدد خرافي من المحترفين ولها منتخبات مميزة مثل أسبانيا وفرنسا وغيرها من الدول