يسري منوفلي [email protected] كيف ينظر العالم ( المجتمع الدولي ) من حولنا إلينا نحن ابناء السودان منذ استقلالنا العام 1956م عن المملكة المتحدة ( بريطانيا العظمى) وحتى تاريخ اليوم مرورا بحقب تاريخية تركت بصماتها في تاريخ السودان ومازالت تتمثل في ..اول حكومة وطنية بعد الاستقلال .. الحكومة العسكرية بقيادة الرئيس المرحوم ابراهيم عبود .. الحكومة الديمقرطية .. الحكومة العسكرية بقيادة الرئيس المرحوم نميري .. الانتفاضة .. الحكومة الديمقراطية .. الحكومة العسكرية بقيادة الرئيس عمر البشير .. خمسة عقود ونيف من الزمان .. ما لنا وما علينا .. دعونا ننظر الى انفسنا بعيون اخرى غير أعيننا . الواقع .. عقب مغادرة المستعمر الانجليزي السودان كان قد ترك مثالا يحتذى به في الخدمة المدنية بين الامم آنذاك .. لنقل انها التجربة الانجليزية .. حيث كان السودان يرفل في رغد من العيش وكان المواطن يتمتع بالتعليم والعلاج المجاني وكان الامن مستتبا في كل ارجاء الوطن فيما عدا جنوب السودان الذي كان يكدر صفو هذا الامن .. وكان المورد الاقتصادي الاساسي للدولة ياتي من انتاج القطن بمشروع الجزيرة . ولكن ما أن بدأت التجربة السودانية .. وتباطأت التنمية بمرور الوقت وتضاعف عدد السكان مما ادى الى اخفاق الحكومات من تقديم الخدمات الاساسية للمواطن مثل حق التعليموالعلاج المجاني وعانت بعض مناطق السودان من العطش والجوع ( بلغة الحكومة فجوة غذائية ) نتيجة انعدام التنمية والحرب الاهلية بجنوب السودان حيث فشلت جميع حكومات الحقب التاريخية اعلاه في اخماد هذه الحرب ووضع دستور دائم للسودان لادارة التنوع الإثني والثقافي والابقاء على وحدة السودان .. وكانت الرحلة نحو القاع السحيق . وتردى حال السودانيين الى الاسوأ بعد تصدير النفط .. رغما عن تحقيق بعض التنمية في بعض المجالات من عائدات النفط ..ولكن فاتهم صرف عائدات النفط على الزراعة عصب السودان الاقتصادي كما الصناعة التحويلية المرتبطة بالزراعة .. وألقت السياسة بثقلها على الاقتصاد .. وتمددت الحروب الاهلية لتشمل دارفور .. وتم انفصال الجنوب بمعظم الثروة النفطية وعاد السودانيين ادراجهم الى واقع بعد الاحلام التي كانت تراودهم حول البترول.. ولكنهم وجدوا انفسهم من غير موارد اقتصادية اخرى ( انه المرض الهولندي ) .. واستشرى الفساد وعم القرى والحضر .. وتمددت الحروب الاهلية لتشمل مناطق جنوب كردفان والنيل الازرق .. ولم تجد الحكومة غير المواطن للجؤ اليه ليحملها .. ولكن حتى المواطن بات هزيلا لايقوى على حمل الحكومة ولكنها لا تأبه بذلك وكانت النتيجة ان تفشى الفقر وانشرخت معه الحياة الاجتماعية وانتشرت الجريمة والتفكك الاسري وعدم الاطمئنان وصار المستقبل حالكا والصراع محتدما بدعوى التهميش .. وبرز هنالك الكثير من الاستغلاليون الذين يسرقون الثورات ويفرغونها في جيوبهم فسادا وجرأة غير مسبوقة . واصبح السودان نتيجة الفشل في الادارة دولة فاشلة صنفت الثانية عالميا من قبل منظمة الشفافية العالمية كما اصبحت من الدول التي تفرخ اللاجئين وتتلقى الاعانات والاغاثات .. المجتمع الدولي ينظر الى الدول المشابهة ظروفها للسودان بعين الاحتقار وعدم الاحترام ولا يأبه بها على ايتها حال . لا ادري كيف نهضت اليابان والمانيا في اقل من 40 عاما بعد دكت الاولى بالقنبلة النووية بهيروشيما والثانية دكت مع الارض لتحتلاالمركز الثاني والثالث على التوالي في الاقتصاد بعد امريكا رغم وصاية امريكا عليهما .. أليس هو الانسان الذي لاقيمة له في السودان .