منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    شاهد بالصورة.. ناشطة سودانية تسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد ظهورها الأخير: (كدي خلي الفاشر اجري حصلي نفسك بحقنة "بوتكس" ولا أعملي "فيلر" لانه وشك من التجاعيد ح يقع منك)    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    النائب العام للسودان في سجن الدامر    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإسلامي البارز حسن مكي في حوار : الاسلاميين ليس فيهم من يتوجع على البلد
نشر في حريات يوم 07 - 09 - 2016

كيف تقرأ إعلان الرئيس بكونه سيعتزل السياسية في 2020 ولن يترشح للرئاسة القادمة؟
حديث الرئيس مرهون بظرفه حينما يأتي الأوان.. ما زالت هناك أربع سنوات.
الكل إهتم بالإعلان؟
هناك تداعيات كثيرة والمستقبل يقرأ من الحاضر والحاضر فيه تحديات كبيرة والمطلوب التأثير في صناعة ذلك المستقبل، فلو كانت القيادة شاعرة أن السودان قادم نحو تغيير سياسي فعليها أن تساعد في تحديد البدائل وتوسيع مواعين بمزيد من الحريات والشورى ومزيد من الانفتاح والاعتراف بالآخر.
ما هي النزعة العامة واللامعة في طباع الشعب السوداني ؟
السودان اشتراكي بنسبة مائة بالمائة،السكة الحديد والخطوط الجوية، بل والمصارف الكبرى والشركات تنمو في حالة الاشتراك والتعاون.
أين القطاع الخاص في السودان ؟
مافي قطاع خاص في السودان إذا جمعتهم كلهم لن تجد عندهم 100 ألف مليون دولار، ودي قروش بنوك مع 6 عوائل هي ذاتها تعتمد على تسهيلات البنوك، ولذلك في حالة تركز السلطات في يد الرئيس تحصل الانحرافات الاقتصادية والسياسات الخاطئة.
كأنك متشائم؟
لا نرى ملامح القيادة الجديدة ولا نرى أية جدية للتحول الديمقراطي، لابد من مواجهة القضايا وإنجاز الحل السياسي بصورة حضارية لنبدأ التداول السلمي عبر الديمقراطية.. السودان تحوَّل من دولة لشبه دولة.
ونحن في انتظار دولة القانون؟
الناس تعيش في دولة القانون كريمة ومتساوية والدولة نفسها حينما تحتكم للقانون تعيش مرتاحة أكثر من حياتها بالاعتباط من خلال قوة الدولة ضد عباد الله ودولة القانون تتحول بسرعة في سلوك الناس مع الصحافة والأحزاب، لأنها ليست فقط إدعاء وشعارات.. الاستثمار مهزوم بإجراءات الدولة وطلبات السماسرة للمستثمر وآخر تعامل يجافي دولة القانون مصادرة المدارس التركية في الخرطوم وهي دلالة أخرى أننا بلا أي قاعدة لبناء دولة القانون.
هل التأميم خطأ؟
غلط كبير لأنها ببساطة أموال مستثمرين وتم تأميمها بدون أي قرار قضائي وتم التسليم والتسلم بطريقة مضحكة بدون حارس قضائي ولا نيابة، بل بصورة عشوائية جداً
كل هذه المدارس والمؤسسات في تركيا تم تسليمها للحكومة التركية؟
في تركيا الأمر مختلف وستعود في يوم من الأيام، لأن تركيا دولة قانون والعكس عندنا حتى فكرة القانون عندنا ضعيفة.
نمشي الجنوب وخلال يومين كانت الخرطوم تستقبل تعبان دينق ومشار؟
قلت من قبل إن الجنوب وصل لمنطقة اللاعودة (مافيش دولة في الجنوب) والولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تستر عورتها عن طريق المجتمع الدولي ولا يريد الحزب الديمقراطي في أمريكا أن يكون مشروع الانفصال مشروعاً فاشلاً.
كيف تقرأ موقف السودان من الأزمة بشكل عام؟
موقف سليم جداً وواقعي واستقبل المتناقضين في زمن واحد – أيضاً – فلابد من التعايش مع تناقض الجنوب.
كيف يبدو مصير مشار؟
مشار موجود وحاضر ضمن التوازنات الدولية والإقليمية وفي الأبعاد التكتيكية والاستراتيجية.
هل سيعود لجوبا مثلاً (نائباً للرئيس)؟
كل شيء في الجنوب ممكن، ولكن الأزمة في الجنوب أكبر من عودة مشار، فالإستوائيون يشعرون أنهم خارج المسألة والحلول، ولذلك فالطريق بين جوبا وياي مقطوع والشلك عندهم ذات الإحساس وجوبا الآن تتنفس بالطائرات والشعب غير موجود في حسابات النخبة الجنوبية.
أين يوغندا؟
موسيفيني كان يعتبر الجنوب فضاء إستراتيجياً، ولكن الآن أصبح الجنوب عبئاً لها.
بمناسبة موسيفيني، ما سر التقارب مع الخرطوم ويمثل الرجل خطورة ونأخذ الجنائية مثالاً ؟
موسيفيني يحس أن التوازن هو السودان وليس الجنوب وبدون السودان لن يكون هناك جنوب.
تجاوزت ولم تربط موسيفيني بالجنائية؟
اعتقد أن الجو الدولي كل شيء فيه لا يسير لصالح الجنائية.
العقوبات ما زالت على ظهرنا من أمريكا؟
خلال الشهر القادم ربما ستحدث مراجعات كبيرة في علاقاتنا مع أمريكا ويمكن رفع العقوبات.
كثيرا ما نسمع مثل هذا الإعلان؟
ولكن الجديد في هذه المرة أنها جاءت في المصفوفة الأمريكية السودانية (ودي أول مرة تحصل في مراجعة العلاقات).
كيف تنظر لبرلمان الإنقاذ بشكل عام؟
توفى حافظ الأسد عام 2000 وأول من عرف بالأمر (أمر وفاته) هو وزير الدفاع مصطفى طلاس ثم رئيس هيئة الأركان الشهابي ورئيس الاستخبارات شوكت، هؤلاء فقط وليس من بينهم رئيس البرلمان ولا أعضاء المكتب السياسي ولا نوابه.
عبد الحليم خدام لم يعرف خبر الوفاة مع الدفاع والاستخبارات؟
نعم، عبد الحليم خدام لم يكن له علم بخبر الوفاة في تلك اللحظات الحاسمة والصعبة، وذلك الثلاثي اختار واقترح فوراً تعديل الدستور حتى يناسب سن وعمر بشار الأسد والذي أصبح رئيساً.
السؤال كان عن برلمان الإنقاذ (نفهم شنو)؟
بعد ذلك استعدوا.. نواب الرئيس وأعضاء الحزب للتنوير والتنفيذ فقط، وما يجب فهمه أن لا رئيس برلمان ولا نواب ولا مساعدين هم ليس فلكور وحسب ،بل مسرح في الهوا ومنابر للإخراج ولا حول لهم ولا قوة.
حتى الحزب الحاكم؟
حتى الحزب الحاكم واحد من أهم منابر الإخراج ومسرح مهم ولا حول له ولا قوة.
معقول الدكتور إبراهيم أحمد عمر في برلمانه، مجرد مسرح ومنابر إخراج؟
أنا لا أتكلم عن أشخاص والواقع هو الواقع ولو أخذنا حكاية مفوضية الفساد كانت اقتراح من قيادة الدولة والبرلمان عمل لها قانون للمفوضية ولكن حينما لم يوقع عليه الرئيس فارتد بشكل مختلف ولم يعد لديه قيمة وصار مثل النائحة المستأجرة.
كيف؟
لاحقاً ظهر أنه قانون سلب أهم معطياته، فالقانون الأول والمجاز من البرلمان أعطى اللجنة حق نزع الحصانة للتحقيق مع أي شخص دستوي، ولكن أخيراً هذا الحق منتزع من المفوضية.
(وآخر الكلام في الحتة دي)
الاعتبار السياسي أهم من الاعتبار القانوني.
تطاول أمد التفاوض بين الحكومة والمعارضة عشرات الجولات … ما المستحيل؟
لا الحكومة ولا المعارضة عندها ترف في تطاول تلك المفاوضات، فالحكومة مخنوقة بوضع اقتصادي سيء والمعارضة تبحث عن أوكسجين الحياة الداخلي معزولة وغير ملمة بالواقع والحكومة حينما تدخل في اللف والدوران وضعها يسيء أكثر وتدخل في مجال عدم المصداقية للرأي العام الداخلي والخارجي وستكون عما قريب عرضة لاستفحال الأزمات وممكن أية أزمة تحدث وبسهولة تخرجها عن طورها.
الكل خسران من التطاول؟
بالضبط
ربما توجد اختلافات حقيقية؟
كلها مماحكات لفظية جاء عقار وذهب مناوي وأين التالي؟ نفس السيناريو والكلام على الورق مميز والبقية مغالطات أشخاص مثل الإغاثة تأتي عبر الجنوب أو عبر مطارات مدن السودان، واعتقد هذا لا يفسد تفاوضاً مهماً بين فرقاء سياسيين.
يمكن المجتمع الدولي هو من يعرقل؟
المجتمع الدولي يعرف الحقائق ويفهم متى يقدم الإملاءات وكما حصل في نيفاشا قدمنا كل التنازلات وانتظرنا الجائزة ورفع العقوبات وكانت النتيجة اغتيال جون قرنق والجنايات وأزمة دارفوروتقلبت بلدنا رأساً على عقب.
كم تبقى من تجربة الإنقاذ… سلطة وأشواقاً؟
تجربة الإنقاذ لم يتبق منها سوى الأمان والاستقرار في المركز، فالأطراف تحترق والريف طارد والناس تتكدس في أحزمة فقر حول العاصمة والمجتمع كله مجتمع مستهلك.
كيف حال الإسلاميين حينما تقابلهم؟
محبطون جداً والآن لا يكاد يوجد عقل سياسي عنده رؤية متكاملة أو فكرة وهم محبطون وغير مستعدين للاهتمام بالشأن العام وأحلامهم ذاتية وليس فيهم ومنهم من يتوجع على البلد.
(ما معقول)؟
صاروا كويمات كويمات ولا يكادون يتلاقون إلا في العزاء والمآتم وبدلاً عن المتوفى يعزون بعضهم بعضاً، بل لا يكادون أحياناً وفي مكان آخر يتكلمون في شأن عام، تائهون وحيارى وبدون مشروع.
ومتى يصطفوا ويعودوا لمشروعهم وأحلامهم السياسية ؟
الإسلاميون لن يصبحوا أصحاب مشروع إذا لم يتواجهوا بقبول الحريات وبتحدٍ من أنفسهم وعقولهم وأمزجتهم، ولابد أن ينكشف المستور بإعلان موقف جديد نحو الحرية والديمقراطية بدون تكتيك وبدون تسويف .
من هم أعداء التحول الديمقراطي الحقيقيون؟
كل من يملك السلطة ليست لديه مصلحة في نجاح الحوار، ولكن في النهاية الخيل الأصيلة هي التي تظهر عند نهاية اللفة.
اقرأ لنا شخصية أمبيكي التي تتوسط في الشأن السوداني لسنوات طويلة؟
أمبيكي يمثل كل ذلك المسرح السابق تم إبعاده، وهو مطرود من النادي السياسي في بلاده بسبب انتقاده لشركات الأدوية المتخصصة في الإيدز، وكان من رأيه أن القوة التي زرعت المرض يجب أن تدفع الفاتورة وأخيراً هو من دفع الفاتورة وغادر الحكم وهو في منصبه الدولي مثل كوفي عنان يؤدي دوراً مرسوماً له.
نحن بلد اللاءات الثلاث؟
هذا هو المحزن في السودان لا أدري سبباً للانكسار السياسي واستيراد الحلول.
من الذي ظلم الإنقاذ؟
الإنقاذ ظلمت نفسها وهزمها فقه الطابور (صفا انتباه) وهو فقه الطاعة والإذعان بدأ من 30 يونيو 89 واستمر وكانوا يعتقدون أنهم يملكون تلك العصاة على الدوام وأضاعوا روح المدافعة بين أيهما أولى بتلك الطاعة وذلك الإذعان للترابي أم العساكر.
أضاعوا المدافعة من أجل المجتمع والناس والمشروع(مشروعكم)؟
وبغياب تلك المدافعة نعيش في ظروف سياسية صعبة، ونحن كنا حركة أنداد فيها تفكير ومؤسسية وفيها روح نقدية ومحاسبة، ولكن وجدنا أنفسنا حكاماً ومحكومين في سكرة الحكم.
أنت نفسك لو لم تكن محمياً من النظام لن تقول ما تقوله بكونك شجاع أيامنا؟
كتبت ضرورة التداول السلمي للسلطة في سنة 93 والنتيجة كانت الإطاحة بقطبي ومجلته آنذاك ولم يتحملوا حتى مقالاتي.
هل أخرجوك من إدارة جامعة أفريقيا العالمية؟
انتهت دورتي ولن أعود لها وإن أرادوا هم.
ربما أنت تدفع ثمن صراحتك؟
نحن كثر وندفع ثمن المدافعة والنقد برؤية، ولذلك نحن في بيات تاريخي.
هل صحيح أن الراحل الترابي كان يستخف بك ويسميك (خيش حسن) بدلاًعن شيخ حسن مكي؟
أتوقع ذلك ولا أستبعده، ولكني لم أسمعها منه مباشرة وعلاقتي به حتى رحيله كانت قوية جداً ومتينة وكنت أزوره باستمرار وأسلمه الكتب والدوريات المهمة.
أي نوع كنت حريصاً أن تصله من كتب ودوريات؟
كل ما يكتب عن الحركات الإسلامية في العالم ورسائل الدكتوراة والقضايا التي تناقش العولمة والشريعة.
(طبعاً) مؤكد تابعت حلقاته مع أحمد منصور(ما رأيك)؟
للأسف المقابلات التي تمت بقناة الجزيرة محل النقاش لا تمثل الترابي الزي نعرفه (صفَّر نفسه)وكأنه كان في كوستاريكا أو القطب الشمالي، والصحيح أنه كان موجوداً ومتحكماً وفاعلاً وله حضور ومسؤول عن كل القرارات السياسية وكل الحلقات كانت فيها محاولات جادة لتصفير دوره.
نقيف عند محطة علي عثمان وإلزامه بدوره في اغتيال حسني مبارك؟
(أبداً) القضية أكبر من علي عثمان وهي كمين تم الإعداد له بدقة عجيبة أعد إعداداً استخبارياً لاستدراج السلطة المحلية هنا في الخرطوم والسودان لدفن الإنقاذ في مرحلة مبكرة من عمرها.
نجا حسني مبارك وعادت المحاولة علينا بالحصار والتضييق في كل المحافل الدولية؟
بدأت العقوبات الدولية من 96 ولسوء الحظ كان السودان تجمعاً لتيارات شتى المؤتمر الشعبي الإسلامي وابن لادن كان موجوداً.
هل قابلت ابن لادن حينما كان موجوداً معنا في السودان آنذاك؟
قابلته مرة واحدة وطلبت منه أن يشيِّد طريق بني شنقول، وقلت له: هذا هو طريق الإسلام وكانت أمواله تذهب لطريق التحدي.
لم يهتم به؟
كان جاداً بيسأل كم طبقة وطول الطريق وطبيعة الأرض والمسارات وعمل ردمية من الدمازين إلى الكرمك ولكنه أخرج بسرعة وترك الآليات في الطريق.
كيف ترى مستقبل الحوار الوطني الجاري -حالياً- بعد رحيل الترابي… هل يؤثر الرحيل على طبيعة الحوار وجدواه؟
القوة الخارجية أهم من الترابي في تحديد ملامح ومستقبل الحوار الوطني الجاري حالياً.
كم تبقى من عمر الإنقاذ؟
لو لم تحدث تغيُّرات وإذا كانت الحركة الإسلامية فعلاً متلاشية وفترة البشير حسب كلامه سوف تنتهي ويعتزل السياسة في 2020 (دي كلها مؤشرات) مهمة لتحديد عمر الإنقاذ ولكن في نهاية الأمر الأعمار بيد الله.
المؤتمر الوطني؟
صار مثله ومثل منبر السلام العادل والإسلاميين كويمات كويمات ومن هم على الرصيف في الطريق لتغيير قناعتهم الكبرى.
الشعب لديه رأي في المجتمع السياسي؟
الشعب مغلوب على أمره، والمجتمع السياسي منكسر وذاتي كل مطلوباته وإمكانياته ذاتية وأنانية جداً، وعيه بذاته أكثر من وعيه بالشأن العام.
كل شيء باهت؟
حينما قلت إن المجتمع السياسي منكسر قصدت أن الخسارات كثيرة جداً وانتشرت عادة بيع خدمات الدولة، رشوة وتسويات وسوق سوداء لئيمة.
هل ستعود أحداث سبتمبر مرة أخرى؟
كل الاحتمالات مفتوحة.
هل سمعت بقوات شرطية متخصصة لحراسة الجامعات؟
يراد لجامعة الخرطوم أن تكون إما مغلقة أو عبارة عن ثكنة عسكرية ولا أتصور حياة سياسية بدون جامعة الخرطوم وهي الجامعة المحورية والمعيار يأتي منها لتحديد المناخ السياسي.
هي فكرة مختلفة؟
فكرة مزعجة ومستفزة.
هل الديمقراطية عائدة وراجحة؟
هي عائدة وراجحة وللأسف الشديد لا بدائل عنها.
دا نعي لكل حياتنا؟
أما الخيام فكأنها خيامهم وكأن نساء الدار غير نسائهم.
السائحون والمجاهدون والدفاع الشعبي(ما مصير هذه التشكيلات القديمة في مستقبل السودان القادم؟
لا يمكن إهمالها وهي أصبحت جزءاً من الحراك العام في السودان شعبي ورسمي وفي نهاية الأمر لن تقوم أية شوكة لأية حركة أو حزب أو جماعة بدون المرجعية الدينية فالإسلاموميتر مؤشر ضروري في المكوِّن المرجعي والعقلية السودانية ولا يمكن تجاهله أو تجاوزه في أي تغيير.
تاني إدخال الدين في السياسة؟
في الفترة القادمة لابد من قيام حركة إسلامية مختلفة جداً، لأنه لا يوجد غيرها سيقوم بالتغيير، وأنا لا أقصد الكيان الخاص أو حركة الزبير أو حركة المؤتمر الشعبي ودي كلها خارج التاريخ ولا مستقبل لها.
وماذا تقصد؟
العصمة قادمة من التحالف العريض صوفية وسلفية وإسلاميين كأفراد وحزب تحرير ولا يمكن أن تجمع هذا التكوين العريض مرة أخرى بفقه الطابور، بل بقيادة واعية وفاهمة مستقبل الحريات وأهمية الآخر ثم النقد والمدافعة والحوار، ويوظف الدين في حياتنا توظيفاً صحيحاً تفاعلاً واعترافاً وتجديداً، وليس فيه تمكين لحزب أو فئة.
المرجعية الدينية مهمة جداً عندكم؟
ليس بذلك المعنى ونحن نعرف أن كتشنر بنى السكة الحديد وفتح طريق الحج، بينما جاء الأنصار(أنصار الدين) فأغلقوا طريق الحج ذاته وحتى الإسلاميين أنفسهم قدموا رؤية وخطاباً دينياً يصلح للقرن الرابع الهجري وليس القرن ال21 لأن مطلوبات القرن ال21 قوامها التنمية والرفاهية والاعتراف بالآخر.
بسبب العلمانية صار الخطاب الديني محل نقاش؟
الخطاب الديني الحالي(بره اللعبة كلها) بسبب توظيفه في الشأن السياسي وجعله مقدساً ودا من سمات التخلف وفيه فقه الطابور وكله عدم ثقة بالنفس والمؤسسات والعقل.
هل توجد شمعة واحدة وسط كل هذا الظلام؟
في شموع في نهاية النفق بسبب الوعي الكبير بين الشباب بالرغم من نزعة الأنانية داخل ذلك الوعي.
الشباب في الحكومة الحالية شيء لا يمكن إنكاره؟
فكرة لا بأس بها، ولكن تم إنتاجها بانتقائية شديدة واستثنائية وفهم البعض إما تكون وزيراً أو تكون عاطلاً في البيت، وهناك مسافة طويلة بين تنفيذ الفكرة وما هو حقيقة على الأرض حول توظيف الشباب في الوظائف العادية والصغيرة.
ندخل بيوتنا السودانية ونشوف حياتنا كيف؟
في كل بيت يوجد إخفاق واضح للدولة، عنوسة وعطالة وبؤس ومرضى بلا علاج وفقر شديد، المشهد أشد بسبب الميزانية الكاذبة وكل كذب في كذب لا مجلس ولا وطن يستطيع إعادة الوزنة، الكل في حيرة والدولة مغلقة والكل في زمن الخلاص الفردي ومرتب المعلم 75 دولاراً، ثمن كتاب عادي، فكيف يضحي بخروف(دا لا يقدر يضحي بدجاجة) وأساتذة الجامعات مثل بعض ضباط الجيش يستحقون الزكاة والموضوع أكبر من وزارة المالية.
كيف؟
(مافي مشروع سياسي) ولا خطة اقتصادية متكاملة والبلد (شبه دولة) والدستوريون عبارة عن جلاليب متحركة وبناطلين وعمم وبناطلين مهرولة.
بناطلين وجلاليب متحركة ومهرولة؟
في خواء وفراغ
بسبب جيلكم الحاكم؟
فعلاً دا جيل ما بعد أكتوبر سبب كل المأزومية ولا يمكن يحكم حتى2020.
الميرغني من لندن إلى القاهرة … كيف تتابع هذا الخبر؟
هو أصلاً يمثل غياباً منذ انتقال الشريف حسين الهندي وظهوره على المسرح السياسي والطائفية هي جزء من تلك الجلاليب المتحركة.
ذكرت لي أنك عائد للتو من العربية السعودية … كيف وجدتها؟
السعودية تمر بامتحان صعب، بل كل المنطقة وأصبحت السعودية محاطة بحزامات الشيعة من البحرين والعراق واليمن ولبنان وسوريا، ولكن خرجت المنطقة كلها من البعد الإستراتيجي زمن كان كسينجر يقول: لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا والإثنين يشكلان غياباً.
كيف تابعت الإنقلاب في تركيا؟
كان شيئاً خطيراً ولو نجح كان سيكون مصيبة على 3 ملايين سوري وبحرب على الأكراد وطرد للإسلاميين.
تحول أردغان لدكتاتور؟
لن يحصل ذلك في تركيا لأنها بلد ودولة قانون ستبطل كل قراراته المتسرعة عن طريق المحاكم.
الرجل فاجأ محبيه من الإسلاميين بتطبيعه مع إسرائيل؟
هو فعل ذلك لأنه مواجه بمواقف صعبة، اقتصاده مهدد ولذلك يصالح روسيا وإسرائيل وإيران.
علاقة السودان وتركيا؟
السودان عبء على تركيا وليس رصيداً ولا يشكل لها إضافة.
(حوار: صديق دلاي) نقلاً عن صحيفة التيار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.