*بغض النظر عن "الكلفتة" التي نظم بها الاتحاد العام مع وزارة الشباب والرياضة مباراة اليوم، تبقى مباريات هلال مريخ جاذبة لجمهور الناديين، ولكن أكثر ما يخيفنا هو العمل خلف الكواليس لتحديد نتيجة المباراة مسبقا كي تنتهي بالتعادل وينفض السامر، هذه المخاوف سببها الشروط الغريبة التي أقرتها اللجنة الخاصة بتنظيم المباراة ومن بينها اسقاط أي عقوبات سابقة على اللاعبين وإلغاء البطاقات الخاصة بمباراة اليوم من إنذارات وطرد "يعني المباراة أشبه بدافوري الحلة". *ربما تكون هذه الشروط مطلب لإدارتي الناديين مقابل الموافقة على اللعب، ولكن الموافقة عليها بهذه السهولة ووضعها ضمن لائحة خاصة بالمباراة، يفتح الباب للخروج عن النص من جانب اللاعبين أو المدربين وغيرهم من منسوبي الناديين، فكيف يكون الحال ان اعتدى لاعب على الحكم أو على لاعب منافس وغيرها من أشكال التصرفات الخارجة عن النص في مثل هذه المباريات؟ *إننا نرثى لحال الاتحاد العام وهو يذهب بالفوضى، أكثر مما نتخيل فالموافقة في حد ذاتها على تخصيص لائحة للمباراة خارج عن إطار النظم واللوائح التي تحكم مباريات كرة القدم، يمثل في حد ذاته تصرفا غير مقبولا لاتحاد يفترض فيه أن يكون حاميا لقوانين اللعبة وقبل ذلك حاميا لسلامة الجميع، كيف تضمن اللجنة التي أصدرت هذه اللائحة الا يتصرف لاعبا بطريقة خارجة عن السلوك الرياضي؟ *ان المباراة بهذه اللائحة الغريبة، ستجر على الاتحاد العام، كثير من المشاكل وربما الأزمات، ان خرج أحد أو مجموعة من اللاعبين عن النص، فلا سلطة هنا لمعاقبته طالما اللائحة أقرت ان المباراة مثلها مثل "دافوري في الحلة". *المهم اننا أمام مباراة قمة، أراد لها الاتحاد العام أن تكون مسخا مشوها تحت حجة الاحتفال بعيد الاستقلال، وما علينا غير الانتظار لنرى ما يحدث عشية اليوم. *الواضح من وضع الفريقين، ان الحظوظ متساوية بينهما لكونها أول مباراة محلية في الموسم، فلا أحد يستطيع القطع بقوة فريقه طالما نحن في مرحلة إعداد ولم نر اختبارا حقيقيا لأي طرف، فالمباريات الودية التي خاضها المريخ في قطر والهلال في الامارات، لا تهم كثيرا في تحديد من هو الأقوى وهي ليست مقياسا حقيقيا بقدر ما هي تجارب تهم مدرب كل فريق. *ربما يكون الوضع أفضل للمريخ في وجود المدرب غارزيتو صاحب التجربة السابقة مع الهلال فهو يعرف عن منافسه أكثر مما يعرفه البلجيكي باتريك مدرب الهلال عن المريخ، ولكن هذه الأفضلية مرتبطة بقدرة اللاعبين على تنفيذ ما يريده المدرب، وحداثة عهد البلجيكي باتريك بالكرة السودانية ربما تكون دافعا له لوضع بصمته من أول مباراة قمة، وكثير من المدربين الجدد نجحوا في مثل هذه المواقف ويعضد من ذلك حالة "الارتباك" التي سيكون عليها الجهاز الفني للمريخ بعد رحيل المدرب برهان تية فبرهان هو الأقدر على نقل التقييم الصحيح للاعبي المريخ للمدرب غارزيتو الذي يبدو انه كابر كثيرا بوضع العراقيل أمام برهان تية. *بالنسبة للاعبي الفريقين، فالمباراة صعبة للجدد فالجمهور عاطفي لا يقتنع بكونها مباراة ودية، من يفشل فيها سيكون حظه سيئا ولن يثق فيه الجمهور بسهولة مستقبلا وربما تكتب مثل هذه المباريات شهادة الفشل تماما كما حدث للاعبين كثيرين من قبل، وبالتأكيد لا نقر مثل هذه الاحكام المتسرعة للجمهور ولكن هذا هو الواقع الذي نعيشه في الكرة السودانية ولا مفر منه، وعلى الذين ارتضوا تنظيم مباراة بهذا الحجم قبل بداية اللعب التنافسي تحمل تبعاتها، فالجمهور لا يقبل الخسارة اطلاقا ناهيك أن تأتي في مباراة قمة وفي ظل تعصب غير محدود. *كل ما ذكرناه سابقا، هو حديث الورق، والملعب له حديثه المختلف، وربما تكون اللجنة المكلفة بالمباراة احتاطت لكل شيء بما فيه النتيجة، لا سيما وهي ترفض الحسم بأي من اشكال قانون كرة القدم المعروف واختارت الحسم بالقرعة عند التعادل. آراء في كلمات *لائحة الفوز بالقرعة 6 شهور هنا و6 شهور هناك، تم ابتداعها في مباريات درع الانقاذ وهي بدعة خصمت كثيرا من تلك المباريات فلم يعد أحد يتذكرها. *الاصرار على حسم المباراة بالقرعة عند التعادل، يرجح الاتفاق المسبق، ونتمنى أن تخيب قراءتنا رأفة بالجمهور المسكين. *من الظلم أن يأتي الجمهور للمباراة ويكون الفريقان متفقان على النتيجة، فالوضع أشبه بالتمثيل القبيح. *التلفزيون القومي كسب التحدي بتلفزة المباراة مجانا لأن الاتحاد العام أضعف في الدفاع عن حقوقه وحقوق أنديته. *تعلل التلفزيون بوجود رئيس الجمهورية ضيف شرف في المباراة لا علاقة له بدفع قيمة نقل المباراة. *في وجود رئيس الجمهورية يفترض أن يدفع التلفزيون غصبا عنه وليس العكس بنقله المباراة مجانا غصبا عن الاتحاد. [email protected]