*قبل الدخول في الموضوع، أزجي الشكر للزميل العزيز طلال مدثر رئيس تحرير هذه الصحيفة، لدعوته الكريمة للإطلالة والعودة للكتابة في السودان، وإن تأخرت هذه الاطلالة بسبب زحمة العمل في بطولة آسيا التي تقام حاليا في استراليا واختلاف ساعات اليوم التي جعلت الليل هنا في مدينة "بريزبن" نهارا في الخرطوم والعكس صحيح، ولكن كما يقولون أن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي. *صعوبة كبيرة يواجهها الشخص في التكيف على الساعة البايولوجية، ولكن يبقى العزاء في سهولة التعرف على كل صغيرة وكبيرة لحظة بلحظة في عصر أصبح فيه العالم بين يديك، هذه الميزة العصرية جعلتنا نتابع ما يدور في الساحة الرياضية عن قرب فأخبار الهلال في الفجيرة والعين ودبي تنافس سرعة الصوت انتشارا في الفضاء "الاسفيري"، كما هو حال بعثة المريخ في الدوحة، والشيء نفسه ينطبق على تفاصيل الأحداث الأخرى. *أكثر ما يلفت النظر وسط هذا الزخم الكثيف للشأن الرياضي في السودان، ان الوضع لا يعدو أن يكون كتابا قديما نطالعه مع بداية كل موسم، فالأحداث هي .. هي، لا جديد يذكر، ولا قديم تُصحح فيه الأخطاء، فمريخ الدوحة 2015، هو نفسه المريخ الذي خرج من الدور التمهيدي الافريقي العام الماضي بعد معسكر الدوحة، وتم تعليق الفشل على شماعة المدرب "كروجر" بلا حياء في وقت وجد فيه المدرب نفسه مجبرا على تنفيذ برنامج اعداد ومباريات ودية حددها غيره، لم يختلف الوضع هذا العام ان لم يكن أسوأ منه، فالجهاز الفني وجد نفسه مجبرا على تنفيذ برنامج اعداد حدده غيره بالعودة من القاهرة للخرطوم ثم السفر منها للدوحة لخوض تجربة ل "الشوو" مع شالكة الالماني وكانت النتيجة فشل في توفير تجارب حقيقية يستفيد منها الفريق وليس أصحاب القرار، قبل أن يتدخل المحبين من أنصار النادي في الدوحة لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وحتى تجربة "الشوو" مع شاكلة كانت في طريقها للفشل لولا "الجرسة" الإدارية التي حدثت على مستوى رفيع لتنظيم المباراة حتى لو في إحدى الساحات على الهواء الطلق. *الوضع في الهلال بالإمارات، ربما يكون أفضل حالاً، ولكن هذه الأفضلية صنعتها الصدفة، فالبعثة حضرت لمعسكر الفجيرة دون ترتيب مسبق لتوفير تجارب محددة، فشاهدت بنفسي كيف كان يتم الاعتذار لمن يذهب هنا وهناك لتنظيم مباراة ودية، ولكن لأن الإمارات بلد تستقطب كثير من الفرق التي تقيم معسكراتها في هذه الفترة، صنعت الصدفة تنظيم مباراتين مع العربي الكويتي والفريق الروسي ثم صدفة ثانية، جعلت نادي الوصل يفكر في الاستفادة من شغف جمهور الهلال بفريقه فتم تنظيم مباراة اعتزال لنجمه ناصر خميس المعتزل قبل أكثر من 15 عاما. *هذا هو أهم عمل يفترض تنفيذه لتحضير فريقي الهلال والمريخ للموسم الجديد، تضخيم لفترة الاعداد بشكل غريب جدا، والأغرب من ذلك تصوير بعض الأشخاص كما لو كانوا صنّاع المستحيل وهم أُس البلاء والاخفاق. آراء في كلمات *30 ألف ريال دفعها المريخ كي يستأجر كاميرات فيديو لتسجيل مباراة شالكة وتقديمها هدية لقناة النيل الأزرق. *ليست هناك حسرة على هذا المبلغ الذي يهدر المريخ أضعافه، ولكن للنادي الكبير هيبته. *مشكلة المريخ تبقى مستمرة طالما فريق الكرة يدفع ثمن الأخطاء المكررة ولا أحد يجرؤ على التصحيح. *من يقول "لا" فهو معارض حتى وإن كان رأيه صحيحا، فالمهم تنفيذ ما يريده رئيس النادي. *كروجر كان ضحية العام الماضي، واختيار ضحية جديد هذا العام لن يكون صعبا. *ليس تشاؤما، أن نتوقع اخفاق الهلال والمريخ وكل فرقنا في المشاركات الخارجية هذا العام، فالجواب من عنوانه. *العنوان المقصود هو اتحاد الكرة العام، فالأخطاء في الأندية كوم، وأخطاء هذا الاتحاد كوم آخر. *أسوأ اتحاد مر على تاريخ الكرة السودانية، أقل وصف للتركيبة الحالية للاتحاد. *سنعود للحديث بتفصيل عن الطريقة التي يدير بها الاتحاد عمله وأودت بالكرة السودانية للمجهول. ياسر قاسم [email protected]