أقام المركز العالمي للدراسات الإفريقية، وهو أحد مراكز الدراسات المقربة للإنقاذ، ندوة حول كيفية المحافظة على دولة السودان أكدت أن البلاد تواجه مهددات قادرة على تفتيت ما تبقى من رقعته ما لم يتم تداركها. وكشف أحد المتحدثين بالندوة عن أنه يوجد ما لا يقل عن مليوني قطعة سلاح بيد المواطنين. وتحدث في الندوة د. عمر عبد العزيز أستاذ العلوم السياسية بجامعة جوبا مشيرا للتآمر الدولي والإيادي الإسرائيلية، و(تنامي الجهوية والقبلية خلال فترة حكم الإنقاذ نتيجة لإجتهادات قادتها في إضعاف الأحزاب السياسية “لبنات البناء الوطني” ما دفع الجماهير تلقائياً للإلتجاء إلى القبيلة). ونمو ظاهرة الشقاق في المجتمع، وإتباع مناهج وسياسات خاطئة منتقدا عدد من ملامح اتفاقية السلام، ووجود رغبة حقيقية للتغيير، وهو عامل في حد ذاته لا يمثل تهديداً ولكن التهديد يكمن من جراء عسكرة الشعب. وقال عمر بوجود ما لا يقل عن مليوني قطعة سلاح منتشرة في إيدي المواطنين. فضلاً عن وجود حركات مسلحة، محذرا من أن أي تغيير تنطلق فيه رصاصة واحدة سوف يسوق البلاد بكاملها تجاه حرب أهلية لا تبقى ولا تذر أسوة بالنموذج الليبي. وكان من أبرز المقترحات في الندوة ضرورة إجراء حوار وطني جاد وحقيقي بين مختلف المكونات وصولاً للتوافق الوطني، والوصول لعقد اجتماعي جديد ومخاطبة جذور القضايا، ومحاربة الفساد، ومعالجة الآثار الاقتصادية الناجمة عن انفصال الجنوب، وخلق علاقة جيدة مع الدولة الوليدة، ومحاصرة النزعات الانفصالية وأسبابها، وإعادة صياغة السياسات الخارجية، والإلتفات لأهمية حل قضية مياه النيل بحسبان أن الشمال قد يدخل مرحلة ما أسماه (الفقر المائي)، بجانب الوقوف عن الإلتجاء للعنف كثقافة لمعالجة القضايا. والندوة التي جاءت تحت لافتة سؤال: (كيف نحافظ على دولة السودان)؟ أشارت بوضوح إلى أن العديد من الطرق تؤدي إلى تفتت الوطن، لكن تبقى هناك طرق الجماعة -أو الطريق المفضى إلى النجاة -التي تحمل معها الوطن تجاه بر السلامة الوطنية.