قال القائد مني أركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان أن الحل الوحيد لأزمات البلاد اسقاط حكومة المؤتمر الوطني ، بتوحيد الشعب السوداني وكياناته المختلفة ، وانه اذا استمر المؤتمر الوطني في السلطة فان السودان سيتمزق بصورة كاملة ونهائية . وأضاف في حديث عميق مع صحيفة (حريات) ان حركات الهامش حركات قومية ومطالبها مطالب كل أهل السودان ، ولكن المؤتمر الوطني خلق انطباعاً بانها حركات محلية ، اضافة الى أثر الصورة الذهنية القديمة عن القائد السياسي لدى بعض السودانيين ، والتي تركز على منطقته وعرقه بدلاً عن رؤيته وبرامجه . ودعا القائد مناوي المثقفين الديمقراطيين لمساعدة حركات الهامش التي تفتقر الى بعض الخبرات والبرامج التدريبية والتربوية ، وأعلن انهم في حركة تحرير السودان يرحبون بمثل هذه المساعدة . ورداً على حديث الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الصوارمي عن عدم وجود قوات المقاومة على الأرض ، سخر مناوي قائلاً : هذا الصوارمي كما يقول العسكريون للذي في حالته (جنا جيش صغير) ، فالبشير نفسه كان يردد هذا الحديث منذ 2003م ولكن هل هذه هي الحقيقة ؟!. فمن أين يا ترى جاء جيش العدل والمساواة عام 2008 حين دخل أم درمان ؟! هل نزل من السماء ؟! هذا حديث بائس ملئ بالاكاذيب الفارغة لخداع أهل السودان ، وجيش الحكومة لا وجود له الا في المدن الكبيرة وعواصم الولايات ، بل والحكومة نفسها لا وجود لها الا في تلك المناطق ، وحديث الناطق الرسمي لجيش الحكومة حديث استهلاكي للشارع في الخرطوم وليس لأهل دارفور الذين يعلمون الحقيقة. وأضاف : هذا الصوارمي وغيره من الذين يتحدثون من مكاتبهم المكيفة في قلب الخرطوم لم يسبق لهم ان خاضوا حربا ولا يعرفون طرقها ودروبها ، فمتى كانت الحروب والمعارك تدار بترديد الاكاذيب ، ولو كانت الاكاذيب تحقق نصراً في المعارك لانتصر عراق (الصحاف) على قوات التحالف . وهذا (الوليد) الصوارمي وغيره من الذين ادخلوا الى العسكرية دون المرور بالتدرج العسكري المعروف يعتبرون دليلاً واضحاً على تدهور وانحطاط الأوضاع في البلاد والذي لم تسلم منه كل مرافق الدولة ، هؤلاء (العسكريين الجدد) ينكرون حتى أسراهم الذين في الأسر ولا يتسلمون جنودهم الاسرى ولا يهتمون بهم ، لقد ابتذلوا حتى شرف الجندية . ( نص الحوار أدناه وفي قسم حوارات) : من مواليد 1969م، شمال دارفور، محلية كتم ، – مجلس ريفي كتم وقتها - منطقة فوراوية اقصى شمال دارفور. درست الابتدائي في فوراوية، والمتوسطة في كرنوي، والثانوي بالفاشر الثانوية. كانت هناك ومنذ زمن بعيد ارهاصات لقيام حركات مقاومة في دارفور، ونحن صغار سمعنا باللهيب الأحمر ، وجبهة نهضة دارفور لاحقاً، وكانت حركة فكرية اكثر من كونها عسكرية مسلحة ، ومن ثم ظهور بولاد عام 1992م، والتحالف الفيدرالي بقيادة دريج وشريف حرير ، ويمكن القول ان حركة تحرير السودان امتداد لذلك التاريخ ، وبالمناسبة تأسسنا في البداية كتحالف فيدرالي، ولكن الظروف على الارض فرضت تشكيل حركة تحرير السودان. والمقاومة بالطبع نتيجة لممارسات الحكومات المختلفة في تهميش وتجاهل دارفور ، والتي توجتها حكومة الاسلاميين ( الانقاذ) . اذن قيام حركات رافضة للوضع القائم في دارفور لم يكن وليد اللحظة ، بل هو موجود منذ زمن . تجربتي قصيرة ، ولكن طبعا التجارب القصيرة في دولة مثل دولتنا تعطيك تجربة كبيرة ، اكبر من مدتها الزمنية بكثير ، فقد دخلنا معارك عسكرية كثيرة وكبيرة، وفي المعارك تتعلم الكثير، تفقد وتكسب، كما في المحطات السياسية. دخلنا اشرس المعارك الحربية في تلك الفترة . وأخطر المعارك التي خضناها معارك ديسا الأولى وديسا الثانية وسميناها (قور بوجونق) – كلمة بلغة الزغاوة تعني بالعربية الصخور الطويلة - وكذلك معركة (كتم) كانت معركة صعبة وشرسة وتعلمنا منها الكثير ، واقول انها معركة صعبة لأننا فقدنا فيها اعز قادتنا مثلها مثل معركة ابو قمرة التي فقدنا فيها القائد الفذ عبد الله ابكر. وكانت بالمعارك الحربية دموع كما كانت بها دماء ، ولكن من حسناتها اننا تمكنا من تصعيد قضية دارفور على المستوى الدولي والعالمي وفضح ممارسات حكومة الإنقاذ. وعلى الصعيد السياسي دخلنا ايضا معارك كثيرة لا تقل شراسة عن المعارك العسكرية . هناك محطات عديدة لا يمكن حصرها هنا . ابدأ عن تجربتي في القصر ، بسبب وجودنا داخل القصر في تلك الفترة يتصور البعض انه كانت هناك شراكة بيننا وبين المؤتمر الوطني ، لم تكن هناك شراكة ابداً معه ، فقد اتيت معارضاً ، ودخلت القصر معارضأً ، وخرجت الآن كمعارض ، اذن اين هي الشراكة ؟! وبعد دخولنا القصر فهمنا كيف يفكر المؤتمر الوطني وقادته وهو بالمناسبة لم يلتزم ولم ينفذ اتفاقية ابوجا ، وكانوا يريدوننا كحزب من احزاب التوالي. والتجربة المهمة التي خرجنا بها ان المؤتمر الوطني لا يراعي عهداً أو اتفاقاً ، وان قادته يقولون ما لا يفعلون . دعنا نبدأ بتاريخ الخلافات، يمكن القول انها شبه موروثة ، فقد أتى البعض الى الحركات بفهم احزابهم التقليدية التي كانوا ينتسبون اليها ، فاعضاء حركات دارفور لم يولدوا هكذا ثم انضموا للحركات فقد اتوا من خلفيات ومدارس سياسية مختلفة فكان من الطبيعي ان تكون هناك اختلافات حالهم كحال باقي القوي السياسية المختلفة في الشمال . هذا اضافة الى تنفيذ خطة الجبهة الاسلامية الشيطانية : ( فرق تسد) ، خصوصاً وان من منسوبيها متعلمين ومثقفين ، ومن أبناء دارفور، فاستطاعت بواسطة هؤلاء نسج وتنفيذ مؤامراتها ، و(فرتقت) الناس وجعلتهم شعوباً وقبائل لا ليتعارفوا كما يقول الدين بل ليتعاركوا . ثم اصبح هذا النهج سياسة ثابتة لهم في دارفور ، تقسيم الناس بشراء الولاءات والذمم واعلاء الروح القبيلية وضرب القبائل ببعضها البعض . وبحكم تجربتي المتواضعة اقول لك ان أكاذيب ودعايات المؤتمر الوطني وترويجه عما يسمى ب (دولة الزغاوة الكبرى) ، ساهم في ازكاء نار القبلية . وايضاً عدم النضوج السياسي وقلة الخبرة السياسية لمنسوبي وقادة بعض الحركات هذا كله ساهم في الخلافات. وطبعا بالإضافة لعدم وجود التنمية وبالتالي تفشي الجهل وقلة التعليم . ولكنني لست متشائماً ، فقد بدأ الوعي في دارفور ، فالمصائب يجمعن المصابين ، كما يقولون ، فقد انتبه أهل دارفور الآن لالاعيب وخطط المؤتمر الوطني القائمة على تقسيمهم لكيانات وقبائل صغيرة لكي يسهل ابتلاعهم ، لذا وكما تلاحظ الآن فان شعار الوحدة – وحدة المقاومة – أعلى من شعار الفرقة والتشتت . وبعد تجارب كثيرة وكبيرة واتفاقيات ونجاحات وخسائر وصلنا الى ان القوة في الوحدة، وهذه القناعة لم تكن لتترسخ لولا التجارب بمراراتها وآلامها. ورؤيتنا ان الوحدة ممكنة واقصد وحدة المقاومة وذلك بأن نقبل الآخرين بكل اختلافاتهم الفكرية والسياسية وان نأخذ التغيير كهم اول ثم نركز على الأدنى المشترك بيننا ، وهو اسقاط النظام وتحقيق دولة المواطنة. وفي هذا الصدد وقعنا اتفاقاً مع حركة العدل والمساواة يتحدث عن دولة المواطنة ودولة القانون، وكذلك وقعنا تحالفاً للمقاومة في دارفور مع الاستاذ عبد الواحد محمد نور ، وايضاً مع التحرير والعدالة - ليس السيسي. ونتناقش الآن مع الحركة الشعبية بالشمال وبقية القوى السياسية غير المسلحة في الخرطوم . ابداً ، اتحدث عن حركتنا ، ولا اريد ان افتي في أمور الحركات الاخرى ، نحن ننطلق من منطلق قومي ومطالبنا مطالب كافة اهل السودان. اما الانطباع عن اننا محليين فهذا انطباع خلقته بالأساس حكومة المؤتمر الوطني في أذهان البعض . والمؤتمر الوطني حزب محلي وغير قومي عكس حركات المقاومة ، لذا فان له مصلحة بان يظهرها في مظهر الحركات المحلية المطالب والأهداف . الانقاذ ليست مؤسسة للحفاظ على المواطن وحقوقه وسيادة الدولة. فمثلاً اذا ذهبت الفشقة فإنهم لا يهتمون لانهم يحسبونها حسب المسافة وبعدها أو قربها من الخرطوم ، وكذلك دارفور ، الجنوب يقولون بأنها بعيدة . وهذا امر يحسب على الحكومة وليس علينا ، ونحن نرى ان الحل في سقوط الدولة القائمة في الخرطوم التي تمثل أكبر خطر على وحدة وسيادة البلاد . ان هذه الحكومة حكومة عنصرية لفئة معينة وهي لا تهتم بالمواطنين البعيدين عن الخرطوم شرقاً وغرباً وجنوباً بل وفي الشمال الأقصى ايضاً . ولكي نكون واضحين فان النظرة الضيقة في اذهان بعض السودانيين عن قادة حركات المقاومة في الهامش ساهمت كثيراً في هذا الانطباع ، فإذا خرج ثائر من دارفور مثلاً او من جبال النوبة قد يعجب الناس بخطابه وما يطرحه من برامج ، ولكن يبقى هناك دائماً ثمة (لكن) ، فتجدهم يقولون كل شئ تمام (لكنه) من دارفور او جبال النوبة ، او الشرق أو الجنوب سابقاً. وطبعاً هذا سببه التربية الوطنية الخاطئة ، التربية التي تكرس لأناس من جهة واحدة واثنية واحدة ، كحكام ابديين في اذهان الناس. لذا تجد الناس تعجب بما يطرحه الحلو او مناوي أو عبد الواحد أو جون قرنق ولكن المنطقة التي اتوا منها تبقى هي السؤال الرئيسي في اذهان الناس . لذا قبل كل شئ يجب تغيير الصورة الذهنية عن الحاكم لدى السودانيين ، الصورة القائمة على شكله ومنطقته وعرقه ، وليس على رؤيته وبرنامجه . صحيح تماماً – لا توجد برامج تربوية لكادر حركات الهامش . .وانا شخصياً اقر واتفق معكم في ان حركات المقاومة تعاني من اشياء كثيرة . ان حركات المقاومة في دارفور برغم عدالة قضيتها وقوة حججها الاخلاقية والقانونية والسياسية الا انها تفتقد في كثير للأحيان للمقومات الفكرية ويعاني أغلب كوادرها من عدم وجود البرامج التربوية القوية التي تؤهلهم للقيادة بعد ذلك . ويكمن السبب في عدم وجود تجارب سياسية راسخة لحركات الهامش اضافة للمشكلة الكبيرة المتمثلة في عزوف المثقفين من الشماليين الآخرين ممن لديهم تجارب وخبرات عن مساعدة الحركات ، فالمثقف الشمالي تجده دائماً يقف بعيداً عن الثوار ، علماً بانه في حركات التحرر العالمية الاخرى كان المثقف يحمل القلم بجانب الثائر حامل البندقية . وانا انتهز هذه السانحة لأعلن اننا في حركة تحرير السودان مستعدين لقبول هذه المساعدة من المثقفين الديمقراطيين . هذا الصوارمي كما يقول العسكريون للذي في حالته (جنا جيش صغير) ، فالبشير نفسه كان يردد هذا الحديث منذ 2003م ولكن هل هذه هي الحقيقة ؟!. فمن أين يا ترى جاء جيش العدل والمساواة عام 2008 حين دخل أم درمان ؟ هل نزل من السماء ؟ هذا حديث بائس ملئ بالاكاذيب الفارغة لخداع أهل السودان ، وجيش الحكومة لا وجود له الا في المدن الكبيرة وعواصم الولايات بل والحكومة نفسها لا وجود لها الا في تلك المناطق ، وحديث الناطق الرسمي لجيش الحكومة حديث استهلاكي للشارع في الخرطوم وليس لأهل دارفور الذين يعلمون الحقيقة. هذه الحكومة لا تهتم بالإنسان مطلقاً ، ولا تهتم بمن مات أو لم يمت ، ولا تخاف ولا تهتم الا عندما يصل الخطر الى الخرطوم ، وهي حكومة عنصريين وشذاذ آفاق فاستراتيجيتهم تقوم على عدم وصول الحرب الى الخرطوم ، بينما لا تهتم بالهامش اطلاقاً . فهم يقولون الحركات في الهامش ومن يموت في الحروب هناك من جنود الحكومة هم ايضاً من ابناء الهامش اذن ليست لدى ضيقي الافق والعنصريين مشكلة . وهذا الصوارمي وغيره من الذين يتحدثون من مكاتبهم المكيفة في قلب الخرطوم لم يسبق لهم ان خاضوا حربا ولا يعرفون طرقها ودروبها ، فمتى كانت الحروب والمعارك تدار بترديد الاكاذيب ، ولو كانت الاكاذيب تحقق نصراً في المعارك لانتصر عراق (الصحاف) على قوات التحالف . وهذا (الوليد) الصوارمي وغيره من الذين ادخلوا الى العسكرية دون المرور بالتدرج العسكري المعروف يعتبرون دليلاً واضحاً على تدهور وانحطاط الأوضاع في البلاد والذي لم تسلم منه كل مرافق الدولة ، هؤلاء (العسكريين الجدد) ينكرون حتى أسراهم الذين في الأسر ولا يتسلمون جنودهم الاسرى ولا يهتمون بهم ، لقد ابتذلوا حتى شرف الجندية . اقول لكم في البداية والنهاية لا بد من اسقاط حكومة المؤتمر الوطني ، وهذا لا يتم الا بتوحد كل الشعب السوداني وكياناته . واذا استمر المؤتمر الوطني في السلطة سيتمزق السودان ولن نجده حتى على الخارطة . شكراً ل (حريات) صوت الديمقراطيين والمهمشين .