لاعب ميال للخشونة في أدائه ، ويكفي أنه في موسم 2009 توقف ثلاث مرات بفضل البطاقات الملونة المتراكمة من روابط ناشئي بورتسودان كانت انطلاقته، وتحديداً رابطة مايو، والتي انتقل منها إلى نجوم وسط المدينة، مقابل "مخبازة" كما قال في إحدى حواراته المثيرة للجدل، والتي تعتبر أول حافز ناله في مشوار الكرة، وبعدها انتقل إلى مريخ بورتسودان بعد أن اكتشفه كابتن حمودة الثغر والمرحوم المرضي مقابل أربعة ملايين من الجنيهات والتي قال عنها بله إنه "فكر يخلي الكورة بعدها"، ومن ثم انتقل إلى المريخ في موسم 2007 ليكون اللاعب الأكثر دهشة وإثارة من خلال ثقته الطاغية بنفسه وصاحب الاسم الأكثر تداولاً في الصحف والمواقع الإسفيرية. بله جابر نجم الطرف الأيمن في المريخ والمنتخب الوطني، الذي غادر الكشوفات الحمراء أمس الأول بعد رحلة طويلة مع المريخ، شارك معه في كل المناسبات ولم يغب إلا لظروف قاهرة، أو خلافات مع المدربين، ولكنه كان الكرت الأساسي في تشكيلة كل المدربين الذين تعاقبوا على المريخ حتى أطلق عليه لقب قطار الشرق السريع لما يمتاز به من سرعة وقوة، ولعل مغادرته كانت مفاجئة له، إلى جانب زميله الباشا، اللذان منع المال إعادة قيدهما في الكشف الأحمر، وانتظرا الوعود ثم خرجا من مولد التسجيلات بلا حمص.
الأكثر مشاركة نال اللاعب بله جابر لقب الأكثر مشاركة مع المريخ في أكثر من موسم منذ دخوله الكشف الأحمر، وظل رقماً يصعب تجاوزه لكل المدربين الذين تعاقبوا على الأحمر باستثناء غارزيتو، بله جابر شارك في كل مباريات المريخ تقريباً إلا بدواعي الإيقاف أو الإصابة، وبالرغم من وظيفته في الطرف الأيمن للمريخ إلا أنه ساهم بتسجيل 4 أهداف مع فريقه في الدوري المحلي أمام مريخ وهلال الفاشر والأمل عطبرة ولكن يبقى هدفه الأبرز في شباك النسور في موسم 2011 والذي أنقذ المريخ من ورطة كبيرة وأهداه النقاط الثلاث، فيما يبقى هدفه في شباك شالكة من ركلة جزاء هو الأميز في مشواره الكروي.
بله جوز.. والبطاقات الملونة كان طبيعياً أن يكون اللقب مرتبطاً بالبطاقات الملونة كونه لاعب ميال للخشونة في أدائه، ولا نبالغ إن قلنا إنه أكثر اللاعبين نيلاً للبطاقات الملونة والأكثر توقفاً بها، ويكفي أنه في موسم 2009 توقف ثلاث مرات بفضل البطاقات الملونة المتراكمة والتي كادت أن تعصف بنتيجة الفريق أمام هلال الساحل، في الشكوى التي قدمها الساحلي حينذاك، ولعل أشهر بطاقة حمراء نالها بله جابر كانت في مباراة القمة في موسم 2010 حين تم طرده هو والمعز محجوب بالبطاقة الحمراء، ولم تكن المشكلة في غزارة البطاقات التي ينالها بله، ولكن كونه ينالها في مراحل حاسمة ومباريات مهمة ومؤثرة لذلك كانت جماهير المريخ ناقمة على البطاقات الملونة التي ينالها قطار الشرق السريع.
صاحب التصريحات الأكثر تداولاً المقربون من قطار الشرق السريع يؤكدون أن بله جابر صاحب ردود لاذعة جداً، ولا يفكر كثيراً في عبارات الرد التي يطلقها لسائليه، لذلك كانت حوارات بله جابر في الصحف هي الأكثر بقاءً وتداولاً لأنه يقول فيها ما يجيش في خاطره دون تزيين أو تجميل، ولعل الخاسر الأكبر من مغادرة بله جابر للمريخ هي الصحف التي كانت تجد مادة دسمة تتداولها الأسافير لسنوات، ولعل أبرز تصريحات بله ما قاله بعد مباراة المريخ وبايرن ميونخ في الدوحة حين قال: "أنا أفضل ظهير أيمن في السودان وأفريقيا وأقارن نفسي بنجوم بايرن ميونخ" وهو التصريح الذي تناقلته الجماهير بشيء من الدهشة والسخرية، ولم يكتف بله جابر بذلك بل واصل بقوله "ما يفعله لاعبو البافاري لا يعجزني.. وراوغت ريبري أكثر من مرة في المباراة التاريخية"، ثم يمضي ليقول معتزاً بنفسه " هناك فرق (بسيط) بيني ونجوم البايرن.. وعندما أتحدث عن أفضليتي وتميزي لا ادّعي"، وحين سئل بله جابر ذات حوار عن انتقاله للهلال رد ساخراً: "في زول عاقل يخلي بوفيه المريخ المفتوح ويسك ساندوتشات الهلال"، وهو التصريح الذي أثار حفيظة الجماهير الزرقاء حينها، ليغادر بله المريخ الآن إلى المجهول.
أطرف اتهام للزومة اتهم بله جابر موسى الزومة بتسببه في حالة الفلس التي يعيشها، وتوقف العمل في مواصلة بناء منزله، وبرر بله ذلك من خلال خبر تناولته الصحف حينذاك حين ذكرت صحيفة "حكايات" خبراً مفاده " اتهم نجم المريخ بله جابر زميله موسى الزومة بأنه سبب (الفلس) الذي يعيشه حالياً على خلفية إهدار الزومة لإحدى ركلات الجزاء في مباراة الفريق الأخيرة أمام إنتركلوب الانغولي، واعتبر بله جابر خلال مداعبات بينه وزميله موسى الزومة وسط عدد كبير من اللاعبين،أن موسى الزومة عطل وأوقف (بنيان) منزله باعتبار أن إهداره لركلة الجزاء حرم الفريق من التأهل وبالتالي لم يكن هناك حافزاً مالياً.
آخر الطريق وصل قطار الشرق السريع بله جابر إلى آخر محطاته مع المريخ، في هدوء تام وبلا ضجة مثل تلك التي صاحبت تسجيله وانتقاله إلى الأحمر، ولعل بله جابر كان قريباً من عدد الأندية الولائية التي طلبت خدماته، ولكنه ركن إلى وعود مجلس التسيير بإعادة قيده، ومطالبته بالانتظار حتى تتم المخالصة، ليقف المال عقبة أيضاً في طريق إخلاء خانات لاعبين غير مرغوب فيهم، ليفقد المريخ نجمين، ويدخل مغامرة الموسم الجديد بربع قوة وبدون مال..!!