"رسوم التأشيرة" تربك السوق الأميركي.. والبيت الأبيض يوضح    دعوات لإنهاء أزمة التأشيرات للطلاب السودانيين في مصر    د. معاوية البخاري يكتب: ماذا فعل مرتزقة الدعم السريع في السودان؟    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    إدانة إفريقية لحادثة الفاشر    الاجتماع التقليدي الفني: الهلال باللون باللون الأزرق، و جاموس باللون الأحمر الكامل    يا ريجي جر الخمسين وأسعد هلال الملايين    الشعبية كسلا تكسب الثنائي مسامح وابو قيد    وجمعة ود فور    مراقد الشهداء    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    كامل إدريس يدشن أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر    كامل إدريس يدين بشدة المجزرة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالصور.. المودل السودانية الحسناء هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها بإطلالة مثيرة وملفتة وساخرون: (عاوزة تورينا الشعر ولا حاجة تانية)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإسلامي البارز حسن مكي في حوار : الاسلاميين ليس فيهم من يتوجع على البلد
نشر في حريات يوم 07 - 09 - 2016

كيف تقرأ إعلان الرئيس بكونه سيعتزل السياسية في 2020 ولن يترشح للرئاسة القادمة؟
حديث الرئيس مرهون بظرفه حينما يأتي الأوان.. ما زالت هناك أربع سنوات.
الكل إهتم بالإعلان؟
هناك تداعيات كثيرة والمستقبل يقرأ من الحاضر والحاضر فيه تحديات كبيرة والمطلوب التأثير في صناعة ذلك المستقبل، فلو كانت القيادة شاعرة أن السودان قادم نحو تغيير سياسي فعليها أن تساعد في تحديد البدائل وتوسيع مواعين بمزيد من الحريات والشورى ومزيد من الانفتاح والاعتراف بالآخر.
ما هي النزعة العامة واللامعة في طباع الشعب السوداني ؟
السودان اشتراكي بنسبة مائة بالمائة،السكة الحديد والخطوط الجوية، بل والمصارف الكبرى والشركات تنمو في حالة الاشتراك والتعاون.
أين القطاع الخاص في السودان ؟
مافي قطاع خاص في السودان إذا جمعتهم كلهم لن تجد عندهم 100 ألف مليون دولار، ودي قروش بنوك مع 6 عوائل هي ذاتها تعتمد على تسهيلات البنوك، ولذلك في حالة تركز السلطات في يد الرئيس تحصل الانحرافات الاقتصادية والسياسات الخاطئة.
كأنك متشائم؟
لا نرى ملامح القيادة الجديدة ولا نرى أية جدية للتحول الديمقراطي، لابد من مواجهة القضايا وإنجاز الحل السياسي بصورة حضارية لنبدأ التداول السلمي عبر الديمقراطية.. السودان تحوَّل من دولة لشبه دولة.
ونحن في انتظار دولة القانون؟
الناس تعيش في دولة القانون كريمة ومتساوية والدولة نفسها حينما تحتكم للقانون تعيش مرتاحة أكثر من حياتها بالاعتباط من خلال قوة الدولة ضد عباد الله ودولة القانون تتحول بسرعة في سلوك الناس مع الصحافة والأحزاب، لأنها ليست فقط إدعاء وشعارات.. الاستثمار مهزوم بإجراءات الدولة وطلبات السماسرة للمستثمر وآخر تعامل يجافي دولة القانون مصادرة المدارس التركية في الخرطوم وهي دلالة أخرى أننا بلا أي قاعدة لبناء دولة القانون.
هل التأميم خطأ؟
غلط كبير لأنها ببساطة أموال مستثمرين وتم تأميمها بدون أي قرار قضائي وتم التسليم والتسلم بطريقة مضحكة بدون حارس قضائي ولا نيابة، بل بصورة عشوائية جداً
كل هذه المدارس والمؤسسات في تركيا تم تسليمها للحكومة التركية؟
في تركيا الأمر مختلف وستعود في يوم من الأيام، لأن تركيا دولة قانون والعكس عندنا حتى فكرة القانون عندنا ضعيفة.
نمشي الجنوب وخلال يومين كانت الخرطوم تستقبل تعبان دينق ومشار؟
قلت من قبل إن الجنوب وصل لمنطقة اللاعودة (مافيش دولة في الجنوب) والولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تستر عورتها عن طريق المجتمع الدولي ولا يريد الحزب الديمقراطي في أمريكا أن يكون مشروع الانفصال مشروعاً فاشلاً.
كيف تقرأ موقف السودان من الأزمة بشكل عام؟
موقف سليم جداً وواقعي واستقبل المتناقضين في زمن واحد – أيضاً – فلابد من التعايش مع تناقض الجنوب.
كيف يبدو مصير مشار؟
مشار موجود وحاضر ضمن التوازنات الدولية والإقليمية وفي الأبعاد التكتيكية والاستراتيجية.
هل سيعود لجوبا مثلاً (نائباً للرئيس)؟
كل شيء في الجنوب ممكن، ولكن الأزمة في الجنوب أكبر من عودة مشار، فالإستوائيون يشعرون أنهم خارج المسألة والحلول، ولذلك فالطريق بين جوبا وياي مقطوع والشلك عندهم ذات الإحساس وجوبا الآن تتنفس بالطائرات والشعب غير موجود في حسابات النخبة الجنوبية.
أين يوغندا؟
موسيفيني كان يعتبر الجنوب فضاء إستراتيجياً، ولكن الآن أصبح الجنوب عبئاً لها.
بمناسبة موسيفيني، ما سر التقارب مع الخرطوم ويمثل الرجل خطورة ونأخذ الجنائية مثالاً ؟
موسيفيني يحس أن التوازن هو السودان وليس الجنوب وبدون السودان لن يكون هناك جنوب.
تجاوزت ولم تربط موسيفيني بالجنائية؟
اعتقد أن الجو الدولي كل شيء فيه لا يسير لصالح الجنائية.
العقوبات ما زالت على ظهرنا من أمريكا؟
خلال الشهر القادم ربما ستحدث مراجعات كبيرة في علاقاتنا مع أمريكا ويمكن رفع العقوبات.
كثيرا ما نسمع مثل هذا الإعلان؟
ولكن الجديد في هذه المرة أنها جاءت في المصفوفة الأمريكية السودانية (ودي أول مرة تحصل في مراجعة العلاقات).
كيف تنظر لبرلمان الإنقاذ بشكل عام؟
توفى حافظ الأسد عام 2000 وأول من عرف بالأمر (أمر وفاته) هو وزير الدفاع مصطفى طلاس ثم رئيس هيئة الأركان الشهابي ورئيس الاستخبارات شوكت، هؤلاء فقط وليس من بينهم رئيس البرلمان ولا أعضاء المكتب السياسي ولا نوابه.
عبد الحليم خدام لم يعرف خبر الوفاة مع الدفاع والاستخبارات؟
نعم، عبد الحليم خدام لم يكن له علم بخبر الوفاة في تلك اللحظات الحاسمة والصعبة، وذلك الثلاثي اختار واقترح فوراً تعديل الدستور حتى يناسب سن وعمر بشار الأسد والذي أصبح رئيساً.
السؤال كان عن برلمان الإنقاذ (نفهم شنو)؟
بعد ذلك استعدوا.. نواب الرئيس وأعضاء الحزب للتنوير والتنفيذ فقط، وما يجب فهمه أن لا رئيس برلمان ولا نواب ولا مساعدين هم ليس فلكور وحسب ،بل مسرح في الهوا ومنابر للإخراج ولا حول لهم ولا قوة.
حتى الحزب الحاكم؟
حتى الحزب الحاكم واحد من أهم منابر الإخراج ومسرح مهم ولا حول له ولا قوة.
معقول الدكتور إبراهيم أحمد عمر في برلمانه، مجرد مسرح ومنابر إخراج؟
أنا لا أتكلم عن أشخاص والواقع هو الواقع ولو أخذنا حكاية مفوضية الفساد كانت اقتراح من قيادة الدولة والبرلمان عمل لها قانون للمفوضية ولكن حينما لم يوقع عليه الرئيس فارتد بشكل مختلف ولم يعد لديه قيمة وصار مثل النائحة المستأجرة.
كيف؟
لاحقاً ظهر أنه قانون سلب أهم معطياته، فالقانون الأول والمجاز من البرلمان أعطى اللجنة حق نزع الحصانة للتحقيق مع أي شخص دستوي، ولكن أخيراً هذا الحق منتزع من المفوضية.
(وآخر الكلام في الحتة دي)
الاعتبار السياسي أهم من الاعتبار القانوني.
تطاول أمد التفاوض بين الحكومة والمعارضة عشرات الجولات … ما المستحيل؟
لا الحكومة ولا المعارضة عندها ترف في تطاول تلك المفاوضات، فالحكومة مخنوقة بوضع اقتصادي سيء والمعارضة تبحث عن أوكسجين الحياة الداخلي معزولة وغير ملمة بالواقع والحكومة حينما تدخل في اللف والدوران وضعها يسيء أكثر وتدخل في مجال عدم المصداقية للرأي العام الداخلي والخارجي وستكون عما قريب عرضة لاستفحال الأزمات وممكن أية أزمة تحدث وبسهولة تخرجها عن طورها.
الكل خسران من التطاول؟
بالضبط
ربما توجد اختلافات حقيقية؟
كلها مماحكات لفظية جاء عقار وذهب مناوي وأين التالي؟ نفس السيناريو والكلام على الورق مميز والبقية مغالطات أشخاص مثل الإغاثة تأتي عبر الجنوب أو عبر مطارات مدن السودان، واعتقد هذا لا يفسد تفاوضاً مهماً بين فرقاء سياسيين.
يمكن المجتمع الدولي هو من يعرقل؟
المجتمع الدولي يعرف الحقائق ويفهم متى يقدم الإملاءات وكما حصل في نيفاشا قدمنا كل التنازلات وانتظرنا الجائزة ورفع العقوبات وكانت النتيجة اغتيال جون قرنق والجنايات وأزمة دارفوروتقلبت بلدنا رأساً على عقب.
كم تبقى من تجربة الإنقاذ… سلطة وأشواقاً؟
تجربة الإنقاذ لم يتبق منها سوى الأمان والاستقرار في المركز، فالأطراف تحترق والريف طارد والناس تتكدس في أحزمة فقر حول العاصمة والمجتمع كله مجتمع مستهلك.
كيف حال الإسلاميين حينما تقابلهم؟
محبطون جداً والآن لا يكاد يوجد عقل سياسي عنده رؤية متكاملة أو فكرة وهم محبطون وغير مستعدين للاهتمام بالشأن العام وأحلامهم ذاتية وليس فيهم ومنهم من يتوجع على البلد.
(ما معقول)؟
صاروا كويمات كويمات ولا يكادون يتلاقون إلا في العزاء والمآتم وبدلاً عن المتوفى يعزون بعضهم بعضاً، بل لا يكادون أحياناً وفي مكان آخر يتكلمون في شأن عام، تائهون وحيارى وبدون مشروع.
ومتى يصطفوا ويعودوا لمشروعهم وأحلامهم السياسية ؟
الإسلاميون لن يصبحوا أصحاب مشروع إذا لم يتواجهوا بقبول الحريات وبتحدٍ من أنفسهم وعقولهم وأمزجتهم، ولابد أن ينكشف المستور بإعلان موقف جديد نحو الحرية والديمقراطية بدون تكتيك وبدون تسويف .
من هم أعداء التحول الديمقراطي الحقيقيون؟
كل من يملك السلطة ليست لديه مصلحة في نجاح الحوار، ولكن في النهاية الخيل الأصيلة هي التي تظهر عند نهاية اللفة.
اقرأ لنا شخصية أمبيكي التي تتوسط في الشأن السوداني لسنوات طويلة؟
أمبيكي يمثل كل ذلك المسرح السابق تم إبعاده، وهو مطرود من النادي السياسي في بلاده بسبب انتقاده لشركات الأدوية المتخصصة في الإيدز، وكان من رأيه أن القوة التي زرعت المرض يجب أن تدفع الفاتورة وأخيراً هو من دفع الفاتورة وغادر الحكم وهو في منصبه الدولي مثل كوفي عنان يؤدي دوراً مرسوماً له.
نحن بلد اللاءات الثلاث؟
هذا هو المحزن في السودان لا أدري سبباً للانكسار السياسي واستيراد الحلول.
من الذي ظلم الإنقاذ؟
الإنقاذ ظلمت نفسها وهزمها فقه الطابور (صفا انتباه) وهو فقه الطاعة والإذعان بدأ من 30 يونيو 89 واستمر وكانوا يعتقدون أنهم يملكون تلك العصاة على الدوام وأضاعوا روح المدافعة بين أيهما أولى بتلك الطاعة وذلك الإذعان للترابي أم العساكر.
أضاعوا المدافعة من أجل المجتمع والناس والمشروع(مشروعكم)؟
وبغياب تلك المدافعة نعيش في ظروف سياسية صعبة، ونحن كنا حركة أنداد فيها تفكير ومؤسسية وفيها روح نقدية ومحاسبة، ولكن وجدنا أنفسنا حكاماً ومحكومين في سكرة الحكم.
أنت نفسك لو لم تكن محمياً من النظام لن تقول ما تقوله بكونك شجاع أيامنا؟
كتبت ضرورة التداول السلمي للسلطة في سنة 93 والنتيجة كانت الإطاحة بقطبي ومجلته آنذاك ولم يتحملوا حتى مقالاتي.
هل أخرجوك من إدارة جامعة أفريقيا العالمية؟
انتهت دورتي ولن أعود لها وإن أرادوا هم.
ربما أنت تدفع ثمن صراحتك؟
نحن كثر وندفع ثمن المدافعة والنقد برؤية، ولذلك نحن في بيات تاريخي.
هل صحيح أن الراحل الترابي كان يستخف بك ويسميك (خيش حسن) بدلاًعن شيخ حسن مكي؟
أتوقع ذلك ولا أستبعده، ولكني لم أسمعها منه مباشرة وعلاقتي به حتى رحيله كانت قوية جداً ومتينة وكنت أزوره باستمرار وأسلمه الكتب والدوريات المهمة.
أي نوع كنت حريصاً أن تصله من كتب ودوريات؟
كل ما يكتب عن الحركات الإسلامية في العالم ورسائل الدكتوراة والقضايا التي تناقش العولمة والشريعة.
(طبعاً) مؤكد تابعت حلقاته مع أحمد منصور(ما رأيك)؟
للأسف المقابلات التي تمت بقناة الجزيرة محل النقاش لا تمثل الترابي الزي نعرفه (صفَّر نفسه)وكأنه كان في كوستاريكا أو القطب الشمالي، والصحيح أنه كان موجوداً ومتحكماً وفاعلاً وله حضور ومسؤول عن كل القرارات السياسية وكل الحلقات كانت فيها محاولات جادة لتصفير دوره.
نقيف عند محطة علي عثمان وإلزامه بدوره في اغتيال حسني مبارك؟
(أبداً) القضية أكبر من علي عثمان وهي كمين تم الإعداد له بدقة عجيبة أعد إعداداً استخبارياً لاستدراج السلطة المحلية هنا في الخرطوم والسودان لدفن الإنقاذ في مرحلة مبكرة من عمرها.
نجا حسني مبارك وعادت المحاولة علينا بالحصار والتضييق في كل المحافل الدولية؟
بدأت العقوبات الدولية من 96 ولسوء الحظ كان السودان تجمعاً لتيارات شتى المؤتمر الشعبي الإسلامي وابن لادن كان موجوداً.
هل قابلت ابن لادن حينما كان موجوداً معنا في السودان آنذاك؟
قابلته مرة واحدة وطلبت منه أن يشيِّد طريق بني شنقول، وقلت له: هذا هو طريق الإسلام وكانت أمواله تذهب لطريق التحدي.
لم يهتم به؟
كان جاداً بيسأل كم طبقة وطول الطريق وطبيعة الأرض والمسارات وعمل ردمية من الدمازين إلى الكرمك ولكنه أخرج بسرعة وترك الآليات في الطريق.
كيف ترى مستقبل الحوار الوطني الجاري -حالياً- بعد رحيل الترابي… هل يؤثر الرحيل على طبيعة الحوار وجدواه؟
القوة الخارجية أهم من الترابي في تحديد ملامح ومستقبل الحوار الوطني الجاري حالياً.
كم تبقى من عمر الإنقاذ؟
لو لم تحدث تغيُّرات وإذا كانت الحركة الإسلامية فعلاً متلاشية وفترة البشير حسب كلامه سوف تنتهي ويعتزل السياسة في 2020 (دي كلها مؤشرات) مهمة لتحديد عمر الإنقاذ ولكن في نهاية الأمر الأعمار بيد الله.
المؤتمر الوطني؟
صار مثله ومثل منبر السلام العادل والإسلاميين كويمات كويمات ومن هم على الرصيف في الطريق لتغيير قناعتهم الكبرى.
الشعب لديه رأي في المجتمع السياسي؟
الشعب مغلوب على أمره، والمجتمع السياسي منكسر وذاتي كل مطلوباته وإمكانياته ذاتية وأنانية جداً، وعيه بذاته أكثر من وعيه بالشأن العام.
كل شيء باهت؟
حينما قلت إن المجتمع السياسي منكسر قصدت أن الخسارات كثيرة جداً وانتشرت عادة بيع خدمات الدولة، رشوة وتسويات وسوق سوداء لئيمة.
هل ستعود أحداث سبتمبر مرة أخرى؟
كل الاحتمالات مفتوحة.
هل سمعت بقوات شرطية متخصصة لحراسة الجامعات؟
يراد لجامعة الخرطوم أن تكون إما مغلقة أو عبارة عن ثكنة عسكرية ولا أتصور حياة سياسية بدون جامعة الخرطوم وهي الجامعة المحورية والمعيار يأتي منها لتحديد المناخ السياسي.
هي فكرة مختلفة؟
فكرة مزعجة ومستفزة.
هل الديمقراطية عائدة وراجحة؟
هي عائدة وراجحة وللأسف الشديد لا بدائل عنها.
دا نعي لكل حياتنا؟
أما الخيام فكأنها خيامهم وكأن نساء الدار غير نسائهم.
السائحون والمجاهدون والدفاع الشعبي(ما مصير هذه التشكيلات القديمة في مستقبل السودان القادم؟
لا يمكن إهمالها وهي أصبحت جزءاً من الحراك العام في السودان شعبي ورسمي وفي نهاية الأمر لن تقوم أية شوكة لأية حركة أو حزب أو جماعة بدون المرجعية الدينية فالإسلاموميتر مؤشر ضروري في المكوِّن المرجعي والعقلية السودانية ولا يمكن تجاهله أو تجاوزه في أي تغيير.
تاني إدخال الدين في السياسة؟
في الفترة القادمة لابد من قيام حركة إسلامية مختلفة جداً، لأنه لا يوجد غيرها سيقوم بالتغيير، وأنا لا أقصد الكيان الخاص أو حركة الزبير أو حركة المؤتمر الشعبي ودي كلها خارج التاريخ ولا مستقبل لها.
وماذا تقصد؟
العصمة قادمة من التحالف العريض صوفية وسلفية وإسلاميين كأفراد وحزب تحرير ولا يمكن أن تجمع هذا التكوين العريض مرة أخرى بفقه الطابور، بل بقيادة واعية وفاهمة مستقبل الحريات وأهمية الآخر ثم النقد والمدافعة والحوار، ويوظف الدين في حياتنا توظيفاً صحيحاً تفاعلاً واعترافاً وتجديداً، وليس فيه تمكين لحزب أو فئة.
المرجعية الدينية مهمة جداً عندكم؟
ليس بذلك المعنى ونحن نعرف أن كتشنر بنى السكة الحديد وفتح طريق الحج، بينما جاء الأنصار(أنصار الدين) فأغلقوا طريق الحج ذاته وحتى الإسلاميين أنفسهم قدموا رؤية وخطاباً دينياً يصلح للقرن الرابع الهجري وليس القرن ال21 لأن مطلوبات القرن ال21 قوامها التنمية والرفاهية والاعتراف بالآخر.
بسبب العلمانية صار الخطاب الديني محل نقاش؟
الخطاب الديني الحالي(بره اللعبة كلها) بسبب توظيفه في الشأن السياسي وجعله مقدساً ودا من سمات التخلف وفيه فقه الطابور وكله عدم ثقة بالنفس والمؤسسات والعقل.
هل توجد شمعة واحدة وسط كل هذا الظلام؟
في شموع في نهاية النفق بسبب الوعي الكبير بين الشباب بالرغم من نزعة الأنانية داخل ذلك الوعي.
الشباب في الحكومة الحالية شيء لا يمكن إنكاره؟
فكرة لا بأس بها، ولكن تم إنتاجها بانتقائية شديدة واستثنائية وفهم البعض إما تكون وزيراً أو تكون عاطلاً في البيت، وهناك مسافة طويلة بين تنفيذ الفكرة وما هو حقيقة على الأرض حول توظيف الشباب في الوظائف العادية والصغيرة.
ندخل بيوتنا السودانية ونشوف حياتنا كيف؟
في كل بيت يوجد إخفاق واضح للدولة، عنوسة وعطالة وبؤس ومرضى بلا علاج وفقر شديد، المشهد أشد بسبب الميزانية الكاذبة وكل كذب في كذب لا مجلس ولا وطن يستطيع إعادة الوزنة، الكل في حيرة والدولة مغلقة والكل في زمن الخلاص الفردي ومرتب المعلم 75 دولاراً، ثمن كتاب عادي، فكيف يضحي بخروف(دا لا يقدر يضحي بدجاجة) وأساتذة الجامعات مثل بعض ضباط الجيش يستحقون الزكاة والموضوع أكبر من وزارة المالية.
كيف؟
(مافي مشروع سياسي) ولا خطة اقتصادية متكاملة والبلد (شبه دولة) والدستوريون عبارة عن جلاليب متحركة وبناطلين وعمم وبناطلين مهرولة.
بناطلين وجلاليب متحركة ومهرولة؟
في خواء وفراغ
بسبب جيلكم الحاكم؟
فعلاً دا جيل ما بعد أكتوبر سبب كل المأزومية ولا يمكن يحكم حتى2020.
الميرغني من لندن إلى القاهرة … كيف تتابع هذا الخبر؟
هو أصلاً يمثل غياباً منذ انتقال الشريف حسين الهندي وظهوره على المسرح السياسي والطائفية هي جزء من تلك الجلاليب المتحركة.
ذكرت لي أنك عائد للتو من العربية السعودية … كيف وجدتها؟
السعودية تمر بامتحان صعب، بل كل المنطقة وأصبحت السعودية محاطة بحزامات الشيعة من البحرين والعراق واليمن ولبنان وسوريا، ولكن خرجت المنطقة كلها من البعد الإستراتيجي زمن كان كسينجر يقول: لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا والإثنين يشكلان غياباً.
كيف تابعت الإنقلاب في تركيا؟
كان شيئاً خطيراً ولو نجح كان سيكون مصيبة على 3 ملايين سوري وبحرب على الأكراد وطرد للإسلاميين.
تحول أردغان لدكتاتور؟
لن يحصل ذلك في تركيا لأنها بلد ودولة قانون ستبطل كل قراراته المتسرعة عن طريق المحاكم.
الرجل فاجأ محبيه من الإسلاميين بتطبيعه مع إسرائيل؟
هو فعل ذلك لأنه مواجه بمواقف صعبة، اقتصاده مهدد ولذلك يصالح روسيا وإسرائيل وإيران.
علاقة السودان وتركيا؟
السودان عبء على تركيا وليس رصيداً ولا يشكل لها إضافة.
(حوار: صديق دلاي) نقلاً عن صحيفة التيار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.