بسم الله وبسم الوطن …… اْضحية سرير توتو….. القاهرة ….. ماذا تفعل اْذا قال لك اْحدهم .. إن الرئيس بتاعكم ده مجنون؟! هذه الواقعة وقعة معي حقيقةً , ولم اْكن اْنتوي اْن اْكتبها في مقال لولا بعض الاْشخاص من اْصدقائي اْلحوا علي واْصروا اْصراراً بليغاً اْن اْكتبها , خاصةً بعدما رويت لهم هذه الكارثة , نعم لم اْكن اريد اْن اْكتبها لاْني لا اْحب اْن اْكتب عن المواضيع الهايفة التي تحدث بين الحين والاْخر , ولكن لسوء وفظاعة الاْمر اْصروا علي اْصدقائي كتابته , منهم من قال : اْكتبه حتي يعلم الداني والقاصي كيف اْصبح الناس في الخارج يصفون الرئيس عمر البشير ! , ومنهم من قال : اْكتب و وثق الاْمور لتاريخ حتي يعلم الاْجيال القادمة كيف كان حال السودانيين في الخارج عندما كان يحكمهم البشير , وطرف ثالث قال : اْكتبه كي يعلم جماعة البشير اْن رئيسهم اْصبح (ملطشة) , الغاشي , والماشي والغريب , والصديق يصفه بما يحلوا له وما تيسر له من اْوصاف , لذلك اْمسكت القلم وكتبت هذا المقال , ولكن قبل اْن تقراء المقالة تخيل نفسك في مكاني وقل لي ماذا سوف تفعل لو كنت مكاني ؟ حدثت هذه الواقعة نهار رمضان , يوم 25\\\\ رمضان 1433هجرية عندما ذهبت إلي سوق (الفجالة) المشهور بالقاهرة , سوق الفجالة المعروف ببيع الورق, والدفاتر , والاْجندات , والمذكرات الخاصة , ذهبت الي هذا السوق الكبير لاْشتري لي قليلٌ من الدفاتر الورقية لزوم العمل الاْعلامي , عندما دخلت المحل الخاص ببيع الورق واْلقيت التحية لصاحب المحل , ورد هو علي باْحسن منها , طلبت اْغراضي مباشرةً بدون الدخول في تفاصيل السعر والذي منه فيه , ولكن صاحب المحل ,الرجل المصري الضخم عريض المنكبين لم يتحرك ظل واقفاً ساكناً لا يتحرك كاْن عفريت اْو شبح هبط عليه فجاْةً , ظل يرمقني بعينين ساذجتين خاليتين من الاْفكار , وقال : الصديق من اْفريقيا ولا السودان ؟ دخلت في صمت تام رهيب اْشبه بالغيبوبة , من شدة غباء السؤال , ما الفرق بين اْفريقيا والسودان ..ماذا يقصد ياربي .. ماذا يقصد هذا الضخم ذو المنكبين العريضين ؟ هل يقصد جنوب اْفريقيا اْما جنوب السودان ؟ ولماذا فصل السودان عن اْفريقيا , هكذا تحدثت قليلاً مع بنات اْفكاري وبذلت شيئاً من الجهد التفكيري حتي توصلت الي هذه الاْجابة الصحيحة التي ربما يرضي الطرفين , قلت له: اْنا من جمهورية السودان , لم اْضف اليها الديمقراطية لاْن الديمقراطية غائبة تماماً عن هذا البلد المنكوب بنظام البشير العنصري , بعد اْن عرف باْنني سوداني باغتني بسؤال وقع علي كالصاعقة .. حضرتك من الشمال ولا الجنوب ؟ بلعت هذا السؤال الجديد الذي دخل في الساحة السودانية بسياسات جماعة البشير الفاشلة , بلعت هذا السؤال الذي لن ينهضم إلا بكيلوونصف الكيلو من ثمرة الليمون وقلت له : حضرتي من الشمال , تحرك الرجل الضخم نحو الرف وجلب لي اْغراضي وهو في حالة ريب شديد من اْمري , بل ظل مشككاً في شخصي كيف لهذا الاْسود الاْفريقي الزنجي اْن يكون من شمال السودان بعد اْن اْنفصل جنوب السودان الزنجي , هذا الشخص (يخدعني) هذا ما دار في عقله علي ما اْعتقد وإلا لماذا هذا السؤال (الصديق من اْفريقيا ولا السودان ؟) اْو ربما هو متابع جيد لتليفزيون السوداني الذي يصور السودانيين باْنهم عرب (صيرف) هكذا حللت الموضوع. ظل الرجل مشككاً يرمقني بعينيه بلا مبرر يجعلني لا اْنتمي الي شمال السودان , وراح السيد الضخم يقذفني بسؤال وراء سؤال , حتي ظننته اْنه مخبر سري في شكل باع الاْوراق المكتبية .. يعني اْنت من الخرطوم ؟ وكيف ناس (اْم.. درمان ) هكذا يطلقون اْغلب المصريين علي اْمدرمان , يقولون الاْم اْولاً منفصلة تماماً عن درمان ثم يردفون عليها (درمان) لتصبح نطقها هكذا (اْم..درمان) .. واْضاف قائلاً : يعني اْنت الريس بتاعكم البشير؟ لم اْكن اْريد اْن اْقول له نعم الرئيس بتاعنا (عمر البشير) ولكن من اْجل اْن يتاْكد هذا المصري الضخم باْنني من شمال السودان الدولة التي سقطت في براثين جماعة المؤتمر الوطني , ومن اْجل اْن اْقول له نعم اْستدعيت مخزوني الاْستراتيجي من قوة التحمل والصبر , وبداْت اْتحسس اْن هناك شيء ما سوف يحصل بعد هذه الاْسئلة , وقلت في اْضعف الاْيمان ربما يقول في سخرية كعادة المصريين اْن رئيسكم هذا مطلوب لدي المحكمة الجنائية الدولية فكيف ترضون به ؟ وجهزت شعوري لذلك, وقلت له: نعم رئيس السودان البشير) , قال في سرعة رهيبة بدون اْن يراعي مشاعري السودانية , قال وهو يضع مشترياتي في (شنطة بلاستيك) .. الريس هكذا اْيضاً يطلقون كلمة (رئيس ) .. الريس بتاعكم ده مجنون مثل القذافي !! قلت له واْنا كاتماً للغيظ , بل فعلاً اْصبحت من الكاتمين للغيظ بسبب البشير , قلت له كيف الرئيس بتاعنا ده مجنون وشبيه معمر القذافي كمان ؟ قال والله ياسيدي لقد سمعت كثيراً عن عمر البشير ! اْنه رجل دموي بلارحمة يقتل شعبه ويعذب خصومه ويريميهم في السجون والمعتقلات لسنينً عددا , وقالوا اْنه قتل عدد كبير من الناس في (دار..فور ) نطقها مثل (اْم..درمان ) , واْضاف الرجل المصري ذو المنكبين العريضين باْن البشير الاْن يقتل الناس في (كاردفان ) يقصد كردفان اْو بالاْحري جبال النوبة , وقال اْنه كان متابع المظاهرات التي اْندلعت في الخرطوم مؤخراً وبعض الولايات , وقال اْن البشير كان قد وعد بشوي المتظاهرين , وساْلني هل شواهم ؟ قلت له لم يستطيع ولكنه حاول , قال الم اقل لك اْنه شبه القذافي ..صورة طبق الاْصل ..فولة واْنقسمت إلي نصفين ,نصف في ليبيا ونصف في السودان , واْستطرد قائلاً اْنه مجنون ولديه خلل في المخ !! .. اْنت عارف يا عم السوداني لو كان الريس بتاعكم ده عندنا هنا في مصر كنا عملنا فيه اْيه ؟ قلت له في لهفة للاْجابة ماذا سوف تفعلون له ؟ قال وقد حلف بالمصحف كعادة المصريين عندما يحلفون يحلفون بالمصحف , قال والمصحف كنا رميناه في السريا الصفراء ليتلقي العلاج الازم , بدلاً من الشعب يتعذب منه وبوجوده ! (السريا الصفراء عندي المصريين تعني مستشفي المجانين ). لم اْستطيع اْن اْرد عليه خاصةً بعد اْن تمني بدخول البشير (السريا الصفراء ) , اْخذت حاجتي واْنصرفت من اْمامه واْنا اْشد في شعري واْضرب اْسداس في اْخماس واْحدث نفسي , معقولة .. هكذا رئيسنا مجنون , مختل عقلياً , وهذا المصري الضخم يريد اْن يريميه في مستشفي المجانين ..معقولة هذاهو الحال ؟ ماهذه الحالة السيئة التي نحن فيه بالاْمس كان ومازال مطالب لدي المحكمة الجنائية الدولية , واليوم مجنون!!! هل هذا راْي المصريين والعالم اْجمع اْما هذا راْي شخصي فريد في نوعه , كان الموقف صعب جداً لذلك لم اْستطيع اْن اْرد عليه, فعلاً البشير قتل شعباً في دارفور وجنوب كردفان و وعد بشوي المتظاهرين , بل قال إنهم شذاذ اْفاق , لذلك لزمت الصمت وخرجت مسرعا مذهولاً , الرئيس بتاعكم ده مجنون !! ماذا اْنتم فاعلون !؟ اْضحية سرير توتو [email protected]