معارك ضارية ب (بابنوسة) والدعم السريع تقترب من تحرير الفرقة 22    "وثائقي" صادم يكشف تورط الجيش في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين (فيديو)    السودان.. وفد يصل استاد الهلال في أمدرمان    مسؤول بهيئة النظافة يصدم مواطني الخرطوم    اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: التقديم الالكتروني (الموحّد) للتشكيل الوزاري    السودان.. كامل إدريس يعلن عن 22 وزارة    هل ستتأثر مصر في حال ضرب المفاعلات النووية؟    إيران تغرق إسرائيل بالصواريخ من الشمال إلى الجنوب    كامل إدريس وبيع "الحبال بلا بقر"    إنريكي: بوتافوجو يستحق الفوز بسبب ما فعله    "كاف" يعلن عن موعد جديد لانطلاق بطولتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي    عندَما جَعلنَا الحَضَرِي (في عَدّاد المَجغُومِين)    حكومة أبو نوبة.. ولادة قاتلة ومسمار آخر في نعش "تأسيس"    نص خطاب رئيس مجلس الوزراء "كامل ادريس" للأمة السودانية    السفير عدوي يشيد بدراسة إنشاء منطقة لوجستية على الحدود السودانية    الاهلي المصري نمر من ورق    الجمعية العمومية الانتخابية لنادي الرابطة كوستي    السجن والغرامة على متعاون مع القوات المتمردة بالأبيض    ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو والفوز بهدفين لهدف    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    ماذا قالت الصحف العالمية عن تعادل الهلال مع ريال مدريد؟    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    السودان والحرب    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جامعة الخرطوم: إني أرى نيرون يعد قيثارته
نشر في حريات يوم 29 - 11 - 2010


محمد عثمان :
في الواقع،كان بداخلي إلتزام ثقيل علي ،أن أهجر كل ما له صلة بحركة الطلبة ومشاغلهم ،لا إستعلاء بل قطعا هو تواضع مشوب بإحترام التاريخ والتجارب الأخرى التي يجب -في رأيي-أن تساق بعيدا عن المعاشيين أمثالي واللذين انتهت صلتهم الأكاديمية ببرنامج البكالوريوس وليس العطاء السياسي والنظري طبعا.
لكن والحق يقال إني مضطر وحر في كتابة هذا الموضوع،مضطر لأن الناظر لشأن السياسة في المرحلة المقبلة يعلم تماما أن مواقع النشط السياسي الخلاق مهجورة ومجهضة بفعل فاعل حتى من قبل أهل(الدار) أنفسهم ..حر لأني أعتبر نفسي معفيا من بعد القيود الوادرة في سياق العمل السياسي وسط الطلبةعلى صعيد آخر فإن من المتفق عليه نوعا ان المساحة الوحيدة المحررة نوعا ما ،هي جامعة الخرطوم وهذا الأمر يمكن أن نعده لسببين سبب متعلق بطبيعة الوجود السلطوي في الجامعة ذاتها في وسط الطلبة والإدارة :أنه مازال تنظيم السلطة(حركة الطلاب الإسلاميين الوطنيين)بعيدا عن كل البعد أن يكون قوة جماهيرية خارج أفق الإتحاد،والدلالة على ذلك انتخابات الروابط التي أجريت فمثلا في الكلية التي وصل إليها أبناء(العصبة أولي البأس وهي كلية القانون ،عمدوا بصورة مفاجئة إلى إختطافها إختطافا بالتآمر وسبق الإصرار والترصد وهم الآن يحشون مقاعدها حشوا بعدد من مستويات محددة حيث هناك عدد من الطلاب في مجلسها ليسوا حتى منتخبين
السبب الثاني متعلق بالقوى السياسية المعارضة،وهي حالة الفصام أو لنقل الإستقلالية التاريخية بين طلاب التنظيمات وقيادتهم..والتي أعطت لفترة من الزمن نوعا من المرونة في العمل المعارض،وهي مايثير ذعر السلطة(اللا مبرر في معظمه) وبالتالي تتوافر الشروط الوضوعية لخلق براحات الصدام والذي هو أيضا قابل للشحن من القضايا الساخنة المسكوت عنها من قبل المعارضة خارج أسوار الجامعة
المشهد السياسي عادة في الجامعة لا يقرأ كاملا بصورة صحيحة، فإذا كان المشهد الحالي يمكن وسمه بالحرب فليس هناك ثمة مايسمى حرب واحدة،هناك دائما حربان:حرب لك،وحرب لخصمك،وبالتالي هناك مشهدان ،ومنطقان..لكي تكتمل الصورة وما لنا في ذلك إلا التنظير والتحليل.
إن الصراع السياسي في جامعة الخرطوم يمر الآن بمرحلة جديدة،فالصراع في الفترة الفائتة ،كان بين جسمين،السلطة والمعارضة حيث كانت الصفوف أكثر تمايزا من الآن ،وكما تقول قاعدة باولي:لا يمكن لجسمين أن يشغلا نفس الحيز في وقت واحد ،فكان وعبر إستراتيجيات طويلة الأمد ،وتكتيكات متعددة للسلطة أن تسرق من هذا الصراع جوهره الإجتماعي ،والمعبر عن الفئات الكادحة والمسحوقة من الهامش،وصفوف الوطنيين والقوى السياسية الديمقراطية ، إلى أن يأخذ شكلا فوقيا هزيلا ،تنجح دائما السطة في كسب معاركه لأنها في آخر المطاف سلطة دولة..
الآن ،لا يمكن القول بوجود مثل هذين الجسمين..فمن ناحية السلطة صار تنظيمها مستلب الإرادة لصالح جهات أمنية ومراكز قوى متصارعة تتقاذف بقيادته(إقالة أمين الطلاب بالمؤتمر الوطني)لوصمه باللليونة حسب مارشح من معلومات عبر الصحف(الإنتباهة)..وبالتالي تأثر الخط السياسي ،بعد أن كان سقفه هو الفوز بالإتحاد وإضمحلال العمل السياسي والعمل العام من الجامعة ثم البدء في مسلسل من التزوير والتزكيات الفارغة.تحولت عندها حالة التوهان هذه إلى طاقة من العنف (المضبوط) حاليا والذي هو أشبه بمارد في قمقم منتظرا كلمة السر.لم ينجح الإتحاد في معركة جماهيريته،فقد إنقلب سلاح اللا مبالاة الذي حاول إبتداعه في وجه العمل السياسي لينقلب ضده ،بإعتباره تنظيما سياسيا ،ورفد له من رفد من عضوية بالية وخالية الذهن ،فوجدت إرثا من الصراعات حول المكاسب المغلفة بالجهوية حينا ،وحينا تغلف بالإصلاح !
أما من ناحية القوى السياسية ، فإن طلاقا بائنا لا بد أن يرمى ،أمام الجماهير،بكل ثقل العبارة الشكسبيرية( إن لم تكونوا جزءا من الحل فأنتم جزء من المشكلة)..وذلك بطرح برنامج ديمقراطي حول قضايا أساسية ،ستكشف أن لبعض القوى الموجودة إسما ،مصالح خفية وعلنية في آن واحد في وجود إما علاقات هادئة مع السلطة ،أو نوع من المعارضة الناعمة ،المدفوعة القيمة مسبقا..
عملية الإصطفاف هذه ،لا بد لها أن يكون لها أساس نظري ،ويتمثل في أن الرهان على الجماهير ،موقف إستراتيجي ،قد لا يؤت أكله في القريب المنظور ، لكنه سيرسم مسارا لحركة طلابية ثورية حقيقية تؤمن بالحرية والديمقراطية ،واضحة المعالم والأهداف ،معبرة عن قوى متنوعة داخلها..
ولأن تنظيم السلطة ،لا يمكن له المراهنة على مبدئية صراعه مع التنظيمات ،وأن يتحول فجأة لخصم أخلاقي ، يمكن له أن يتنازل عن موقع واحد ولو لم يكن مهما في هذه المرحلة الحرجة بالنسبة للسودان ،والأكثر حرجا بالنسبة له هو..أن يخلق نفاجا لصوت مضاد عال، لايقع ضمن قبضته من إغراءات وتهديدات كما يفعل مع قيادات الشيوخ(البايولوجي) في الشارع..ولأن الصراع كما أسلفا هو مع جهاز دولة ، لابد للحركة الطلابية أن تعي أمرا واحدا بهذا الخصوص ، أنه في سبيل أن يحافظ الإتجاه الأمني الغالب داخل المؤتمر الوطني على نجاح حالة الجفاف والعقم المنشطي في سوح الجامعات ، يمكن له أن يتحول ل(نيرون) الذي حرق روما لكي يبيد المسيحيين ويتيح له إعادة هيكلتها من جديد،وقد فعل ذلك كما تقول بعض الروايات التاريخية..وهو يعزف على قيثارة من على شرفته !
إذا عدنا إلى إرهاصات الوضع الحالي بإقتراب إنتخابات الإتحاد، فإنه وفق حالة الإحتقان الداخلي والتوهان التي يعانيها تنظيم السلطة خصوصا وهو يعاني من التحول لبرنامج مستديم وسط الطلاب ،بدلا من أدوات الإبتزاز ،والتلون، والأساليب غير المستقيمة ،والبراغماتية الفجة بين (كون إحدى الوصايا العشر أن يكون المسلم جادا لايميل للمزاح) والصيوانات الضاجة ب(شكر الله) و(الهيلاهوب) !..والصراع المعتاد بينهم كلما هلت إنتخابات وفتحت الأبواب لمأكلة جديدة..فإنه وفق هذا الراهن ،يعتبر لجوءهم لأسلوب المواجهة السياسية الكلاسيكي ،أمرا مستعبدا وفق نمطية التفكير الحالي ،بل ووفق الخطاب الحالي المبثوث من قبلهم فإن إرهاصات العنف (الكوماج) تظل مرتفعة ،وهي هذه المرة تهدف إلى جذب تنظيم(معين) إلى هذا الفخ،ومن ثم تأجيل الإنتخابات ،أو غلق الجامعة !!
يبقى الرهان كما سأوضح في المقال القادم على أهمية بناء حركة ديمقراطية على مستوى 22 ألف مقعد..هي قطعا أهم من 40 مقعد معزولة على شارع النيل
إن ما يحدد آليات الصراع ،هو حول ماذا يدور؟الصراع في الجامعة الآن ،صراع تخوضه القوى الطلابية بالوكالة عن قوى خارج أسوار الجامعة..الذي ساق الأمر لمثل هكذا أمور ، كانت مثل نظرية (الفوضى ) والتي تقوم على أساس وجود أحداث غير منطقية ولا مترابطة مع بعضها إن قرئت منفصلة،لكنها في نهاية المطاف تولد نتيجة تعطي لكل هذه الحوادث شكلا منطقيا..
- ما حدث بإتحاد التحالف الأخير،تكرار أحداث العنف في الفترة الماضية من الإعتقالات المتكررة لبعض كوادر التنظيمات السياسية وصولا لجريمة إغتيال الطالب الشهيد محمد موسى ،محاصرة الكليات بالأسيجة والأسوار،تبديل الحرس الجامعي القديم ،إغلاق بعض الكليات منذ الخامسة مساء ،إزدياد نسبة تعاطي المخدرات والحشيش بين طلاب الجامعة ،سكوت تنظيم السلطة وربيبتها الإدارة عن بعض المظاهر الإنصرافية التي كانت في السابق لتفتح حلاقيمهم الغلاظ بالتكفير واللعن..
وغيرها من الأحداث..
السؤال المنطقي:من المستفيد؟
ولا حاجة لنا برهق الإجابة.
حركة الطلبة الآن ،لا تجد في الاشكال القديمة معبرا لها ،وعن التطور الكبير الذي حصل فيها من غياب لكثير من وجوه(الغبش) الكالحة ، وإزدياد عدد ميسوري الحال من القبول الخاص وحتى العام (وهو أمر مرتبط بالتحولات الطبقية الحادثة على مستوى النسيج السوداني)..هذه الكتلة الضخمة الطلابية كتلة غير متماكسة وغير متناغمة ، متأثرة في معظمها بالنمط الإستهلاكي ،أو مايعرف بنظام التيك أوي يجعل من ذهنية هذه الكتلة غير قابلة لتحمل شحنات خطاب كلاسيكي عن الغلابة والغبش والحركة الجماهيرية ومتحفيات العمل الجماهيري التي لاتسمن ولاتغني من جوع ،في ظل وجود خطاب مصيوغ بعناية من قبل المؤسسة الأمنية اليد الإستراتيجية والمنظرة لهذا النظام ،وهو الخطاب المستهتر الذي تبثه أركان النقاش والندوات والذي يؤدي أغراضا خفية بالغة الخطورة: الأول وهو قتل الحياة النظرية الخلاقة التي ميزت الحراك السياسي في الجامعة عن غيرها من المؤسسات ..خصوصا أن هذه الحياة شكلت رافدا حيويا ودفاقا في خلق هبات وحركات رفض صامدة هزت النظام كثيرا منذ 1989..وبقتل الحياة الفكرية والنظرية ،حصرت النشاط اللا صفي في عمل سياسي كئيب هجره الطلاب وعزفوا عنه
الغرض الثاني أن خطاب تنظيم السلطة خطاب إنتهازي لا يلجأ للأيدلوجي إلا من موقف إنتهازية أيضا ،ولايذكر من نصوص إسلامويته إلا مايجلب له إتحادا أو رابطة..قد أدركت هذه المؤسسة أن الخطاب الديني المشحون(ما بأكل عيش)والدلالة على ذلك إنهزام التنظيم بإستخدامه هذا الخطاب في مواجهة تيارات سلفية ذات أثر بالجامعة(الإصلاح مثلا)لكن فلا بد من التحول لخطاب يسوق الجامعة كلها إليه فينحط الحوار ويترك الطلاب المنابر والعمل السياسي ، أو في ظل حالة الحياة الإستهلاكية وسوالبها أن يعجبوا بشكل هذا الخطاب الإستفزازي المثير للحساسيات الكامنة في العقل الذكوري، بالتلميحات الجنسية حينا ،أو بالعنف حينا آخر.
الغرض الثالث ،هو غرض يجهله أبناء السلطة ذاتهم..وهو أن هذه المؤسسة وعلى مدى سنوات طوال ترى أن وجود تنظيم قوي طلابي للسلطة هو مسألة من ناحية تكتيكية قد يقيهم شر التنظيمات الأخرى ،لكن على المدى الطويل سيخلق تنظيما(سيوبر) آخر وكاريزمات جديدة ونوع من الإستقلالية التي قد تقود لصدام منطقي مع القيادة كما حال التنظيمات الأخرى..فتكون نتيجة إغتيال الحياة الفكرية عموما ،وسلب الخطاب من إنتماءاته الأيدلوجية وتحويل كوادر التنظيم لمجموعة(بشكتبة) ،هي البداية الحقيقية لحالة اللا سياسة=اللا مبالاة بالجامعة ،وبالتالي تنام هذه المؤسسة قريرة العين.لذا نلاحظ كل ما ظهر وجه ألفته جماهير الجامعة من تنظيم السلطة وإلا إختفى في ظروف غامضة وأحيانا تثار الشبهات حوله حتى من قبل (إخوانه) ! أو أن يركن بعيدا إلى مكان (شورى) من الأمر !!
الملاحظ لحملة تنظيم السلطة في الدورتين السابقتين ،يرى الغياب البارز على مستوى العمل السياسي الجماهيري لكوادر التنظيم بالجامعة واستبدالهم بمرتزقةMercenaries من جامعات أخرى أو حتى فاقد تربوي..هذا الامر كله يصب في تصفية التنظيم المهيكل المنتظم إداريا والمستقل نسبيا..وتحويله لنقطة رصد ومراقبة والحفاظ على الأوضاع ،أو تحويله لميليشيا إن دعت الأمور..في ظل تصاعد خطابات التعبئة الداخلية التي تجرى
بإستمرار كما هي العادة
أحد المؤشرات المثيرة للقلق أن تنظيم السلطة في السنون الأخيرة لم يصر به جند(زيادة الصف المسلم الملتزم)أي مسألة البناء ،مسألة ذات أهمية..وبدلا أن يبنوا على رصيدهم من الاصوات ..ظهرت هنا العقليات المرتزقة في منهجة أسلوب الرشوة والإفساد وقد يصل بهم الأقر لدفع مبلغ من المال ال لكل طالب في إيدو(عديل كد)..هذا تنظيم لا يمكن أن نتوقع منه دخول الإنتخابات بنية المواجهة المباشرة ،قوائم وصناديق..تنظيم يلغي دور المدارس الفكرية والأمانات الثقافية ويقيد دور مكتبه السياسي ويستوعب ثلثي عضوية التنظيم في مهام أمنية..ليس تنظيم يتوقع منه أن يلعب بوليتيكا كما يقولون..بل يمكن القول أن دخول تنظيم السلطة للإتحاد قد كان بمثابة مسمار جحا في هذا الجسد التنظيمي ،فصارت عضوية التنظيم محلولة ومذابة بلا رابط ولا ضابط في الإتحاد تبحث عن جزء من فتافيت الكعكة الكبرى ،يعني تضاؤل مساحة العمل التنظيمي عبر الطلاب ويتولاها المرتزقة الوافدون خارج الجامعة..إذن ببساطة هناك أربعين مقعد+ضوية اتحاد هي جل عضوية التنظيم مستوعبة في أمانات الإتحاد+إشراف ومتابعة لكن ليس هناك جسم تنظيمي برؤية سياسية واضحة كما كان عليه الأمر
تعبئة..وحشو..وغياب لخط سياسي واضح..وتسيد نظرة علي وعلى أعدائي..كلها منذرات بأن لاسبيل لهؤلاء لخلق خط سياسي إلا عبر العنف ،وهو إما أن يأخذ مسارين:عنف مفتعل مع تنظيم بعينه يرون أنه الدينمو الرئيسي للحراك السياسي الفاعل ،يعتقدون بالقدرة على كسره عسكريا وبالتالي معنويا..أو عنف مصطنع بأن تتحرك غواصاتهم في تنظيم ما نحو سلسلة من الصدامات تثير الذعر وسط الطلبة وقد يؤدي الامر لإغلاق الجامعة لفترة.وبالتالي يستطيعون كحل وسط تجاوز الفترة القادمة-فترة الإستفتاء.
التحدي أمام القوى الواعية بالجامعة كما أسلفت ليس الفوز بالإتحاد،بل الفوز بالجامعة ..سيقول قائل أنه ماطعم الجامعة والإتحاد متكوزن؟لكن الواقع يقول أنه عندما كان هناك اتحاد للتحالف كانت وما زالت كل البلد تتكوزن!وكان لتلك الإتحادات شنة ورنة (نسبيا) !! لماذا؟لأن الإتحاد آنذاك كجسم نقابي والتحالف كجسم سياسي كليهما صاغت خطوطه وملامحه الحركة الديمقراطية المنشود إحياؤها في المرحلة المقبلة بعيدا عن منهجيات التفاوض وتقسيم المقاعد ..كان الإتحاد قويا لأن الحركة الطلابية كانت قوية..والمعادلة هنا مفهومة.
إن الذين يتوقعون مني في خاتمة مقالي ،أن أرمي لهم عصا موسى لتفعل فعلها ، فعذرا لهم..لأني لا أملك ذلك..لكن تلك العصا هي الجماهير..التي يجب حشد طاقاتها في معارك متواصلة ضد التحول الجديد في نمطية تنظيم السلطة ،ومحاربة توجهات تصفية الحياة السياسية ،لا حصر الصراع في ثنائية(تحالف/كيزان) (حكومة/معارضة) ،بل دعم الجهود نحو تحقيق معادلة أشمل(طلاب وطنيين وديمقراطيين في جبهة واسعة وعريضة/السلطة).ومن أجل تعطيل ذلك ،ستأتي الوفود مدفوعة الأجر .. فقط ،بالخط السياسي الواضح ،تستطيع الحركة السياسية بالجامعة أن تشكل حائط الصد المنيع بأن تقف في وجه سنابك خيول المجاهدين(السمان) ..وكل الخطوط اليائسة التي قد يلجأوا لها..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.