لا أذيعكم سرا إن قلت لكم أنني قررت تغيير هاتفي النقال بآخر جديد , بل أنني بدأت فعلا في تنفيذ هذا القرار , دفعت جزء من ثمن الهاتف وأسعى ل(مجازفة ) متبقي المبلغ, أحد أصحابي وعدني بتسليفي بقية المبلغ , إعتذرت له وقلت معليش يا صاحبي عارفك طالع من (ضحية ) لكن كلنا (ضحايا) خروف العيد وسعره (الخروفي) لكن إنت لو ما وقفت مع صاحبك في هذا الموقف الصعب الفايدة شنو ..!!! قد يقول بعضكم , وأين هو الموقف الصعب بالله عليك يا (كي بورد ) , و ما الداعي لشراء هاتف جديد في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها (الجيب السوداني ) !! ولهؤلاء أقول أن ما حملني للقيام بهذه (المجازفة ) تلك الحملة الإعلامية الكبرى التي حفلت بها الصحف الرياضية في الأيام الماضية والتي تتحدث عن هذا الهاتف , حملة لم تدفع مقابلها الشركة المالكة للعلامة التجارية للهاتف أو وكيلها ولا حتى (تعريفة حمراء ) لهذه الصحف التي فتحت صفحاتها المخصصة للأخبار والمتابعات , بل حتى أعمدة الرأي التي لعدد من كبار الكتاب الرياضيين ( عمرا في الكتابة ) كانت مفتوحة لهذه الحملة الدعائية (المجانية ) التي ضاهت في فعاليتها الحملات الدعائية التي صرفت عليها الشركة المصنعة للهاتف ملايين الدولارات دفعتها لقنوات إم بي سي و قنوات دبي والجزيرة وروتانا وغيرها من كبريات القنوات الفضائية والدليل على فعالية تلك الدعاية المجانية التي حفلت بها صحفنا الرياضية و كان سببها حكام مباراة هلال مريخ وما حملته أيديهم من أجهزة هاتف سيار حديثة هو أنني أجتهد الآن للإستدانة لأجل شراء الهاتف الجديد , وسوف لن اتراجع عن هذا الأمر برغم قساوته , حتى يتم إعلاني ضمن قائمة (بتاعين الجلكسات ) ..!! محظوظة جدا هذه الشركة وهي تجد كل هذا الدعم الدعائي المجاني من الصحافة الرياضية واسعة الإنتشار والأكثر تأثيرا في الرأي العام و يحدث هذا في السودان فقط ..!! يقال أن بعض أولئك الذين يطالعون الصحف الرياضية عن طريق الإيجار (فهموا الموضوع غلط ) ,فتزاحموا على البقالات لغرض شراء نوع من الشيكولاتة (تحمل نفس الإسم ) , والسبب طبعا هو تسرع هؤلاء القوم في قراءة الصحف بسرعة قبل أن ينتهي الزمن المسموح للإيجارة , وكما قال المثل الجريدة الملك , ما ذي الإيجار .. أقراء سريع وتم الباقي (شمار ) !! مدرب المريخ البرازيلي هيرون ريكاردو يحكى أنه كان قد غضب غضبا شديدا (حتى بانت نواجزه ) من الثلاثي بلة وموسى وأكرم الهادي سليم بعد تهربهم من السفر مع الفريق لمدينة كوستي لأداء مباراة هلال كادقلي وتعذر التواصل معهم فقرر معاقبتهم بإبعادهم عن السفر مع الفريق لدولة الكنغو لأداء مباراة الذهاب في الدور نصف النهائي في البطولة الكونفدرالية أمام ممثلها ليوبارد والتي إنتهت بنتيجة جيدة بخسارة المريخ بهدفين مقابل هدف , ولكن على ما يبدو أن البرازيلي ريكاردو يقرأ اللوائح (بالإيجار ) أيضا هذا إن كانت هنالك لوائح أصلا , فالمدرب فهم الموضوع (غلط) واتجه ليزاحم أصدقاؤنا أولئك لشراء الشيكولاتة , فهو وبهذا الفعل يعاقب المريخ لا الثلاثي المخطئ أو كما قال الزميل والأستاذ علم الدين هاشم , فالعقوبة تبدو هنا كما الحرمان من متعة ركوب ( الطيارة ) ولا تتعدى ذلك , فالمريخ وفي مثل هذه المرحلة الصعبة والهامة جدا في أشد الحاجة لكل قوته , و قرار إبعاد الثلاثي عن رحلة الكنغو كان يمكن أن يتضرر منه الفريق بشدة رغما عن عدم كونهم ضمن التشكيلة الرئيسية , ولكن المدرب بعيد النظر دائما ما يفكر في أسوأ الإحتمالات , فليس ببعيد في الملاعب الإفريقية (المظلمة ) حدوث سيناريو يطرد خلاله الحارس الأساسي ثم يتعرض الحارس البديل للإصابة لا قدر الله , عندها لن يكون هنالك حل أمام البرازيلي سوى الإستعانة بأحمد الباشا لحراسة المرمى كما حدث من قبل !! لو أن لاعب المريخ السابق والهلال الأسبق علاء بابكر الشهير بخوفه من ركوب الطائرة كان مكان أحد هؤلاء الثلاثي لصفق ووزع الحلوى و (ضبح خروف) كمان فرحا بهذه العقوبة , التي هي هدية من إيدك مقبولة وليست عقوبة !! كان يمكن ان يكون الأمر أكثر إيلاما لو أنه وصل الحرمان من بعض الحوافز والمستحقات المالية مثلا , خاصة لدى صديقي الكابتن بلة جابر , ولكن أن يعاقب ريكاردو لاعبيه هؤلاء بمنحهم (إجازة) في هذه المرحلة الصعبة والتي يحتاج فيها الفريق لجهود الجميع ربما يشجع على المزيد من التسيب والهروب من أداء الواجبات مستقبلا ..!! عليه نقترح ان يتم تفعيل لوائح للإنضباط في كل انديتنا والتي تصبح هي المرجعية التي يتم اللجوء إليها لتحديد كيفية الجزاء والتحفيز , فلكل حقوق ولكن , لكل واجبات أيضا. قف : على الجريدة جلكسي