سَخرَ رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير من حديث مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، المهندس إبراهيم محمود، خلال مؤتمر القطاع السياسي لحزبه بالخرطوم السبت الماضي، والذي أكَّد فيه "ضرورة التفريق بين الدولة والحزب"، ووصف الدقير، المؤتمر الوطني بأنه حزبٌ مستولد بأُنبوب في رحم السلطة واستقرَّ في يقين قادته ومنسوبيه أنه والدولة كيانٌ واحدٌ ولذلك فهو لا يستطيع فطاماً عن الرضاعة من ثدي الدولة. وقال الدقير : ليس واضحاً ما إذا كان حديث محمود يعني إقراراً باختطاف حزب المؤتمر الوطني للدولة، لكن يبقى هذا الاختطاف شديد الوضوح والشواهد عليه لا تُحصى، حيث فرض المؤتمر الوطني نفسه ممثلاً وحيداً للضمير الوطني وظل لحوالي ثلاثة عُقودٍ يحتكر القرار المُتعلِّق بحاضر الوطن ومُستقبله ويتعاطى معه بانفرادية بائسة، وقال الدقير: رغم حصاد الهشيم الذي أنتجته سنوات حكم المؤتمر الوطني، فإنّه لم يفُق من غيبوبة سُكرة السلطة وما زال أسيراً لنظرية "تماهي الحزب مع الدولة" وعاجزاً عن توجيه بصره إلى المستقبل وقبل ذلك إلى تحديات الحاضر، فها هو ذا حوار وثبته يتمخض عن استمرار هيمنته على السلطة في كلِّ مستوياتها واحتكار رئاسة مُؤسّساتها السيادية والتنفيذية والتشريعية وكأنَّ غيره ليس موجوداً، ولا يلوح في الأُفق غير استمرار اتكائه على ترسانة القوانين القمعية وتقييد الحراك السلمي المعارض، وشدَّد الدقير على أنَّ الحوار الذي لا يفضي لإنهاء دولة الحزب لصالح دولة الشعب لا فائدة منه ولا ينتج التغيير الذي يحقق مشاركة الجميع في صياغة المصير الوطني، وأضاف: "تظلُّ الأغلبية المحرومة من المُشاركة في إدارة وطنها وصياغة مصيره تختزن أوجاع المخاض في مُعاناتها وصمتها، ويظلُّ الرهان عليها رابحاً، لأنَّ إرادتها على موعدٍ صادقٍ مع ولادة فجر التغيير".