بيان من رئيس الجبهة الثورية السودانية القائد مالك عقار: حول اجتماع قيادة الجبهة الثورية باريس 13 – 17 أكتوبر 2015م طالعت مثل غيري البيان الصادر عن السيد التوم هجو باسم الجبهة الثورية و الذي يعلن فيه عن قرار للمجلس القيادي بانتقال رئاسة الجبهة الثورية للدكتور جبريل إبراهيم و تسجيله صوت شكر لشخصي و تأكيده أن الجبهة الثورية ستمضي في طريق النضال. هذا البيان غير صحيح و لا صلة له بالمجلس القيادي للجبهة الثورية السودانية و يعبر فقط عن الجهة التي أصدرته و بالتأكيد فهي ليست المجلس القيادي الذي اجتمع برئاستي في الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر الجاري و حتى مغادرتي للعاصمة الفرنسية و بعد أن ترأست الجلسة الختامية للمجلس القيادي، إلا إذا كان للسيد التوم هجو مجلسا قياديا آخر لا نعلمه. علما بأنه لم يتم الاتفاق على اصدار بيان و لم نتمكن من حسم الخلاف بشأن قضية اختيار رئيس جديد للجبهة الثورية، و هو أمر محل اتفاقنا و تمحور الخلاف حول الكيفية و التوقيت لاختيار الرئيس الجديد. قدمت عدة مقترحات للخروج من هذا المأزق، و لم يحظى أي منها بالتوافق. و قد سبق للسيد التوم هجو أن أصدر بيانا يعلن فيه قرار من الجبهة الثورية باعتماد حركة "قوت" كجزء من قوى نداء السودان، و قد قمت حينها بتصحيح ذلك. كما أن دستور و لوائح الجبهة الثورية الحالية تنص على إصدار القرارات بالإجماع لا سيما عندما يتعلق الأمر بقرار خطير مثل اختيار رئيس للجبهة الثورية. و كان اجتماع الجبهة الثورية في شهر يونيو الماضي قد اتخذ قرارا بالتمديد للرئيس الحالي لمدة عام حتى يتم تعديل الدستور و النص على اختيار الرئيس بالانتخاب و الأغلبية بدلا من التوافق، و هو الأمر الذي لم يتم. و أبدينا استعدادنا و رغبتنا الأكيدة في حدوثه حتى تنتخب الجبهة الثورية رئيسها في عملية ديمقراطية. و أود أن أوضح الآتي: 1/ إن هذا البيان نقل الاختلاف داخل الجبهة الثورية من الأطر التنظيمية إلى تطور نوعي جديد بالخروج بخلافاتنا إلى العلن و من شخصيات تحتل مواقع قيادية في الجبهة الثورية و هذا سيزيد من حدة الاستقطاب و الاحتقان في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة. و في وقت تمت فيه محاصرة النظام و عزله. و ما حدث سيوسع شقة الخلاف و ربما ينقله من قيادة الجبهة الثورية إلى كوادر و قواعد و مؤيدي الجبهة الثورية. و هو أمر سيزيد من معاناة شعبنا و لذا علينا تجنب هذا الوضع المضر بمصالح شعبنا وعلى كل من يراهن على الجبهة الثورية في المساهمة الفاعلة في تحقيق أحلامهم في دولة للمواطنة بلا تمييز و السلام و الديمقراطية و قيام كتلة من هامش السودان و القوى الديمقراطية و الوطنية قادرة على بناء دولة سودانية جديدة تسع الجميع، عليه تجنب هذا الوضع. و أناشد الجميع لبذل كافة الجهود لتخرج الجبهة الثورية أكثر تماسكا بدلا من الانخراط في معارك لا يستفيد منها سوى خصومنا. 2/ اتوجه بالشكر لحلفائنا في القوى السياسية السودانية و للأصدقاء في الإقليم و المجتمع الدولي الذين ما ادخروا جهدا للحفاظ على وحدة الجبهة الثورية و نحن نتطلع للمزيد من مجهوداتهم. 3/ الوضع السياسي الراهن عدلت موازينه لمصلحة شعبنا و قضايا التغيير و السلام و الديمقراطية بفضل تضحياته و توجه قواه السياسية و مجتمعه المدني نحو الوحدة و مجابهة النظام. و قد نجحنا في حرمان النظام من الشرعية عبر المقاطعة الواسعة للانتخابات و تجاهل ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني، و شعبنا على موعد مع التغيير. و لذا علينا جميعا الاستمرار في توحيد القوى المدنية و السياسية و هذا بدوره سيسهم في وحدة الجبهة الثورية و علينا أن نحافظ على وحدة قوى نداء السودان كانجاز غير مسبوق لشعبنا و توسيعها و هيكلتها و الوصول إلى موقف موحد لكافة المعارضين لا سيما في قضيتي الحوار القومي الدستوري و السلام في بلادنا و أن نطرح رؤية موحدة للآلية الأفريقية الرفيعة عند بدء سلسلة اجتماعاتها المقرر لها في 2 نوفمبر القادم. و سأعقد اليوم لقاءات مع مسؤولين من الآلية الرفيعة و الأممالمتحدة و أطراف دولية و ساؤكد على إمكانية طرح رؤية موحدة لقوى المعارضة في مواجهة مناورات النظام خصوصا و أن الجبهة الثورية على استعداد للالتقاء بقوى نداء السودان في أقرب وقت و قد أجرت اتصالات من قبل مع أطراف معارضة خارج نداء السودان. 4/ الجبهة الثورية السودانية بها كتلتان الآن و هو واقع الحال الذي يجب أن لا نقبل به بل نعمل على تجاوزه و تحويل هذا المأزق إلى منفعة، تمكن شعبنا من تصعيد نضاله، لذا سأواصل اتصالاتي بالجميع للتنسيق حول قضايا وقف العدائيات و في عملية السلام الواحدة ذات المسارين. و من حسن الحظ فإن قيادة الجبهة الثورية قد اتفقت مسبقا على خارطة طريق كاملة و شاملة، و كذلك التنسيق الدقيق مع قوى نداء السودان بشأن الاجتماع التحضيري و عدم السماح للنظام بعزل أي من أطراف نداء السودان، بل كل المعارضين. وعلينا تحمل مسؤوليتنا و تفويت الفرصة على النظام الساعي للاصطياد في الماء العكر. و أخيرا، تابعت في وسائل التواصل الاجتماعي دخول بعض قادة الجبهة الثورية في تأجيج حدة الخلافات و أود أن اناشد الجميع بالابتعاد عن المهاترات التي لن تؤدي إلا لتعقيد الخلاف و لن يستفيد منها سوى النظام. و عليهم توجيه طاقاتهم إيجابيا إلى كيفية الوصول إلى حلول و ما يعزز العمل المشترك نحو إنهاء معاناة شعبنا و إزالة نظام الإنقاذ. مع وافر شكري و تقديري لكل الذين دعموا الجبهة الثورية و لا زالوا يحلمون بمساهمتها الفاعلة في نضال شعبنا. مالك عقار رئيس الجبهة الثورية السودانية 18 أكتوبر 2015م.