[email protected] في مجتمعنا السوداني توجد شخصيات تعيش في سعادة كونهم يتعاملون مع الحياة بعفوية وسطحية تجدهم في القرى والمدن والأحياء وفى بيوت العزاء والأفراح يخدمون فيها الناس بلا ملل يبعدونهم في حال حضور ضيوف من خارج المنطقة سيما لو كان الضيوف من أصحاب الأوزان الثقيلة أو من مسئولى الدولة خوفاً من أن ينبرى أحد هؤلاء بسؤال مباشر قد يدخل الجميع في حرج.. المكاوى ود الشول أحد هؤلاء شاب بسيط جداً شهم تجده في المقابر وفى خيمة العزاء وفى كل بيوت الأفراح في القرية والقرى المجاورة دائماً ما تجده تحت الطلب ينتظر التكليف ، محبوب جداً ويتميز بأسئلته المشاترة ويجالس أقرانه من شباب القرية دون أن يشارك وقد لا يفهم كل ما يدور بينهم من حديث وكثير من الأسئلة تظل عالقة في ذهنه تحتاج إلى أجوبة يخشى من سخريتهم لو سألهم عن أجوبة يحمل كل الأسئلة في نهاية اليوم ليسأل عنها أمه الحاجة الشول ربما لم تسمع بمثل هذه المواضيع التي يسأل عنها لكنها تعرف كيف تجيب عليه ويصدقها ويثق في أجوبتها. يسمع ودالشول كثيراً ممن يجالسهم بأن المسئول الكبير والذى ينوب عن المنطقة زول انتهازى ومتسلق لفتت نظره وعجبته كثيراً كلمة انتهازى رددها ليسأل عنها أمه الوحيدة التي يثق في كلامها ، إنتى يا يمه متسلق وانتهازى يعنى شنو سمعتهن من وين ياولدى بسمعهن بقولوهن أصحابى طوالى لمن يجيبوا خبر المسئول الكبير البجى هنا أيام الانتخابات يكضب على الناس ويغشهم وبعد ما يفوز تانى أصلوا ما بجى راجع ، لم تسمع بهذه الكلمات من قبل لكنها أجابته بأن الكلمات معناهن زول كويس وشاطر وأسى إنت كان قريت ووصلت الجامعة كان بقيت لى متسلق كبير وتانى بتترقى لمن يوصلوك انتهازى ، لكن يا يمة قالوا الزول ده ولا قارى كتيير يا ولد أمش شوف ليك شغلة أقضاها مالك ومال الكلام ده.. في وفاة أحد أعيان وزعماء المنطقة كان ودالشول مستمتعاً بخدمة الضيوف في الخيمة الفخمة جداً وقد كان العزاء عبارة عن مهرجان كبير جاء إليه كل زعماء العشائر والمحافظين والوزراء كان يراهم من بعيد وقد حذروه من الدخول إلى الصالون محل الضيوف الكبار جاءت عربية كبيرة مظللة وقفت نزل منها شخص يتبعه أشخاص هرول ود الشول إلى داخل الخيمة قائلاً للجماعة قوموا .. قوموا جاكم ماشاء الله متسلق كبير خلاص واحتمال يكون انتهازى لأنه معاه جماعة كتاار مبارينو ، يا زول أسكت ساى ما تجيب لينا مصيبة ما بسكت أنا قلت حاجة كعبة أسى الجماعة الجوة ديل كلهم ماشاء الله فيهم الوصل متسلق وفيهم البقى انتهازى.. في غفلة من الجماعة وجد ود الشول فرصته للدخول إلى داخل الصالون ووجد القوم ما شاء الله أشكالهم تعجب فبدأ في خدمتهم الشاى والقهوة وغسيل الأيادى في مكانهم بالإبريق ومعاه الحوض في اليد الأخرى وأهل العزاء خايفين من جدعات ودالشول لكنه كان يخدم في صمت وهمة ونشاط لم يتحدث لكنه ظل داخل الصالون في الخدمة حاول أحدهم أن يشكر ودالشول لما قدمه من خدمات قائلاً ماشاء الله عليك يا شاب ما قصرت معانا ، كيف ياخى أقصر معاكم إنتو ماضيوفنا وأنا من قبيل قلت للجماعة البرة ديل لو خليتونى أخش بريح ليكم ضيوفكم المتسلقين والانتهازيين الكبار الفى الصالون ديل لكن ما خلونى.. سكت الجميع من هول ما سمعوه ولم يرد أحد بل تسللوا خروجاً وفى صمت..