حادث مرورى بص سفرى وشاحنة يؤدى الى وفاة وإصابة عدد(36) مواطن    شاهد بالصورة والفيديو.. سيدة سودانية تطلق "الزغاريد" وتبكي فرحاً بعد عودتها من مصر إلى منزلها ببحري    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يصل مطار القاهرة الدولي    يؤدي إلى أزمة نفسية.. إليك ما يجب معرفته عن "ذهان الذكاء الاصطناعي"    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (روحوا عن القلوب)    عمر بخيت مديراً فنياً لنادي الفلاح عطبرة    الجمارك تُبيد (77) طنا من السلع المحظورة والمنتهية الصلاحية ببورتسودان    الدعم السريع: الخروج من الفاشر متاح    لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟    12 يومًا تحسم أزمة ريال مدريد    التفاصيل الكاملة لإيقاف الرحلات الجوية بين الإمارات وبورتسودان    البرهان يتفقد مقر متحف السودان القومي    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    بيان من سلطة الطيران المدني بالسودان حول تعليق الرحلات الجوية بين السودان والإمارات    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    كلية الارباع لمهارات كرة القدم تنظم مهرجانا تودع فيه لاعب تقي الاسبق عثمان امبده    بيان من لجنة الانتخابات بنادي المريخ    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    تجدّد إصابة إندريك "أحبط" إعارته لريال سوسيداد    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تنتبه الاحزاب التقليدية لضرورة تغيير بنيتها وأستيعاب الشباب كقوي مؤثرة علي حساب مصالحها الأيدلوجية ….؟
نشر في حريات يوم 14 - 12 - 2016

تدور من خلف الكواليس حملة واسعة لتلميع البروف (كامل أدريس) ويتداول علي نحو واسع هذه الايام مقال عبر تطبيق الواتساب يطرح خيارات حول نظام الحكم واسماء المرشحين لرئاسة المرحلة الأنتقالية بعد تغيير النظام بعد أن لاحت مؤشراته في الأفق ولا نرجي الا ان ننتظر اجل المولي عزّ وجل في أمر كان مفعولا , اذ كنت متعجبا أن من بين الخيارات المطروحة البروفيسور ( كامل ادريس ) متزامنا مع حوار للبروف متحدثا عن الشأن السوداني ورؤيته للسودان الجديد في حوار خاص مع الشرقية نيوز , ولمزيدا من التأكيدات أفلح بحثي عن وجود صفحة في موقع الفيس بوك بأسم البروفيسور (كامل أدريس رئيس جمهورية السودان) والتي يبدو من تاريخها انها انشأت ابان حملته الأنتخابية للعام 2010, ولكنها تمتد الي تاريخ اليوم وتروج للمرحلة القادمة, اضافة الي ان هناك حملة منظمة تهدف الي تلميع البروف في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ,فالبروفيسور (كامل إدريس) مدير عام المنظمة الدولية للملكية الفكرية السابق أحد أبرز الوجوه الوطنية التي شرفت السودان في المحافل الخارجية اكاديميا , اذ لا تتناطح عنزتان على علو كعبه ومؤهلاته الأكاديمية ولا خبراته العملية, وبغض النظر عن رؤيته المطروحه للسودان الجديد بحسب تصريحه للشرقية نيوز التي سنعقب عليها في مقال أخر , ولكن السؤال هل تكفي المؤهلات الأكاديمية والخبرات العملية وحدها لقيادة وطن مثل السودان…..؟ هل تكفي المؤهلات الأكاديمية وحدها لأمتهان العمل العام والسياسي علي وجه الخصوص….؟
( التجاني سيسي) رئيس السلطة الأنتقالية لدارفور لا يختلف عليه الناس من حيث مؤهلاته الأكاديمية, فهو لا يختلف عن البروف (كامل أدريس) فهو ايضا مرصع بالالقاب والدرجات العلمية في اضابير الامم المتحدة ولكنه قدم تموذجا سيئا عندما أمتهن السياسة عمليا رئيسا للسلطة الأقليمية لدارفور ,و بحسب رأيي الشخصي ان امتهان العمل العام و السياسة تحتاج لشخصيات نوعية تجتمع عليها صفات المبادئ و الصدق والأخلاص والتجرد ونكران الذات , والا ما كان لشخصية مثل الشيخ زايد ان ينجح في النهوض بدولة الامارات وهو الذي لا يملك اي مؤهل علمي …..! فالبروف (كامل ادريس) يحمل من المؤهلات والخبرات العملية ما تنوء الجبال عن حملها ولكنه بالرغم من ذلك ليس مؤهلا لحكم السودان ….! فقد سقطت اهليته السياسية عندما ترشح في انتخابات 2010 يدرك الجميع كنهها ….! ومن يضمن لنا انه لا ينتمي لنظام الأنقاذ ورضي لنفسه ان يكون مفعولا به لتغبيش وعي الشعب المغلوب علي امره ….! فتاريخه في العمل العام و السياسي صفر كبير , اضافة الي مواقفه الضبابية التي لا تختلف عن زعماء الأحزاب الأحزاب الذين يمسكون العصا من منتصفها ,ونلاحظ انه شخص مرحلي , فمنذ الانتخابات التي ترشح فيها لم نسمع له ضجيجا أو حراكا يخص العمل العام , او السياسي علي وجه الخصوص التي لم نري له اي اهتمام بأحداثها علي أقل تقدير أبداء الأهتمام بالكوارث والأزمات التي تحدث في الوطن , بل لا نجد له اي صوتا منتقدا للصور المقلوبة التي تجري في البلاد , وبالتالي نحن في غني من هذه الاشكال التي تدمن الوقوف في الصفوف الوسطي.
المرحلة الأنتقالية تحتاج لشخصيات وطنية متجردة حتي لا نكرر اخفاقات الماضي ,أمثال البروف( جعفر بن عوف) الذي تم تكريمه قبل ايام بجائزة حقوق الانسان مع جمعية شارع الحوادث, والدكتورة (هنية مرسي) التي تمكنت من رفع الحظر الأمريكي على توريد الاجهزة الطبية للسودان ..فعلت ذلك دون ضجة ..دون شعارات .. ..ثابرت وقاتلت سافرت في رحلات مكوكية الى واشنطن, الا تكفي مجهوداتهما بتعينهما في حقيبة الصحة ….؟ ويعيدنا الموضوع حول السؤال المحوري هل كل الشخصيات المستقلة مؤهلة لحكم السوان في المرحلة الأنتقالية ….؟ فمن الاثار السالبة سرقة ثورة ابريل 1985 من قبل نظام الجبهة الإسلامية عسكرياً ومدنيا, فجاء على رأس المؤسسة العسكرية الفريق (عبد الرحمن سوار الذهب) رئيساً لمجلس قيادة الثورة (رئيساً لجمهورية السودان)، و اللواء ركن (عثمان عبد الله محمد) وزيراً للدفاع وهما من كوادرِ الجبهة الإسلامية فى الجيش السودانى, وعلى مستوى القيادة المدنية للثورة جاءَ دكتور (الجزولى دفع الله) رئيساً للوزراءِ، والدكتور (حسين سليمان أبو صالح) وزيراً للخارجية, وبالتالي تبدو المسألة واضحة لا تحتاج الي نقاش , فالكيزان خططوا لكل مرحلة ، فما المانع ان يتكرر ذات السيناريو مع البروف (كامل ادريس) الذي يجري تلميعه هذه الايام بغية الاستغواء علي المرحلة القادمة لصالح تنظيم الأخوان المسلمين.
لقد استطاعت الانقاذ اختراق المعارضة وبعض الشخصيات الوطنية المستقلة ,و سقط الكثيرون في عسل السلطة , فالحيرة التي يبدؤها الكثيرون بشأن نظام الحكم البديل ليست منشأها عدم وجود الحكم البديل , وانما المقصود البديل الناجح والمتاح المطروح في الساحة ,بأعتبار ان قيادات الاحزاب التقليدية أصبحت غير مقنعة في شخوصها ولا في ممارستها للديمقراطية, ثم الاهم من كل ذلك عدم وجود برامج مقنعة وواضحة لحل ازمات الدولة السودانية , وبالتالي تمسك قواعد تلك الاحزاب بقياداتها التقليدية وعجزها عن خلق قيادات بديلة فاعلة علي مدي اكثر من أثنين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة عقود بحسب الأحوال يؤكد عجزها علي ان تطرح بديلا موضوعيا , والعلة الكبري في أن اعداد مقدرة من جماهير تلك الاحزاب تتفاعل مع قادة تلك الاحزاب انفعالا رومانسيا , وتكمن المصيبة الكبري ان صعود هؤلاء سوف يهدد الديمقراطية من جديد بعد تغيير هذا النظام , فهؤلاء في الواقع يتاجرون بالام جماهيرهم من اجل مكاسب شخصية , وهذه احدي المكانيزمات التي تستعملها النخبة الحاكمة لاضفاء الشرعية وتغبيش الوعي , فهم في الواقع يخدمون ايدلوجيا القهر الاجتماعي , ولذا يأتي حيادهم كحياد ظاهري في داخله التزام ايدلوجي مبطن, وتنطلق هذه المواقف المتذبذبة من قادة تلك الاحزاب التي تخالف احلام جماهيرها حول الخوف الذي يعتري فهم قادة تلك الاحزاب من ان التغيير القادم سيكون شاملا في بنية المجتمع السوداني, ومن هذا المنطلق يحاولون فرملة التغيير لانه انه في حال ذهاب نظام الانقاذ قد تذهب الاضواء الي قوي وشخصيات اخري , وبالتالي افول نجمهم ….! فهذه الاحزاب ينظلق قادتها من موقف الرفض والعداء لما هو عليه حال المجتمع الراهن..
في انتخابات 2010 كنت قد قمت بأستطلاع وسط بعض المواطنين بشأن الانتخابات وموقفهم منها , والي أين ستذهب أصواتهم,لتقييم مستوي الوعي بين المواطنين, انقسموا لثلاثة شرائح , وكان منطق المؤيدين أجابات علي شالكة(ديل مافي احسن منهم في في الساحة وكلهم جربناهم ) و (الجن البتعرفوا) ومن أطرف الاجابات التي تلقيتها من أحد الطلاب ابان أحدي موجة من التظاهرات ,كان سؤالي له لماذا لا يخرج مع أقرانه ويطالب بحقوقه ….؟ فأجاب بأنه ليس علي أستعداد للمرمطة والسجن والتعذيب وربما الموت وفي النهاية (أعمامك يلقوها جاهزة) يقصد قادة الاحزاب التقليدية , وقد يكون هذا صحيحا من الناحية النظرية بأعتبار أن الاحزاب التقليدية تقاعست عن أداء دورها ورمتنا في هذا النفق المظلم.
ان أخطر ما يواجه التغيير هو حالة الاحباط التي تمكن الانقاذيون من زرعها عن طريق سياسة منهجية بعدة أساليب أهمها , الاغراء و الاكراه والاعلام والتفجير ,وهذه كلها سياسات وأساليب ممنهجة يقصد بها أضعاف الحراك الجماهيري والغرض من كل ذلك زرع الاحباط والتأكيد علي أنه ليس في الامكان أفضل مما كان ولو ذهبت الحكومة لتحول الناس الي شحادين ولدخل التمرد الي كوستي والدمازين, ولو وصل سعر الدولار الي 20 جنيها , ولتحول الوطن الي صومال أخري …..! وهذه هي النقطة التي يتطرق لها الانقاذيون حال ذهابهم عن السلطة, وهم يلعبون في المساحة الممتدة ما بين البديل وسؤاله الموضوعي ,والتغيير ومتطلباته لأحباط أي محاولة للتغيير بأعتبارأنهم شعب الله المختار, وليس في الامكان أفضل مما كان, ولكي يحبطوا عملية التغيير يعيدوا الناس الي صفوف الرغيف والبنزين, واكبر علي ذلك حديث وزير المالية الحالي عندما صرح قريبا اثناء جدال في البرلمان عندما خاطبته نائبة برلمانية ( بأن رجعونا لعهد من قبل الأنقاذ ) فخاطبها قائلا (لو رجعناكم حتمشو المقابر للتعبير عن حال الضنك التي كان عليها السودانيون قبل استيلاء عصبتهم علي السلطة ) ويتقاضون الطرف عن حالات الفساد التي ازكمت الانوف , و عن شلالات الدم التي سالت في دارفور وجنوب كردفان وكجبار وبورسودان ونزوح الالاف من اللاجئين, والمواطن يحارب بالاتاوات والضرائب الباهظة , وتارة بالبندقية وتارة بالمعاناة وشدة الضنك والكثير من الكبائر التي ارتكبتها حكومة الانقاذ في حق الشعوب السودانية, اليس هذه كلها مسائل كافية بالتغيير….؟
من يجادلون بأفضيلة نظام الانقاذ علي من سبقهم في حكم البلاد. وبأنه افضل الوجوه الموجودة في الساحة , يتمحور نقدهم في نقاط غيرموضوعية منها علي سبيل المثال : أن الاحزاب لا زالت تحتفظ بقياداتها القديمة وبرامجها المعزولة التي لا تلبي حاجة المواطن السوداني ….! ولكن الانقاذ نفسها فشل مشروعها الحضاري المزعوم , وكل برامجها التي أثقلت كاهل المواطن السوداني ,وثم أن الانقاذ نفسها محتفظة بذات الوجوه التي ظل البشير رئيسا لها من وزراء ونواب ومستشارين وتنفيذين, وبالتالي ما ينطبق علي قادة الأحزاب التقليدية ينطبق قيادات النظام الحاكم , وما الفرق بين جلوس (البشير) علي رئاسة المؤتمر الوطني مقارنة بين جلوس قادة الاحزاب التقليدية علي سدة كابينة القيادة لاحزابهم لمدي زمني طويل, فهؤلاء السطحيون الذين يرون بأفضلية الانقاذ دون تقديم حجج موضوعية مثل( الجمل الذي لا يري رقبته المعوجة) وبالتالي يجب أن يركز الناس عند السؤال عن البديل للنظام الحالي بالسؤال عن الخطط و البرامج والمناهج والمؤسسات لا علي الاشخاص كما يحدث في هذا الوطن, وهذه هي أهم متطلبات البديل والتغيير الذي يحتاج للكثير من البرامج التي تستهدف جذور المشكلة السودانية من أجل السعي في بناء هذا الوطن علي أسس مغايرة تستوعب تنوع الشعوب السودانية بكل مكوناتها واثنياتها وثقافتها المختلفة, وبالتالي يجب أن يكون السؤال الاساسي كيف يحكم لسودان, وليس في من يحكم السودان , فضلا عن مساءلة عموم الشعب عن حقه في السلطة والثروة والتاريخ والثقافة والادب ودولة حقوق الانسان.
ما سبق كان بشأن المرحلة الأنتقالية , التي أعتبرها مهمة جدا وبالتالي يجب التركيز عليها لأنها سترسم ملامح المرحلة التي ستليها , وهي تهيئة البلاد لمرحلة أن يحكم الشعب نفسه عبر الأنتخابات , وفي تلك المرحلة اتوقع ان يصل الشعب الي مرحلة مرتفعة من الوعي التي بدأت منذ مرحلة مقاطعة الأنتخابات والعصيان, ستكتمل في تلك الفترة الي الحد المعقول يحيث يستطيع المواطن من انتخاب الحزب الذي يري فيه مستقبل الوطن , والي ان تتضح رؤية الاحزاب الأخري اراهن حاليا علي علو كعب قوي الحداثة ممثلة في حزب المؤتمر السوداني الذي يمتلك برنامجا واضحا ورؤية نافذة وممارسة سياسية وديمقراطية مثيرة للأعجاب ,اذ ظل يقدم نماذج مشرفة وهو يتقدم الصفوف بعد ان( فات الكبار والقدرو) كما اراهن علي نجاح تجربة المرشح المستقل الذي يحمل رؤية موضوعية في مجتمع يفتقر لأحزاب طموحة ,فتجربة المرشح المستقل (فاطمة دايب) الفتاة الشابة الصومالية التي ترشحت لانتخابات الرئاسة الأخيرة في الصومال , جديرة بالتأمل , فمن يطلع علي برنامجها يدرك ذلك جيدا , فقد أستمعت لها وشاهدتها عندما أستضافها برنامج "بلا قيود" بفضائية البي بي سي في حلقة قبل شهران وهي سيدة صومالية تركت بلدها لاجئة عندما أجبرت علي الفرار مع اهلها خارج الصومال لتنجو من الأرهاب لتعود بعد ذلك موظفة أممية تساهم في تضميد جراح وطنها الذي مزقته الحرب الأهلية الطويلة، لكن طموحاتها وآمالَها في السلام كما تقول دفعتها للتقدم لخوض سباق الرئاسة، معتقدة أنها ستحقق ما فشل فيه من سبقها , وأعجبتني تصريحاتها الموضوعية , اذ قالت انها ليست سياسية وستجعل من عدم انخراطها في العمل السياسي مصدر قوتها في الوصول الي سدة الرئاسة, واكثر ما اعجبني طموحها وعزمها علي تحقيق برنامجها وهو (حلمها) عند قولها "إنها تأخذ الأمر مأخذ الجد وتتبنى حملة انتخابية، مضيفة أنها "مؤمنة بضرورة تحقيق الحلم، وتضيف "لدي رؤية واضحة تجاه بلادي الصومال، ولدي القدرة لتحقيقها" ,وجدت نفسي معجبا للغاية بطموحها وفكرتها النوعية التي نحتاجها في مجتمعات العالم الثالث , بالرغم من أن مسألة فوزها برئاسة (وطن) كالصومال بأيدلوجيته الدينية المتشددة الحادة ,وخلفيته الزكورية التي تحكمه القبائل قد تكون شبه مستحيل في الوقت الحالي.
من خلال رؤية المرشحة الصومالية الشابة يتضح الرؤية الثاقبة للشباب اذا وجدوا الفرصة لتقدم الصفوف , وفي مقال للاستاذ فتحي الضو اشار الي "الوجود الكثيف للشباب في حدث العصيان المدني، أفرز أسئلة واستفهامات كثيرة في أوساط القوى المعارضة بشقيها المدني والعسكري، لا سيَّما، وأن كلا القطاعين خلت أجندتهما التنظيمية من إيلاء قطاع الشباب الاهتمام الأكبر، هذا إن لم نقل أن نصيبهم تجاوز النسيان وعدم الاهتمام إلى صنع العثرات وسد الطرق حتى يحولوا بينهم وقمم الهرم التنظيمي، وتلك لعمري واحدة من الأمراض المزمنة في النشاط السياسي السوداني بصورة عامة، ولكن لا أظن أنها ستقوى على الصمود بأكثر مما حدث. أي في ظل المعطيات الجديدة التي أوجدها الواقع الراهن بعد العصيان المدني الأخير. وتراني هنا اتفق تساؤلات الأستاذ (فتحي الضو) ومعضدا لأحدي افادات د (منصور خالد) حول الموضوع حيث افاد في في ندوته في الخيمة الرمضانية في رمضان قبل الأخير بان "ان النخب السودانية وعلى تعاقبها فشلت في حل مشكلات البلاد وقتلوا القضايا بالحوار غير المجدي". وتوقع ان يكون الجيل الجديد افضل من سابقه لانه كفر بكل ما جاءه من الأجيال السابقة..
شخصيا اتفق مع أراء الأستاذين (فتحي الضو ) و (د منصورخالد) فالحل سيأتي عبر الاجيال الجديدة التي لها رؤية مختلفة لمشاكل الوطن, ووضح ذلك من الشباب هم الذين أخذوا بزمام المبادرة للعصيان وأجبروا الأحزاب علي التفات اليهم كقوة مؤثرة , فالشباب طاقة كامنة ولكن لتهميش دورها لا تجد الفرصة لذلك للتعبير عن رأيها, بل ويتهم رايها أحيانا بالتسطيح, ونتاج لذلك انتشرت الكيانات الشبابية من خلال انشاء تجمعات سياسية أو اجتماعية شبابية, شباب شارع الحوادث ,قرفنا ,شباب التغيير, كذا وشباب كذا, وحتي داخل الاحزاب السياسية الكبري شباب الامة, شباب الاتحاديين, انبثقت عنها اجسام شبابية , للتعبير عن نفسها , وهي تعبر عن رأي مخالف وحالة تمرد لخط الحزب الذي الغي دورهم .
في العام 2013 في السابع من ديسمبر ألتقطت حركة (حق) القفاز ونظمت بدارها بالخرطوم ندوة سياسية استهدفت الشباب لمناقشتهم ,وسط حشد شبابي كبير مثلث غالبية المكونات الشبابي وعلي سييل المثال شباب الأمة – شباب الأتحاديين- حركة النغيير الان- شباب مزارعي الجزيرة والمناقل- روابط تجمع دارفور- شرارة- شباب النيل الازرق- حركة غاضبون-شباب المناصير-جبهة التغيير الان,والعديد من الحركات والمكونات الشبابية في نقاش هادف تناول تقييم وتجارب الحركات الشبابية ما لها وما عليها ودواعي النشأة وعقبات التطور وافق المستقبل, وفي رأيي الخطوة كانت نوعية وغير مسبوقة في اطار الحراك السياسي السوداني علي مستوي الشياب الذين هم امل هذه اليلاد لانني اعتبرهم (زرقاء اليمامة)تستحق عليها حركة (حق) الاشادة والتقدير فجمع كل هذه المجموعات الشيايبة و الانصات لها خطوة صحيحة ومهمة لان تلك الشرائح ظلت تلاقي التجاهل والاهمال المريب داخل الاحزاب السودانية التقليدية فهناك( تململ) واضح في كل قطاعات الشياب بالاحزاب وعدم رضا بما تفعله قياداتها السياسية بدليل البيانات التي تصدر من حين الي اخر خاصة من قطاعات الجامعات والشباب تعبر عن اراء مغايرة عن ما تسلكه قياداتها, ولكن لنا ان نسأل انفسنا لماذا نشأت تلك الكيانات الشبابية وتنامت بنلك الطريقة وماذا تريد…..؟علي كل حال ان موضوع الندوة كان حيويا افرغ فيها الهواء الساخن واجمل ما فيها ان امن الجميع علي صرورة التنسيق بين هذه الفئات التي تتفق غالبيتها علي رؤي متشابهة, ولكن السؤال هل تنتبه الاحزاب التقليدية لضرورة تغيير بنيتها وأستيعاب الشباب والأعتراف بهم كقوي مؤثرة علي حساب مصالحها الأيدلوجية قبل فوات الأوان ….؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.