Juventus v AC Milan في بلد يشتهر بالبيتزا والموضة والحضارة وكرة القدم تتوقف فيه الحياة مرتين كل عام على الأقل ، إلا في بقعتين مضيئتين إما السانسيرو في شمال إيطاليا أو اليوفنتوس أرينا في الشمال الغربي من بلاد دافنشي وماركو بولو حيث يحمل الإيطاليون البيتزا والموضة والحضارة إلى المدرجات لمشاهدة مبارة ليست بمجرد مباراة كرة قدم فاليوفي يحظي بأكبر شعبية داخل ايطاليا ومن أكثر أندية العالم شعبية ويكفي أنه صاحب الويعتبر حزبا للفقراء والعامة والميلان أكثر أندية إيطاليا شعبية في أوربا ويجمع بين الإرستوغراطية والبروتاريا من سكان عاصمة الموضة وأفضل سفير لإيطاليا في عصبة الأبطال الأوربية . في مساء الأحد السادس من أكتوبر لم يكن الكالتشيو محتاجا لمقدمات ليثبت عراقته وقيمته الفنية فقطبي تورينو وميلانو يثيتان أكثر من ذلك في كل مناسبة تجمع البيانكونيري بالروسونيري .. وهو ما حدث بالفعل في ليلة أعادت للأذهان عبارة ماردونا حينما وصف الكالتشيو بجنة كرة القدم.. وكما يقول المثل الإيطالي: ساعة الغضب ليس لها عقارب! لم يمهل مونتاري عقارب الساعة حتى تكمل دقيقتها الأولى كما لم يمهل جماهير اليوفي حتي يفتحوا طلبات البيتزا الساخنة ولم يمهل حتي جماهير عاصمة الموضة لكي يفكروا بفتح مظلاتهم في هذه الليلة الماطرة وأفرغ غضبه في شباك أفضل حراس إيطاليا. عشر تمريرات وعشرون ثانية جعلت الميلان في المقدمة علي ملعب اليوفي الذي لم يلمس نجومه الكرة الإ بعدما قذفها جان لويجي بوفون نحو دائرة المنتصف لإستئناف المباراة مجددا والتي تسيدها الميلان حتي أعاد الساحر بيرلو اليوفنتوس للمبارة وأعاد المباراة لنقطة البداية عندما سجل هدف العادة من ركلة حرة قبل دقيقة واحدة كانت تفصل عقارب الساعة عن ربعها الأول. شوط أول كان الأجمل هذا الموسم للميلان بالرغم من غياب سوبر ماريو والشعراوي وكان جميلا كالعادة من جانب السيدة العجوز التي غاب عنها المهاجم الصربي فوجونتش والتي أبت إلا أن تسعد 38 ألف يوفنتيني غصت بهم مدرجات ملعبه الجديد ففي الدقيقة 69 وضع البديل صاحب ال 164 سنتيمترا الملقب بالنملة الذرية قنبلة في شباك أبياتي واضعا أصحاب الدار في المقدمة وبعد ست دقائق أخرى زاد زميله قلب الدفاع كليني من متاعب الضيوف بعد دقيقة واحدة على طرد قلب دفاع الميلان الفرنسي ميكسيس بعد أن تابع ركلة بيرلو الحرة المرتدة من العارضة..وفي ظل النقص العددي مرت الدقائق سريعا علي الضيوف وكادت الأمور تسوء أكثر لولا تسرع أبناء كونتي لكن علي عكس مجريات المبارة الأجمل في الكالتشيو هذا العام عاد الغاني مونتاري ليختم الوقت الأصلي كما بدأه بهدف ثاني للضيوف الذين لم تكفهم أربع دقائق لمعادلة الكفة كما لم تكفي المباراة بأكملها ماتري ليزور شباك رفاق الأمس علي غرار بيرلو الذي أثبت مجددا أنه الغلطة الأكبر في تاريخ الميلان لكن رفاق الأمس على الأقل أثبتوا أن الميلان بخير حتي في ظل الهزيمة وبدون بالوتيلي كما أثبت رفاق بيرلو بدورهم أن اليوفي يمرض ولا يموت بعد التعادل المخيب أوربيا علي نفس الملعب أمام رفاق دروغبا. بالنتيجة عاد اليوفي ليزاحم نابولي علي المركز الثاني خلف روما المتصدر وتقوقع الميلان في المركز الثاني عشر على أمل صحوة بهذا الأداء تبدأ بلقاء البارسا أروبيا..وكما يقول الإيطاليون: خسارة الصوف خير من خسارة الخروف!. أبوبكر عثمان علي