مني أركو مناوي دومي يكتب: تقسيم البلاد تحت مظلة الهدنة الإنسانية: بين القبول والرفض    شاهد بالفيديو.. أقسم بالمصحف على صدق المعلومة.. الناشط عثمان ذو النون يفجر مفاجأة كبيرة ويشعل النيران وسط "الدعامة": كيكل اشترى كمية كبيرة من الأسلحة من القائد الميداني للدعم السريع "السافنا"    لجنة عودة المواطنين للعاصمة تتفقد أعمال تأهيل محطات المياه والكهرباء بمحلية الخرطوم    شاهد بالصور والفيديو.. "حنة" عريس سوداني تثير تفاعلاً واسعاً على السوشيال ميديا وشقيقة العريس تخطف الأضواء    شاهد بالصورة والفيديو.. "الحلاقين" بالولاية الشمالية يغلقون محلاتهم ويتوجهون لمعسكرات النازحين للمشاركة في إسعاد أطفال الفاشر    القيادية بالحرية والتغيير حنان حسن: قائد القوات المشتركة عبد الله جنا طريح الفراش بمستشفى عسكري بدولة مجاورة بعد إصابته بالشلل وناشطة تنفي الخبر وتكشف عن مكان تواجده    لا يوجد خصم سهل... وسانت لوبوبو ليس نزهة**    برشلونة يحتفل بالكامب نو والريال يتعثر    ازدواجية أردول... صمت مريب حين ترتكب الجرائم    المريخ يفتتح مشواره في الدوري الرواندي بمنازلة كييوفو سبورت    الجيش السوداني يصدّ الهجوم الكبير    حاج ماجد سوار يكتب: خطة الدويلة المضادة    أزمة المسؤول السوداني بين تكليف الأمة وتقديس الكرسي    لماذا لا ينبغي التعويل على تصريحات ترامب    شاهد بالفيديو.. اللاعب بلة جابر: (هيثم مصطفى دخل في خلافات مع مدرب المنتخب الوطني بسبب "الثلج" وعندما عرف قيمته وأهميته بعد سنوات أصبح يشتريه من ماله الخاص)    شاهد بالفيديو.. الفنانة فهيمة عبد الله تمنع الرجال من الصعود للمسرح لمنحها "النقطة" وأحدهم يسقط على الأرض بعد محاولته الوصول إليها    شاهد بالصورة والفيديو.. أحدهم وقف أمامه وأنشد قصيدة.. "تمثال" قائد الجيش "البرهان" يثير جدلاً واسعاً وسط تعليقات متباينة ما بين مشيدة ورافضة (الكاهن يستحق أكثر من ذلك ورجعنا لعبادة الأصنام)    فينيسيوس يسير عكس ريال مدريد    توثيق جرائم السودان ينتقل لمرحلة حاسمة.. والفظائع ترصد من الفضاء    من عامل يومية بسيط إلى رجل أعمال بثروة تقدر ب 7 مليار دولار.. قصة بداية رجل الأعمال والبر والإحسان أزهري المبارك صاحب مخيمات اللاجئين بالولاية الشمالية تثير تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل    شاهد بالصور.. المقرئ السوداني الشهير "شيخ الزين" يثير تفاعلاً إسفيرياً واسعاً بعد ظهوره بإطلالة شبابية ب"الجينز" والجمهور: (أنيق تبارك الله ما يسحروك وأعمل حسابك واتحصن من عين البنات)    أطباء ينصحون بتقوية المناعة قبل دخول الشتاء    لاعبو ليفربول "يفسدون" احتفال صلاح بليلته التاريخية    تواصل تسجيلات اللاعبين لأندية الإنتساب بحلفا الجديدة    شاهد بالفيديو.. في لقطة تصدرت "الترند" على مواقع التواصل السودانية.. محترف الهلال جان كلود يستعرض مهاراته ويهين لاعب المولودية ويتلاعب به ويسقطه على الأرض    تحديث «إكس» يفضح مواقع إنشاء حسابات قادت حملات سلبية ضد السعودية    زراعة الخرطوم ومنظمة الفاو تنفذان حملة تطعيم الماشية بولاية الخرطوم    ادارة مكافحة المخدرات ولاية النيل الابيض تضع حدا لنشاط شبكة إجرامية متخصصة في الإتجار وتهريب الحبوب المخدرة    أكبر هبوط شهري منذ انهيارات الكريبتو في 2022.. لماذا ينهار سوق العملات المشفرة الآن؟    إدارة مباحث كسلا تفكك شبكة إجرامية لتهريب البشر يتزعمها أحد أهم المطلوبين الهاربين من السجن    هذا المبلغ مخصص لتكملة مشروع مياه القضارف وتتلكأ حكومة الولاية في استلامه لأسباب غير موضوعية    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    أمريكا تفتح بوابة الرقاقات المتقدّمة أمام G42    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    شاهد.. صور ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان مع علم السودان تتصدر "الترند" على مواقع التواصل والتعليقات تنفجر بالشكر والثناء مع هاشتاق (السودان بقلب بن سلمان)    تسيد السعودية للإقليم خلال العقد القادم    الطيب صالح ناهض استعلاء السلطة عبر "الكتابة السوداء"    استئناف حركة المرور في معبر الرقيبات بين دارفور وجنوب السودان    البحر يبتلع عشرات السودانيين الهاربين من جحيم بلادهم    دونالد ترامب يفجّرها حول حرب السودان    قرار لسكان الخرطوم بشأن فاتورة المياه    السودان يعلن وصول شحنة من هولندا    فريق ميداني متخصص من إدارة مباحث ولاية كسلا يسدد بلاغ خاص بسرقة عربة بوكس    الذكاء الاصطناعى وإرضاء الزبون!    شبح شفاف.. مفترق بين الترقب والتأمل    الطاهر ساتي يكتب: مناخ الجرائم ..!!    الطاهر ساتي يكتب: أو للتواطؤ ..!!    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جوائز نوبل بين سخريًة أليكس دي وال و انتفاخة (لعبوب)
نشر في حريات يوم 18 - 05 - 2016


[email protected]
عادةً ، لا القي بالاً للكثير ممًا يهزأ به صاحب الصورة "العبوب المنتفخ "، العبوب مصطلح معروف في معظم مناطق السودان ..كان في السابق عندما يموت صغير البقرة الحلوب يتم خداعها حتًى تستمر في إدرار الحليب و ذلك بسلخ جلد صغيرها النًافق و حشوه و تثبيته على الأرض حتى يكون شبيهاً بعجل حقيقي، و عادةً لا تنطلي عليها هذه الخدعة.. ، و حتًى أصدقكم القول أحياناً يفقدني هذا بعض الفرص للترويح عن النفس في خضم المآسي التي لا تحصى..( من منًا لا تضحكه مثل الصورة المنشورة أعلاه ؟ و العديد من الصور التي يتداولها النًاس هذه الأيام في الواتساب ..في نفس الوقت الذي ينشط فيه أبناء هذا الوطن في فضح النظام و نشر صور مجازره على الملأ و آخرها مجزرة هيبان..، إن كان لخير في مثل هذه المجازر فهى توحدنا جميعاً صفًاً واحداً في وجه نظام العار، .. أحياناً من كثرة الغبن يفوتنا الكثير من أشرُ البلايا، ثم ما يلبث أن يغلب علينا الضحك لمشهد نراه على شاكلة صور العبوب المنتفش.. و يا للسخريًة ، إنًه ضحك بحكم تجاوز الأمور حدًها و دخولها منطقة الضِد..ضحك في غير موضعه تماماً مثل سخريًة أليكس دي وال فهى في غير موضعها…
لفت إنتباهي أحد الأحباب إلى خبر ورد في سونا قبل اسبوعين و لم أكترث له في حينه.. نصًه:
"الخرطوم 1-5-2016(سونا)- قطع رئيس الجمهورية رئيس الهيئة القيادية العليا للحركة الإسلامية مضي السودان قدما نحو الرفاه رغم التحديات ،مؤكدا خروج البلاد من ازماتها بالثبات رغم التآمر الخارجي والحصار الاقتصادي الظالم. ..
وقال لدى مخاطبته مساء امس الجلسة الختامية لجلسة الانعقاد التاسعة لمجلس الشورى القومي للحركة الإسلامية السودانية ان اوضاع البلاد في احسن الأحوال بالنظر الى الوضع الإقليمي ومصير بعض الشعوب وتدفق العمالة الأجنبية اليها ،مضيفا ان السودان يقف شامخا فيما انهارت بعض الدول التي كانت اغنى منه . وأكد ان علاقات السودان الخارجية عربيا وافريقيا وآسيويا في احسن احوالها…
وعن الأوضاع الاقتصادية أكد رئيس الجمهورية مجابهة البلاد لظروف ضاغطة جراء الحصار الأمريكي لبنوك العالم ومنعها التعامل مع السودان ، وقال إن الإنقاذ استطاعت الصمود والتطور في جميع المجالات ، وقال ان السودان صمد فى المجال الاقتصادي وتحدى كل التوقعات التي كانت تشير الى الانهيار الكامل بعد انفصال جنوب السودان الا ان التقارير الدولية أثبتت وجود نسبة نمو بلغت 2,4% مما وجد اشادة من الخبراء المختصين في الشأن السوداني دفع احدهم (اليكس لوال ) بالمطالبة بمنح الرئيس السوداني جائزة نوبل في الاقتصاد . . واكد رئيس الجمهورية ان الدولة تنفق 48% من ميزانيتها في الرعاية الاجتماعية من صحة وتعليم وليس في الحرب كما ادعى البعض ، وقال ان الدولة مهتمة بالسلع الضرورية للمواطنين وتعمل على تنفيذ خطط وبرامج لتحقيق هذا الهدف . …إنتهى الخبر"
للوهلة الأولى تبادر إلى ذهني أن لا شئ غير اعتيادي..أكاذيب؟ كما يقول أحد الأصدقاء " لو قام مسيلمة الكذّاب بعًاتي و جابوا معاهو عمر البشير في مناظرة في الكضب الخاسر مسيلمة".. كلما ذكر أعلاه كذب و تحرِ للكذب ..و لا أدل على الكذب أكثر من نكران الوقائع التي نعيشها و تشكل جزءاً من حياتنا اليوميًة.. فلا اقتصادنا كما يقول عنه المشير المضطرب، و لا نظامه ينفق 48% على الصحة و التعليم، و لا الخريجين السودانيين في عهده مرحًب بهم في سوق العمل الخارجي…، لكن وردت جزئيًة تستحق الوقوف عندها لا لشئ سوى أنًها قد تنطلي على البسطاء الذين لن تنطلي عليهم باقي الأكاذيب… فمن يقرأ أنً خبيراً مختصاً طالب بمنح عمر البشير جائزة نوبل في الاقتصاد، خاصًةً إن كان خبيراً حقيقيًاً قطعاً سيلتبس عليه الأمر خاصًةً إن لم يكن في مقدوره تقصي الحقيقة من مصدرها أو على الأقل من مصدر محايد..
أليكس دي وال ، هونفسه الذي يعرفه البعض منًا، خبير في الشأن السوداني …كاتب و باحث بريطاني و المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي بمدرسة فليتشر، ميدفورد، الولايات المتحدة الأمريكية.، حسب ما يقوله في أحد مؤلًفاته عن حرب دارفور أنًه أتى السودان لأوًل مرًة في حياته في العام 1985 عندما كان طالباً في جامعة أكسفورد لانجاز مشروع بحث الماجستير في الجفاف و تداعياته ، و كان مضيفه كما يقول الشيخ هلال محمد عبد الله ناظر المحاميد (والد موسى هلال زعيم الجنجويد) ثمً ارتبطت صلاته بدارفور حتًى عاد ثانية في التسعينات ، و أخيراً كمستشار للاتحاد الافريقي شارك في مفاوضات أبوجا..و اقيل لاحقاً بواسطة لجنة ثامبو أمبيكي.
في العام 2004 ألًف كتاباً حول حرب دارفور أورد فيه الكثير من الحقائق بعنوان دارفور: تاريخ جديد من الحرب الطويلة"، و آخر في العام 2005 بعنوان "المجاعة القاتلة في دارفور" .
البعض يتهمه بالانحياز للنظام باعتباره من عناصرالاستخبارات الأمريكيًة و هو مجرًد إتهام لا تسنده حقائق مثبتة، من يتهمونه بالتواطؤ مع النظام يأخذون عليه ما نسب له أيام مفاوضات أبوجا و روًج له اعلام النظام و نشرته صحيفة الرأى العام في حوار قالت أنًها أجرته معه ضمن عددها بتاريخ 23/6/2009 ، منشور في موقع النيلين يتحدًث عن أنً حرب دارفور ليست حرب إبادة، و لكن هذا الأمر ثبت أنًه عارٍ من الصحًة كما سنرى.
في 15 أكتوبر 2013، بعد نجاة النظام من هبًة سبتمبر كتب أليكس دي وال مقال نشرته سودان تربيون بعنوان Making sense of the protests in Khartoum "قراءة في احتجاجات الخرطوم" تحدث فيه عن أسباب فشل هبًة سبتمبر إبتداءاً من 23 و العشرة أيام التي تلته .. أوجزها في نقاط و قدًم بعض النصائح و الانتقادات للمتظاهرين ..أهمها أنً المظاهرات ينقصها التنظيم و استبعد حدوث انشقاقات في الجيش و ذكر بأنً مشكلة السودان لن يحلها مجرد اسقاط الظام الحالي لأنًها أكثر تعقيداً …و ذكر ايضاً أنًه لا يوجد تنسيق سياسي بين الجبهة الثوريّة و المعارضة المدنيّة في الخرطوم… و انتقد بيانات الجبهة الثوريّة و قال أنً اللغة السياسية المستخدمة ربما تفشل مجهودات المتظاهرين… و ذكر مثالاً لذلك، حيث قال "اتخذت الجبهة الثوريَة موقفاً متشدداً من قضية الجيش و طالبت بحله… و يستخدم السكرتير السياسي للحركة الشعبيّة، ياسر عرمان مصطلح "الجنوب الجديد" لوصف المقاومة في مناطق الهامش في السودان الشمالي و بالتالي يٌغذي المخاوف عن إحتماليّة إنفصال تلك المناطق اسوةً بجنوب السودان".
يواصل قائلاً: يستفيد النظام في الخرطوم من هذا ، و يلعب على هذا الوتر كثيراً، و يقوم بصورة متكررة باستدعاء شبح الحركات المسلحة، و يقول أنًه في حالة نجاح الانتفاضة سوف يتشظى السودان، و سوف ينزلق الى حرب أهليّة، كتلك التي تدور رحاها الآن في سوريا.
و الحكومة لا تتردد في إخافة سكان الحضر في الشمال، و ذلك بعقد مقارنة بين ما يُمكن ان يحدث، و بين تلكم الاحداث التي اعقبت
وفاة قرنق،..ثم يقول " قد تبدو هذه البضاعة مبتذلة، و لكنها تلاقي رواجاً".
و أختتم مقاله قائلاً : المفارقة التي تدعو الى السخريّة "في ضعف الحكومة السودانية، بالذات، يكمن مصدر قوتها الأساسية". فبإفشالها
للمؤسسات الحكومية وتبديلها لهيكل الحكم إلى "سُوقٍ للمحاباة والمحسوبية"، يطرح حزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم خياراً فيما بين سلطة الاستبداد الموروث وسلطة أمراء الحرب. إن تحدي المعارضة السودانيّة الآني والمباشر هو تحدٍ فكريٍّ في طبيعته لأنً اقتصاد السودان يحتاج إلى تحوّلٍ هيكلي لن يُنجزه مُجرد تفكيك الحزب الحاكم ومؤسساته الأمنيّة".
"هذه كلها حقائق يدركها كل متابع للشأن السوداني..و العكس تماماً فهى تصب في خانة المقاومة أكثر من النظام إذ أنًها تكشف لنا مواطن الخلل حتًى نعالجها"
قادني البحث إلى ثلاث أشياء …أولاً ما نسب لأليكس دي وال عن أنً حرب دارفور لم تكن حرب إبادة غير صحيح…و كذلك مزاعم صحيفة الرأى العام عن حوار معه فهى عارية من الصحة و في أحسن الأحوال مفبركة..لأنً ما ورد فيه يتناقض تماماً مع ما قاله صراحةً و كتبه في أكثر من موقع….و الأهم و ما نحن بصدد الحديث عنه الآن: أنً ترشيحه للبشير لنيل جائزة نوبل للاقتصاد كان من قبيل السخريًة اللاذعة و الامتعاض الممزوج بالتقزًز اللامتناهي من النظام، خاصًة إذا قرأنا الخبر من سياقه و ما ورد بين العبارات من تعابير مثقلة بالاشمئزاز…،و تعابير وجهه و ضحكته السًاخرة و حركات يديه و هو يخاطب السًفُاح.. لكن رغم هذا كله يبدو أنً الأخير فهم الترجمة الفوريًة للحديث على أنًها إطراء ليس لسبب غير غبائه المستفحل و تقوقعه داخل نفسه..و الخلل الكبير الذي يعاني منه..
حتًى لا نظلم دي وال و نتهمه بما ليس فيه أو نصدق أكاذيب اعلام النظام فيما يختص بدارفور..الرجل ذكر في أكثر من موضع أنً حرب دارفور ليست مجرًد إبادة جماعيًة بل زاد عليها أنً النظام يقوم بالابادة الجماعيًة بحكم العادة المتجذّرة في عناصره و أفراده..أي أنًه نظام تجري الوحشيًة في دمه بل ذهب أبعد من ذلك و قال صراحةً أنًهم مجرًد عصابات..ووصف الحكومة بأنًها سيئة و عنصريًة و دخيلة على المجتمع السوداني..، إخترت القصاصة المرفقة من مقال كتبه أليكس دي وال منشور في موقع London Revew of Bookshop"" في القصاصة وردت كلمة إبادة أربع مرًات، حيث تحدَث عن الإبادة ليس فقط في دارفور إنًما في بحر الغزال و جبال النوبة..حتًى أنً عنوان مقاله يشير إلى أنً النظام يستخدم أرخص و أحطً الأسلحة للقضاء على التمرد "حروب الإبادة"…
ترجمة مختصرة:
وتهدف الأعمال الوحشية التي يقوم بها الجنجويد ضد الفور، التنجر والمساليت والزغاوة. بشكل ممنهج ومتواصل، فأثرها الذي تخلفه – إن لم يكن الهدف منها – غير متناسب بشكل صارخ مع التهديد العسكري للتمرد… ضحايا الاغتصاب الجماعي يتحدثون عن التدمير المتعمد للمجتمع الدارفوري، حرق القرى و قطع الأشجار المثمرة و تدمير قنوات الري كوسيلة للقضاء على مطالبات المزارعين باراضيهم وتدمير سبل عيشهم. .. لكن هذه ليست حملة إبادة جماعيًة بنفس الضًراوة عندما كانت الحكومة في ذروة غطرستها الأيديولوجية، حيث شنًت الجهاد 1992 ضد النوبة بدم بارد هادفةً إلى تأمين الموارد الطبيعية، و كذلك في بجر الغزال لإفراغ حقول النفط في جنوب السودان من سكانها . هذا نموذج من القسوة الروتينية لعصابة الأجهزة الأمنية التي ذبلت إنسانيتها نتيجة سنين طويلة في الحكم: انهم يمارسون تطهيراً عرقيًاً بحكم قوة العادة.
تحول الفقر الطاحن إلى صراع عنفيف تغذيه حكومة سيئة وعنصرية و دخيلة… ما يجب القيام به الآن في وجه المذابح العرقية والمجاعة الطاحنة إجراءات قانونية – تتمثل في محاكمة موسى هلال و النظام الذي يرعاه كمجرمي حرب – هذا أمر ضروري لردع مثل هذه الجرائم في المستقبل. الإدانة وحدها ليست حلا… حملات الجنجويد الدموية يجب ألا تحجب حقيقة أن البدو من سكان دارفور الأصليين هم أنفسهم ضحايا تاريخيين.
"ما ذكره الرجل هنا بوضوح أنً ما حدث في الجنوب في التسعينات و ما حدث للنوبة كان أيضاً إبادة جماعيًة و ليست دارفور وحدها"
أمًا زعم عمر البشير أنًه رشًحه لجائزة نوبل في الاقتصاد فهذا لم يحدث أمًا أنُه تجرًأ على ذكره بالاسم و لم يسمً الخبراء الآخرين الذين رشحونه لجائزة نوبل فهذا مرده إلى أنً العديد من المثقفين السودانيين لديهم موقف سلبي تجاه دي وال….و الغريب أنً كل هذا الحديث دار في أوكار الحركة الاسلاميًة، يكذبون على بعضهم ويخدعون أنفسهم و يحسبون أنًهم يخدعون الشعب.. نعم..أخطأ دي وال فقد كان الأجدر أن يقترح جائزة نوبل للكذب حتًى يفوز بها عمر البشير لأنً دي وال على علم تام و كما تحدث بنفسه أنً النظام استطاع تدبر أموره بميزانيًة أقل من مليار دولار في العام لأنًه انتهج أسلوب الإبادة و الحرب الرخيصة كما كتب عن ذلك و احتوت عليه مؤلفاته عن دارفور..، وأيضاً يعلم يقيناً مثله كمثل أي سوداني مطلع أنً ايران و قطر و روسيا و الصين و التنظيم الدولي للاخوان المسلمين الذي ترعاه الاستخبارات الأمريكيًة و البريطانيًة و غيرها من الدول كانت تمول حروب النظام، و يعلم يقيناً أنً الشعب السوداني تم سحقه تماماً في تلك الفترة التي تناولها و شهدت أكبر معدلات هجرة و وفيًات و إبادة ممنهجة.
لا أدري لماذا اختار عمر البشير هذا التوقيت بالذات ليصرح بذلك لأنً أصل الحكاية لم يكن جديداً فهو يرجع لشهر أبريل عام 2014 أي قبل أكثر من سنتين، كان ذلك في أحد المنتديات الاقتصاديًة في مدغشقر تحديداً يوم 27 أبريل 2014 في اليوم الثاني للمنتدى الذي كان عمر البشير من ضمن الحضور و كان أليكس من ضمن المتحدثين..، ما قاله دي وال بخصوص نوبل مدته ثلاثون ثانية من الدقيقة 5 و عشرون ثانية و حتى الدقيقة 5 و خمسون ثانية يمكن الوقوف عليه في الفيديو المرفق ، حيث قال بالحرف " عندما ننظر لحجم ميزانيًة الدولة و علاقتها باتفاقيًات السلام نجد علاقة وطيدة بين الاثنين ، والرئيس البشير موجود بيننا: الرئيس البشير: لعشر سنوات لا أدري كيف استطعت تدبر شئون دولة بحجم السودان بميزانيًة اقل من مليار دولار، أعتقد أنًه في حالة وجود إحدى جوائز نوبل في الإدارة الماليًة، يجب أن تذهب إليك لأنًني ببساطة فشلت في إيجاد إجابة لهذا السؤال".. و هو بذلك يتحدث عن الفترة من 89 و حتى 1999 أي فترة ما قبل البترول.
كما تلاحظون في الفيديو الحديث كان تهكمياً لاذعاً، و هو اقرب إلى الاستجواب من الإشادة لأنً الجميع بمن فيهم دي وال محتارون كيف تدار دولة مثل السودان و لمدة عشر سنوات بميزانيًة أقل من مليار دولار في العام؟ ثمً أنًه في الواقع و كما الحديث لا توجد لنوبل جائزة في الإدارة الماليًة..و حتًى تكتمل الحبكة على الفور غيًر العبوب مسمًى الجائزة لتتحول الجائزة إلى نوبل في الاقتصاد، لا أدري من الذي أخبره بعدم وجود جائزة نوبل في الادارة الماليًة و عليه الالتصادق بجائزة نوبل في الاقتصاد…، لو كان يدري من نالوا جائزة نوبل التذكارية في العلوم الاقتصادية و التي تعرف رسمياً بإسم جائزة سفيرغيس ريسكبانك في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل ( بالسويدية هي جائزة سنوية تمنح للإنجازات والأعمال المتميزة في مجال الاقتصاد وتعتبر أرفع وأهم جائزة في هذا المجال . الجائزة تعرف بشكل مختصر بجائزة نوبل في الاقتصاد، وهي جائزة مستحدثة تم إنشائها عام 1968 و لم تكن ضمن الجوائز الخمس الرسمية المعروفة بجوائز نوبل (الفيزياء،الكيمياء، الطب، الأدب، والسلام) والتي قام ألفريد نوبل بتأسيسها منذ 1895…بدأت نوبل للاقتصاد في 1968 في الذكرى 300 لتأسيس بنك السويد المركزي الذي يمولها حالياً و منحت لأول مرة عام 1969 لكل من ركنر فرش ويان تينبرغن ..تتضمن الجائزة ميدالية وشهادة تذكارية وجائزة مالية يزيد مقدارها تدريجياً على مر السنوات . ففي عام 1969 كانت قيمة الجائزة 375,000 كرونة سويدية ، في حين وصلت الي 2,871,041 كرونة عام 2007….تمنح من خلال حفل توزيع جوائز نوبل الذي يجرى في 10 ديسمبر من كل عام في ستوكهولم .
مع نهاية عام 2015 تم منح 47 جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية ل 76 عالم سبعة منها منحت للمساهمات في "الاقتصاد الكلي " اكثر المجالات الاقتصادية حصولا على الجائزة . .. منحت أكثر الجوائز لرواد مدرسة شيكاغو الاقتصادية حيث نالت 28 جائزة … إلينور أوستروم أول إمرأة تحصل على الجائزة. .. الولايات المتحدة أكثر الدول حصولاً علىها بنسبة 88% ، تليها ثم بريطانيا ، بدءاً من 2011 و حتًى العام 2015 منحت على التوالي لكل من توماس ج سارجنت الولايات المتحدة "لبحوثهم التجريبية على السبب والنتيجة في الاقتصاد الكلي" ، ألفين روث الولايات المتحدة و لويد شابلي الولايات المتحدة "لنظرية التوزيعات المستقرة وممارسات تصميم السوق." يوجين فاما و روبرت شيلر و لارس بيتر هانسن الولايات المتحدة مدرسة شيكاغو . "لتحليلهم التجريبي على أسعار الأصول"..جان تيرول – فرنسا .. التنظيم الصناعي. لتحليله لقوة السوق والتنظيم. و أخيراً في العام 2015 منحت ل/أنغوس ديتون المملكة المتحدة في الاقتصاد الجزئي لتحليله للاستهلاك والفقر والرفاهية…، هل يدري عمر البشير ما قام به هؤلاء العلماء حتًى يحشر نفسه بين القامات و هو القاتل الهارب ، فهؤلاء العلماء الأجلاء ساهموا بصدق في تطور البشريًة…
https://www.youtube.com/watch?v=SHwM…fb&app=desktop


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.